الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة في النظام السياسي الفلسطيني ..؟

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قبل البدء القانوني بتنفيذ الانتخابات التشريعية السابقة وبما تم الاتفاق عليه في حوارات القاهرة ، تقدم حزب الشعب الفلسطيني باقتراح إلى المجلس التشريعي بإلغاء نسبة الدوائر الانتخابية وجعل الانتخابات كاملة بتمثيل القوائم الحزبية .. هذا الاقتراح لم يناقش في المجلس التشريعي السابق لأكثر من نصف ساعة ورفض جملة وتفصيلا وبقي النظام الانتخابي كما اتفق عليه نصف للدوائر والنصف الآخر للأحزاب .. وأعتقد أن الرئيس محمود عباس كان مع الاقتراح إلا أن حركة فتح التي كانت تمتلك الأغلبية في البرلمان هي من رفضت الاقتراح لحسابات شخصية من النواب ( حتى يتمكنوا من ترشيح أنفسهم في الدوائر إذا ما رغبت الحركة إبعادهم من القوائم .. وتابعنا في حينها بمرارة كيف استعرت المعركة داخل حركة فتح حتى اللحظة الأخيرة لتقديم القوائم وانقسمت الحركة في قائمتين ثم تدخل الرئيس ووافق بين القائمتين لتقديم قائمة واحدة .. وكذلك تمرد عدد ليس بالقليل ورشحوا أنفسهم بشكل مستقل .. ) هل فكر أحد منهم أن هذا السباق المجنون سيؤدي بنا وبهم إلى الهلاك .. على ماذا كانوا يتسابقون ؟ لو أن هذا السباق كان على مواجهة حقيقية مع الاحتلال .. لما تهالك المتسابقون .؟ اتضحت الصورة وبالألوان لما كانوا يهدفون ..؟ الآن وبعد أن دفعت فتح الثمن باهظا وبعد أن دفع شعبنا الثمن الأغلى يطالب الرئيس أبو مازن مرة أخرى في الانتخابات القادمة أن تكون تمثيلا كاملا للقوائم .. كان يجب علينا أن نتعلم بالدم ، نعم ! الديمقراطية يجب أن ندفع ثمنها لأنها لا تستورد ولا تصدر ولا تمنح هبة من أحد .. أوروبا صانعة الديمقراطية دفعت ثمنها دما غزيرا عبر قرون طويلة ، نعم ! هكذا هي مسيرة الشعوب . لو تصورنا أن الانتخابات كانت كلها نسبية فالنتيجة ستكون متقاربة بين فتح وحماس والفرق بينهما كان بسيطا نائب أو اثنان ومن هنا لا أحد كان بمقدوره تشكيل حكومة إلا بإشراك الفصائل الصغيرة وبقوة وليست شراكة ضعيفة ؟
الآن ! نكتشف المؤامرات التي نصبت لنا في الدستور .. الدستور الذي شارك في صياغته خبراء من أنظمة عربية وقدمنا لهم الشكر الجزيل وقدمنا لهم الهدايا والأوسمة لمشاركتهم .. كانوا حريصون أن يكون دستورنا نسخة من دساتيرهم الدكتاتورية ! لا يريدوا أن نكون نموذجا مختلفا عنهم ، لا يمكن أن يقبلوا أن نكون نسخة من سويسرا أو أي دولة أوروبية ؟ ومن يبرئ عدد من هذه الدول الشقيقة دورها في أحداث غزة ؟ ومن يبرئ هؤلاء من إعاقتهم الدائمة لمشروعنا الفلسطيني حتى تستمر عروشهم الوثيرة ويستمروا في تجهيل وسحق شعوبهم .. الآن نؤيد أبو مازن في قبول التمثيل النسبي الكامل ؟ ولم نؤيد الفكرة في حينها ؟ ربما لأن أصحابها هم من الانتلجنسيا الفلسطينية وليسوا من المناضلين ؟ الكل يسمعونهم ويوافقونهم ، ولا يؤيدونهم ..؟ ما هو السبب أيها المناضلون الثائرون ؟ فعلتم بالدستور كما فعلتم بالمناهج الفلسطينية نسختموها من مناهج عديدة فخرجت مشوهة ولا تلائم حاجتنا وحاجة شعبنا بما يتوافق مع ظروفنا الخاصة والفريدة في العالم ؟ ألم نكن قادرين على صياغتها ..؟ لماذا إذن نتغنى دائما بأننا شعبا متعلما ومثقفا ؟ هل نسمع ونعمل بما يقولوه المتعلمون والأخصائيون منا أم أننا لا نثق بهم ؟ بالمناسبة حدثني صديق أكاديمي يعمل في إحدى الجامعات في غزة : بأن مجلس الجامعة المرموقة لم يستطع أخذ قرارا بتعليق الدوام في الجامعة نظرا للظروف الأمنية في بداية الأحداث .. وانتظر القرار من عنصر من الشبيبة الذين يدرسون في الجامعة ؟؟ وآسفاه ! على هذا الحال الذي وصلنا إليه ...
قبل أسبوع من الأحداث الأخيرة صاحب الاقتراح الأول السيد وزير الثقافة بسام الصالحي اقترح أن تكون الرئاسة برلمانية حيث لا يكون انتخاب الرئيس مباشرة وتكون الرئاسة للكتلة الأكبر في البرلمان حتى لا يكون هناك ازدواجية للسلطة كما بات واضحا خلال التجربة السابقة . ( وكالة معا بتاريخ : 5 / 6 / 2007 ) كما في المرة السابقة لا أحد يفكر أو يناقش الاقتراح المذكور حتى أنه نشر بدون أدنى اهتمام وكأنه لا يعني أحد ..؟ وكأنه لا يخص شعبنا أو ليس له علاقة بما حصل من فرقة واقتتال بين الإخوة المناضلين ؟ كان على السيد أبو مازن منذ اللحظة الأولى لفوز حماس بالانتخابات أن يحملها الجمل بما حمل وتتحمل هي المسئولية كاملة عن مصير شعبنا الذي منحها الثقة بأغلبية كبيرة ، وتتحول فتح والقوى الأخرى للعمل في المعارضة واطلاع الشعب أولا بأول من خلال المجلس التشريعي المراقب الرئيسي لعمل الحكومة .. نعم قد تكون حماس في مأزق وتبرر ذلك بغياب عدد كبير من نوابها في السجون الإسرائيلية ، أليس حري بنا التفكير بالخروج من هذا المأزق ..؟ خلل في الدستور من المفترض معالجته قانونيا خاصة أن هناك نوابا معتقلين من المجلس التشريعي السابق .. إذا كنا نعتمد على التمثيل النسبي الكامل فمن الممكن أن يحل محل النائب الغائب من يكون التالي في الترتيب من القائمة وهكذا .. بدلا من تعطيل مؤسسة السلطة العليا للشعب !
لا حلولا انفرادية ولا خيارات أخرى أمام الشعب الفلسطيني ، ولا يوجد طرفا منتصرا على الآخر؛ فالجميع في شبكة الصيد الإسرائيلية . وكل ما صنعتموه أيها السياسيون والمناضلون يدفع ثمنه شعبنا الذي قدم الغالي والنفيس من أجل حريته واستقلاله .! عودوا إلى رشدكم وانزلوا عن الشجرة ، ابنوا دستورا عصريا يلائم حاجات شعبنا وظروفه ، وعودوا للاحتكام إلى القانون بدلا من أن تحولوا البلاد إلى عسكر وحرامية ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات