الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب................... و الانظمة الاستبدادية؟

بافي رامان

2007 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


هل الارهاب مغروس في الانظمة الاستبدادية ؟ ام الانظمة الاستبدادية تولد الارهاب ؟ ان هذا السؤال يشبه هل البيضة من دجاجة ام الدجاجة من البيضة ؟ لانه لولا البيضة لما كانت هناك الدجاجة ، و لولا الدجاجة لما كانت هناك البيضة ايضا . لذلك فلولا وجود الانظمة الاستبدادية لما تولد الارهاب في مجتمعاتنا و ان الارهاب متوازية ونتيجة لهذه الانظمة التي عملت على افرغ المجتمعات من كل القيم باسلوب ارهابي قمعي و الارهاب ليس بالضرورة ان تكون جسدي لان الارهاب الفكري قد تكون لها تاثير اكبر على الشعوب ، من خلال الثقافات المشوهة و من خلال مناهج الدراسية لغسيل ادمغة الاطفال منذوا دخوله الى المدارس و كل ذلك تحدث خارج القانون لانه في ظل الانظمة الاستبدادية فليس للقانون اي معنى و الذين يتحكمون في كل اجهزة الدولة هم اجهزة قمعية اسنخباراتية . فالارهاب هو كل ما يتصل بعمل او حركة او قول تمارسه جهة ما خروجا عن القانون ، بهدف نشر الفوضى و الاضطراب و تعكير صفو الامن و الاستقرار و ايقاع الضرر المادي و المعنوي على جهة اخرى تلبيه لحاجة لا سبيل لنيلها او الحصول عليها الا بواسطته ؟ فالارهاب عمل شاذ يفتقر الى المبادىء السامية و القيم الانسانية ، و الارهاب حالة غير طبيعية في العلاقات الانسانية ، و ظاهرة غير طبيعية و غير انسانية و مأساوية تسود بعض اركان المجتمع الدولي و تهدد امنه و استقراره و لايمكن اعتبار الارهاب كل ما يتصل بالنضال الوطني و القومي و الدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعوب المضطهدة فعندما يناضل الشعب الكردي في جميع اجزاء كردستان من اجل حقه في تقرير مصيره و بجميع الاساليب السياسية و العسكرية لايمكن اعتباره ارهاب و انما يناضلون ضد ارهاب الدول الظالمة ، فالمقاومة الشعبية و الوطنية و الكفاح المسلح الوطني و القومي بكل اشكاله و الذي تمارسه حركات التحرر الوطنية و القومية كالحركة القومية الكردية و النضال الفلسطيني ضد الاحتلال و الاضطهاد و الاستغلال ، و قد أقر المجتمع الدولي في كثير من القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للآمم المتحدة شرعية اعمال النضال الوطني و القومي و الكفاح المسلح . والارهاب اما ان تمارسه اجهزة او تنظيمات غير رسمية كالعصابات و الشبكات الارهابية الاجرامية ، او تمارسه رسميا بعض الدول ضد مناوئيها او ضد حركات التحرر الوطنية او القومية او ضد رعايا و مصالح دولة مجاورة او غير مجاورة و هذا ما يطلق عليه اسم الارهاب المنظم او الارهاب الدولي ، لقد استخدمت الانظمة العربية و بدون استثناء و منذ احتلال اسرائيل للفلسطين هذه القضية كما يسمونها (( الحلقة المركزية )) على حد تعبيرهم ، كوسيلة لقمع شعوبهم و كبح الديمقراطية و التنمية و حرية الانسان و اضطهاد الشعوب الاخرى المتواجدة في ظل بعض الدول العربية كشعب الكردي في العراق و سوريا ، و اصبحت القضية الفلسطينية ذريعة وهمية لهم لاستخدام الارهاب الفكري من خلال قمع المثقفيين و الاحرار و اصحاب الرأي ، و ذلك برفعهم شعار (( لاصوت يعلو فوق صوت المعركة )) ،مدعين ان الامة العربية مهددة بالخطر من قبل القوى الامبريالية و الصهيونية و الاستعمارية ، على الرغم ان كل هذه الانظمة الاستبدادية مرتبطة بشكل مباشر او غير مباشر مع الدولة الصهيونية و الاستعمارية و مع الدول الكبرى و تعمل لصالح هذه القوى الاستعمارية ، و بهذه الذريعة حرمت هذه الحكومات و الانظمة شعوبها من الحرية و الديمقراطية و العيش الحر و الكريم ، فبدلا من استثمار ثرواتها الهائلة و الكبيرة على النتمية البشرية و النمو الاقتصادي و العلمي و الرفاهية . بددت هذه الثروات على عسكرة المجتمعات و الاجهزة الامنية الاستخباراتية و على الحروب العبثية التي قادت من هزيمة الى هزيمة فاضحة و افظع ، و بالتالي لم يحرروا فلسطين و لا الانسان من الفقر و التخلف و انما جعلوا من القضية الفلسطينية لنهب و سرقة بلدانهم و شعوبهم و ايداع مليارات الدولارات في البنوك الاجنبية و قادوا مجتمعاتهم الى الوراء ، لتسقط في النهاية في احضان التطرف الديني ووليده الارهاب الاسلامي بسبب فقدان ثقة الشعوب و الجماهير بهذه الحكومات و الانظمة ، و بسبب تعرض اغلب الشعوب للظلم و الاضطهاد و القمع على ايدي جلاوزة هذه الانظمة يأملون انهم لم يملكوا اي شي ء في هذه الدنيا لذلك يبقى لهم ان يملكوا الجنة من خلال الجهاد المزيف و باسلوب ارهابي متطرف ، على الرغم ان زعماء الارهاب يعلمون جيدا ماذا يعملون و كيف يخدمون الانظمة الاستبدادية و الشركات الكبرى العالمية ، و يعلمون كيفية استغلال هؤلاء البسطاء في اعمالهم الارهابية و الاجرامية باسم الاسلام و الدين ؟ على الرغم ان الدين و الاسلام برىء من هؤلاء ؟ و سؤال يطرح نفسه : كيف يمكن لهذه السلطات الاستبدادية ان تنتصر بجنود جائعين و شعوب مضطهدة و مغلوبة على امرهم و محرومة من الخبز و الحرية ؟ اجل ان هذه الانظمة الاستبدادية لم تفشل فقط في حل المشاكل و الازمات المتفاقمة التي تعاني منها شعوبها من الفقر و التخلف و الجهل و الامية و المرض المزمن ، وان الممارسات اللاخلاقية ادت الى انتهاك الحق في الحياة لعشرات الآلاف من البشر و تشريد و افقار مئات الالاف الاخرين ، و انتهاك حق تقرير مصير الشعوب المضطهدة ، كما انتهكت هذه الممارسات حقوق شعوب الدول النامية في التنمية و التجارة العالمية العادلة و تم تشريد آلاف العمال و الفلاحين و المنتجين في هذه الدول بسبب تطبيق سياسات السوق الحرة ، حيث ادت هذه السياسات و الاتفاقيات التجارية الجديدة مع الانظمة الاستبدادية الى الاتجار بالغذاء و الادوية و المياه و الارض و الموارد الطبيعية المختلفة و ادت على جانب اخر لمزيد من القتلى و المصابين و المعتقليين و الجياع و المرضى و العاطلين و المشردين و انتجت هذه السياسات ظواهر مثل زيادة العنف و الارهاب و اضافت اليها التطرف الديني و الارهاب الاسلامي ، مما اعطت الذريعة و الحجة لبعض التنظيمات الاسلامية المتطرفة و الارهابية لتدعي امتلاكها للحل السحري للوضع المتأزم ، حيث رفعت شعارها الديماغوجي (( الحل في الاسلام )) لان اغلب مجتمعاتنا دينية و الشعور الديني منتشر بشكل كبير ؟ كما ساعدت السلطات المستبدة على دفع شعوبها الى التنظيمات الاسلامية المتطرفة و التطرف الديني و ذلك بمحاربتها للقوى الديمقراطية و الليبرالية الصاعدة و منع نشر الفكر التنويري ، في الوقت الذي منحت اكبر حرية و اوسعها لبعض القوى الاسلامية الظلامية و السلفية و الوهابية لنشر افكارها و محاربة الديمقراطيين و الليبراليين . و رغم هذه النتائج الكارثية مازالت منظمة التجارة العالمية و الشركات متعددة الجنسيات تقوم بفرض اسواق للاتجار بالغذاء و احتكار الزراعة و الصناعة و ما زالت القوة العسكرية هي التي تحكم العلاقات الدولية ؟ و الارهاب ليس اداة طارئة يستعملها الانظمة الاستبدادية الشمولية في ظرف معين كرد فعل و انما الارهاب متأصل في جذور و فكر هذه الانظمة و هو جزء عضوي داخلي من كياناتهم السلطوية و لا تتطور العضوية الاجتماعية الا به ، و لا يبقى هذه الانظمة الا اذا اعتمد عليه ، فان زال الارهاب زال تسلطهم الدموي اي الارهاب ضرورة داخلية غير مشروطة بعمل خارجي او ظرف معين طارىء . ففي ظل الانظمة الاستبدادية ليست للمشاركة الديمقراطية منافذ و ان وجدت فهي ضيقة جدا تدفع الانسان زجرا الى التنفس و التحرك خارج الاطارات الشرعية ، و العدل و القانون غير متوفرا بالاساس مما يوسع الهوة بين الغني و الفقير ، الغني يزداد جشعا و الفقير يزداد حقدا لانه عاجز عن تحقيق ادنى المتطلبات الانسانية فخط الفقر يمتد و يتعمق . و ليس غريبا ان تواجه الديمقراطية معارضة و ممانعة شديدين من قبل الحكومات الاستبدادية و ذلك خوفا على عروشها و اصرارها على احتكارها الحكم و السلطة و لا من القوى الظلامية و الرجعية و السلفية التي تتعطش و تعمل على بقاء شعوبها في ظلام العبودية و الرجعية . و لكن الغريب و المستغرب ان يتخوف حتى دعاة الديمقراطية في هذه المجتمعات من الديمقراطية نفسها ؟ و جاءت الوضع العراقي ليزيد الطين بلة لصالح هذه الانظمة الاستبدادية ضد الديمقراطية و هو في الاساس من صنعهم ، فبعد سقوط الفاشية فان اغلب الانظمة او كلها كانت ضد تحرير العراق من الفاشية و العنصرية البعثية الصدامية و ذلك بسبب خوف هؤلاء من نجاح الديمقراطية فيه ووصول شراراتها الى بلدانهم ، لذلك و منذ سقوط البعث الصدامي الفاشي اصابت المنطقة زلزال من جراء ازاحة اعتى طاغية و ديكتاتورية عرفته البشرية و العتاة من زبانيته و و الكيفية المشينة في القبض عليه التي اوجس منها الرعب و الخيفة التي ما بعدها خيفة كل حكام المنطقة .و كان نظام صدام البائد متراسا لدول المنطقة و عرابها التي تحتمي به و تتفق معه و تدفعه في عدوانيته ، و كونه مأوى لكل المجرمين من شذاذ الآفاق و ملاذا للارهاب و الارهابييين . و مع هبوب رياح و عاصفة الديمقراطية و الحرية و حقوق الانسان على بؤر الاستبداد في المنطقة ، فان الانظمة الاستبدادية في المنطقة فقدت صوابها و توازنها ، فعملت هذه الحكومات و بالاخص النظام السوري و الايراني على افشال العملية السياسية في العراق و ذلك بدعم الارهاب و تدريب الارهابيين في بلدانهم ومن ثم ارسالهم الى العراق لضرب البنية التحتية من جهة و لاشعال الفتنة الطائفية من خلال دعم التكفيرين و السلفيين و الارهابيين و الزرقاويين مما احالوا حياة العراقييين الى جحيم و بذلك فقد توفرت لهم حجة و ذريعة لمنع الديمقراطية في بلدانهم و تخويف شعوبهم منها ، اذ راحوا يخاطبون شعوبهم : ان الديمقراطية تعني الوضع العراقي ، وان صدام الفاشي و الديكتاتوري افضل بكثير للشعب العراقي من هذه الفوضى العارمة . و ان الشعوب يجب ان تشكر الله و تحمده على وجود و نعيم الانظمة الاستبدادية و الا فالبديل هو الوضع العراقي الدموي ؟ و كل نظام له اهداف و مصالح من خلال ترهيب المنطقة و استغلال نفذهم من خلال بعض التنظيمات الارهابية لعدم استقرار المنطقة و كل ذلك من اجل الحفاظ على السلطات الشمولية الاستبدادية فالنظام الملالي في ايران تعمل من اجل توسيع نفوذهم الفارسي و كما يقول المحافظين : ان هناك تحديات كبرى تهدد وجود النظام الايراني و امنه القومي لذلك لابد من اختار سياسات ذات ابعاد خطيرة مبنية على ايديولوجيته تخدم مصالحها في الخارج و تحافظ على هيبتها في الداخل و لا يستطيع النظام الايراني التخلي عنها ، لان بتخليه عنها قد تزلزل هيبته في الداخل حيث يراهن على الاستمرار في سياسته الخارجية و خاصة بعد ازالة الجناح المسمى بالاصلاحيين عن الساحة السياسية الايرانية بشكل عام و تربع الجناح المحافظ على اركان النظام من جديد و من خلال الحرس الثوري ، و خصوصا بعد مجىء احمدي نجاد الى سدة الحكم و تاريخه دامغ في الارهاب الفوضوي و المنظم و هو الذي خطط و نفذ الاغتيال الارهابي بحق الدكتور عبدالرحمن قاسملو سكرتير حزب الديمقراطي الكردستاني في ايران في احد مقاهي فيينا و خاصة ان المفاوضات كانت موجودة بين القيادات الكردية و النظام الملالي ، و عمل بتخطيط مسبق لاكمال المهمة اي الاستراتيجية الايرانية داخليا المتمثلة بالقمع و البطش المتزايد و سياسة الاقصاء ، و خارجيا المتمثلة بالتحدي للمجتمع الدولي و سياسة تصدير الارهاب الى الدول الجوار مثل العراق و لبنان و فلسطين و دول الخليج ، و كذلك الملف النووي حيث اصبح اهم سياسات الخارجية الايرانية الذي يعول عليه كاستراتيجية ثابتة تؤمن أمنه القومي و طموحه الاستراتيجي في المنطقة و اعتزازه الداخلي حيث اصبح هذا الملف احد اهم اركان السياسة الخارجية من اجل فرض هيبته و كبريائه في داخل ايران ، و اي تراجع عن هذا الملف يسبب صداع كبير في هيكل النظام داخليا و ربما انهياره . و من جهة اخرى فان النظام الايراني في مسعى للحصول على القنبلة الذرية هو ليس وليد هذه الساعة و انما مسعى قديم و كل ذلك من خلال استغلاله لعدة نقاط تمتلكها و منها النفط عندما يلوح في كل مرة بايقاف تصديره الى الدول الاوربية و ذلك سيخلق ازمة حادة بالارتفاع اسعار النفط ،و كذلك الموقع المناسب و الاستراتيجي لايران على مضيق هرمز ، و كذلك من خلال استغلال الدين الاسلامي و خاصة المذهب الشيعي من خلال انشاء الهلال الشيعي و محاولة انشاء الحسينيات و الحوزات الشيعية في بعض الدول لتشييع المجتمعات و هذا ما يحصل الان في سوريا عندما ربط النظام الاسدي مصيره و استراتيجيته مع النظام الملالي في ايران و الان يحاولون جعل سوريا قاعدة عسكرية للصواريخ الايرانية لمواجهة المجتمع الدولي ، و كذلك اهم و اقوى اوراق ايران في المنطقة و العالم عندما يراهن في اية مواجهة محتملة هي قواته الارهابية التي يدربها و يشرف عليها الحرس الثوري و حسب آخر احصائية ان الحرس الثوري درب اكثر من 40 ألف انتحاري خاصة من الشباب و المراهقين في المدارس الثانوية و المتوسطة بعد المرور بدورة تدريبية (( عقائدية )) لغسل ادمغتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح