الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهوريتنا ألخامسة ؟؟؟

عامر موسى ألربيعي

2007 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


عذراً لاستخدام هذا العنوان فهو يخص فرنسا وما مرت به من مراحل سياسية ، اقتصادية و اجتماعية ، أهلتها لتكون بمصاف أو من الدول المتقدمة الأولى في العالم وفي شتى ميادين الحياة.
اقتنعت أننا فعلا نمر بمرحلة الجمهورية الخامسة في العراق ، وعذرا لكم ثانية أنني لست من المحللين السياسيين " جماعة الفضائيات العربية " أو بعض محللي الصحف والمجلات التي لم تجد حتى من يقلب صفحاتها ، لكن هذه قناعتي وعسى أن تلقى قبولا لديكم.
منذ فترة الحكم الملكي في العراق الذي أسس عام 1920 بدء نمو الوعي الوطني وبكافة إشكاله متحديا السلطة الملكية ومؤيديها ومر العراق خلالها بأحداث لم تكن بنفس مستوى العنف والدموية التي اتصفت بها أشكال الجمهوريات اللاحقة في العراق – وهذا ليس دفاعا أو دعاية للحكم الملكي - .
الجمهورية الأولى ، بدأت من 14/تموز / 1958 إلى 8 شباط 1963 وتميزت بالتغيير الأول لشكل الحكم من ملكي إلى جمهوري ورغم التأييد الجماهيري الواسع لها ، لم تعزز الروح البرلمانية السابقة أو تطورها نحو مبدأ الديمقراطية بل مرت بصراعات دموية حادة بين قادة الجمهورية مثل أحداث ما يسمى " بثورة الشواف " أو بين الأحزاب مثل أحداث الموصل و كركوك وبعض المحافظات – الألوية سابقة - .
ورغم انجازاتها المتميزة والصورة الماثلة للعيان من تلاحم أو تأييد الشعب للحكومة أو الجمهورية سقطت قيادة هذه الجمهورية وبمشهد لا يقل دموية عما سبق وخلال ما يقارب 48 ساعة.
الجمهورية الثانية بدأت من 8 إلى 9 شباط 1963 لغاية 5 تشرين الأول 1964 وكان الانقلابيون من بعض قادة الجيش و قيادات حزب البعث في العراق ومنذ أيامها الأولى أسست على مبدأ تصفية كل من يختلف معهم وخاصة " الحزب الشيوعي العراقي " ولمشهد إعدام الزعيم عبد الكريم قاسم وجماعته وتصفية المقاومة المؤيدة له خير مثال على شكل هذه الجمهورية ، ولم تحاول عمل شيء لتثبيت نفسها سوى الإمعان في عمليات القتل والتصفية وملء السجون ، وانتهت بتصفية الانقلابيين –على يد من نصبوه رئيساً للجمهورية (( عبد السلام عارف )).
الجمهورية الثالثة بدأت من 5 تشرين الأول 1964 لغاية 17 تموز 1968 حكم فيها اثنين هما الأخويين (( عبد السلام عارف و عبد الرحمن عارف )) والذي سمي عهدهم بالعهد ألعارفي ، اتسمت هذه الجمهورية بنوع من الاستقرار السياسي والأمني ورغم هذا الاستقرار النسبي لم تقدم مشاريع تنفع البلاد.
الجمهورية الرابعة .. بدأت من 17 تموز 1968 لغاية 9 نيسان 2003 ، وسمى الانقلابيون حركتهم بـ " الثورة البيضاء " وعلى الرغم من بدايتها التي اتسمت بإقامة المشاريع المتعددة وفي مجالات متنوعة أصاب العراق شيئاً من التطور ألا أنها قامت بتصفية أبنائها الانقلابيون واحدا تلو أخر وكما يقول المثل " الثورة تأكل أبنائها " ، لبيدا المشهد الدموي ثانية وبشكل تدريجي ليشمل القوى السياسية المتواجدة في الساحة العراقية ، تحالف مع الأكراد وغدر بهم رغم تأسيسه وتبنيه لبيان " 11 آذار " كذلك مع الشيوعيين الذين تحالف معهم وقبلوا بشروطه – شروط حزب البعث – على أقامة ما يسمى ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) لكنه عند نهاية السبعينيات غدر بهم كذلك وكانت الخطوات الأولى لنهر الدم العراقي ، ولم تسلم القوى الوطنية في العراق من يسارية قومية أو أسلامية وكانت أساليب القتل والسجن وتكميم الأفواه هي اللبنة الأساسية أو المشروع الدائم لبقاء صدام حسن وبتصفية كل من يختلف معه حتى من المقربين والحلفاء.
وما حرب الثمان سنوات واحتلال الكويت وهزيمته فيها أو كما سماه " الانسحاب الإستراتيجي " النصر الدائم و الحصار الاقتصادي على المواطن العراقي وغياب واختفاء الكثير من المواطنين ليظهروا في مقابر جماعية أو أسماء على أوراق فيها قرارات الإعدام وهروب الكثير من العراقيين خارج الوطن أما خوفا من النظام وبطشه أو البحث عن لقمة طعام لا تغمس بالذل.
ألا دليلا لا يقبل الشك بالشكل الدموي الذي اتصفت به هذه الجمهورية ولمدة 35 عاما تقريبا لتلغي لون ثورتها البيضاء إلى ثورة حمراء بشعة.
الجمهورية الخامسة .. بدأت منذ سقوط النظام السابق – نظام البعث وصدام حسين – في 9 نيسان 2003 ولا نعرف متى ستنتهي ؟؟؟؟.
وعسى أن تكون الأخيرة ولا تكون على شكلها ألان والتي تمثل بدخول قوات الاحتلال ، عفوا " القوات المتعددة الجنسيات " التي أسقطت النظام وأخذت الشرعية الدولية من الأمم المتحدة باعتبار العراق بلداً محتلا وعين " كارنر " كمندوب سام ، عفوا " حاكم مدني للعراق " شغل منصبه بعد فترة السيد " بريمر " الذي وضع اللبنات الأولى لشكل جديد من الحكم الذي اتصف بالمحاصصة القومية والطائفية سياسياً والذي رقصت له الكثير من الأحزاب العراقية لتسير بالبلاد من سيء إلى أسوأ ومن خوف إلى قتل مجاني في الشوارع حتى في البيوت وأماكن العبادة ، حولت العراق إلى ساحة واسعة لتصفية حسابات إقليمية ودولية بل وحتى حزبية على حساب راحة وأمان بل على حساب الدم العراقي الذي لم يؤمن يوما بهذه الأشكال من المحاصصة رغم وجود أنظمة سابقة حاولت أن تعمل عليه.
جمهورية لم تأخذ شكلا و ثابتاً بعد على الرغم من التأييد الواسع لعملية التغيير نحو الأحسن والأفضل املآ لحياة جديدة وبعيدة عن مشاهد الدم وكان لمشاركة المواطنين في الانتخابات لمرتين وثالثة في التصويت على الدستور دليلا قاطعاً على الرغبة في المشاركة و التغيير و التثبيت لهوية المواطنة العراقية مع حق الاختلاف قوميا ، دينيا ، سياسياً ، كل هذا والحكومة والأحزاب والبرلمان لا تسعى ألا لنفسها ولمصالحها فقط دون تقديم ابسط الخدمات الإنسانية والأساسية للمواطن ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السَفَنُ . عسى أن لا تستمر هذه الحالة البائسة لأننا سوف " ننقرض " فعمليات التفخيخ والتصفيات الحزبية والطائفية على عموم العراق تأخذ أرقاما مخيفة.
ربما يخطط ساستنا وقادتنا الحزبيين إلى استيراد مواطنين في حالة النقص الحاد ؟!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل