الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية لمستقبل المشروع الوطني الفلسطيني

عروة حمدالله

2007 / 7 / 2
القضية الفلسطينية


إن البحث في تعقيدات ما يحصل على الساحة الفلسطينية من تنازع أيدلوجيات حزبية خاصة أو التنافس الإقليمي الواضح على انتزاع الورقة الفلسطينية وجعلها إحدى
ممرات السرية للحصول على مكاسب سيكشف لنا بالحقيقة تأزم الوضع العربي تاريخيا فليس بالجيد أن تصبح فلسطين هي لاعب الأساسي في المنطقة وليس من الجديد إن أحزاب الإسلام السياسي هي من تحاول دائما تقويض المشروع الوطني بغض النظر عن الصراع الحاصل في فلسطين.
تاريخيا كان النظام الشمولي العربي يبحث في إمكانية إقصاء الطرف الأخر أو التضييق على أحزاب المعارضة بأشكالها المتنوعة ولكن كانت دائما المواجهة الحقيقة تحصل مع الأحزاب الإسلامية الباحثة عن مجدا لها في ظل مجمل التغيرات الدولية و اتجاه العالم إلى فصل السلطة عن الدين ,وكان طابع هذا الصراع يتراوح بين العنف الدموي المتبادل تارة وتارة أخرى يأخذ شكل الطابع السلمي الإجتماعي وكل هذا كان محكوم بتطورات المرحلة التي تفرض على الطرف الثاني اتباع أسلوب جديد في قيادة المعركة السياسية أو العسكرية .فمن ناحية هناك مشروع يدعي انه مشروع وطني ومن ناحية أخرى هناك مشروع إسلامي يتعارض مع مفهوم وطنية الدولة الواحدة والتنمية القومية ومع آني في شك مستمر حول مشروعية وجود فكر إسلام سياسي يفرض نفسه كحزب سياسي ويتخذ الدين دستورا له لكن في نفس الوقت لا أجد من الجانب الأخر الشمولي أي شيء يدعيني إلى الدفاع عنه أو تتويجه كفكر وطني حر ليس بسبب اختلافي الفكري معه لكن بسبب التنافر القوي بين توجهات هذه الأنظمة الشمولية وأحزابها مع قاعدتها الشعبية حيث أنها على مدى وجودها لم تحقق تطوير على ارض الواقع بمعزل عن الدعم الغربي لها وكأننا نفتقد القدرة على التفكير أو محاولة وضع استراتيجيات محكمة للتطبيق بعيدا عن تحالفاتنا المريبة والتي تستدعي الشك .

لا شك أن ما مر به حلم المشروع الوطني الفلسطيني من مصائب ومحاولة النهوض الفاشلة التي تأخذ الطابع الإعلامي الفارغ وحشر نفسنا في دوامات فارغةوالاكتفاء بالنظر إلى الواقع بعين واحدة وهي عين أوسلو واعتبرها أنها الطريق الوحيد للحل هي من ساهم في تقويض هذه الأحزاب داخليا , كان بالأجدر بنا أن نخرج منها والبحث عن حلول جديدة مناسبة فلم تحاول هذه الأحزاب أن تفرض قوة مشروعها السياسي لتشكل على الأقل الطرف الأخر في معركة التوازن الداخلي, لكن استمرارية التمسك بالحل الواحد وعدم البحث عن حلول جديدة طوال 15 عاما والاكتفاء بالدفاع عن المشروع دون أي مكاسب على الساحة جعل هذه الأحزاب تفقد مصداقيتها الوطنية بين عامة الشعب طبعا مع انكماش اليسار الفلسطيني على نفسه ورفضه لأي شيء مطروح على الساحة واكتفائه بالخطاب الإعلامي الرافض حتى لنفسه ,وفي المقابل استطاعت الحركات الاسلامية من الاستفادة من هذا الجمود في الفكر الوطني واستطاعت أن توجه له ضربات قاسية على مدى عقدين إلى أن أصبحت هذه القوى لاعب الأساسي على الساحة ليس فقط في شكلها الديني ولكن أيضا في مضمونها السياسي بعد فقدان جميع الأطر الأخرى مصداقيتها .


قد يطول الحديث عن تاريخ الأحزاب الإسلامية التي ارفضها في الشكل والمضمون لكن لا أستطيع إقصاءها عن مجمل التغيرات في الوضع الحالي كونها شريك أساسي في أي عملية قادمة سواء قبلنا بذلك أو رفضنا ..أن الاعتراف بهذه الحقيقة يفتح لنا أبواب جديدة للعمل على أساس قاعدة مختلفة جذريا عن السابق ولا يمكن تطوير مفهوم الأحزاب الوطنية بعيدا عن تغيرات المرحلة وبعيدا عن مستجدات الوضع العربي,حتى نستطيع في البداية تشكيل جبهة وطنية موحدة على أسس جديدة تستطيع أن تشكل توازن على ارض الواقع مع التيارات الإسلامية يجب علينا البحث عن نقاط مشتركة مع هذه التيارات مع أني أراها معدومة لكن الحاجة إلى البناء والنهضة والحد من التفكير الشمولي سيدفع بنا إلى تطوير مفهوم وطني جديد يتلاءم مع التغيرات الحاصلة,
إن الرفض الدائم للحوار مع هذه الأحزاب سيزيد الأمور تعقيدا ويزيد من توغل هذه التيارات في ما هي مقدمة عليه دون النظر إلى الطرف الأخر بسبب ضعفه سيذهب بنا جميعا إلى الانتحار الذاتي ,
هذا الإصرار على مفهوم المشاركة سيضعف برأيي توجهات هذه الحركات وسيقلقها وربما نجد أنفسنا في مواجهة عسكرية مفروضة معها لكن تقوية المفهوم الداخلي للفكر الوطني الفلسطيني والبحث عن مسيرة جديدة سيجعلنا أقوى من ذي قبل ليس عسكريا بل سياسيا لكن استمرار عدم الاعتراف بوجود هذه التيارات والاكتفاء في نقدها والتضييق عليها بكافة الوسائل سيجرنا إلى ما هو اعظم وهو موتنا جميعا واندثار الحلم النهضوي العربي بعيدا عن دوغمائية القرار وغوغائية التصرف.

أن استمرار فتح في رفض الحوار مع حماس وخصوصا بعد الهزيمة الواضحة في غزة سياسيا وعسكريا سيجعل منها الحلقة الأضعف في المرحلة القادمة وستحاول دول الاعتدال في العالم العربي ضم حماس تحت جناحها بعد أن أثبتت قوتها وبدأ ذلك يظهر في بعض تصرفات حكام العرب, الذين سيحاولون زج التيارات الإسلامية المعتدلة في مواجهة مع مليشيات الإسلامية المتطرفة التي تعتبر خطرا حقيقيا على وجودهم في الحكم طبعا مقابل ضمانات حقيقية ومساعدات مادية وسياسية تزيد من قوة هذه الأحزاب وخصوصا في فلسطين .

أن الأوان لكل الحركات الوطنية الفلسطينية ومن يقف ورآها أن تبحث عن مخرج حقيقي للأزمة وان تغير نفسها على إطار جديد تشاركي بعيدا عن هتافات تاريخية فارغة ,والتجديد يبدا بالاعتراف الحقيقي بقوة التيار الإسلامي وضرورة الحوار معه واتخاذ قرار تاريخي بالاستغناء عن الدور الأمريكي الذي يهدف في المرحلة القادمة إلى تصفية القضية الفلسطينية وليس حلها والبحث عن توازنات إقليمية جديدة لأن المشروع الفلسطيني كله في خطر بالمرحلة القادمة إذا لم نأخذ على عاتقنا حماية القضية الفلسطينية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سجال إيراني تركي.. من عثر على حطام طائرة رئيسي؟? | #سوشال_سك


.. السعودية وإسرائيل.. تطبيع يصطدم برفض نتنياهو لحل الدولتين وو




.. هل تفتح إيران صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية؟ | #غرفة_الأخب


.. غزيون للجنائية الدولية: إن ذهب السنوار وهنية فلن تتوقف الأجي




.. 8 شهداء خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين والجيش يش