الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خمسون لتراً..؟! صارت زحمة..!

خدر خلات بحزاني

2007 / 7 / 1
حقوق الانسان


أخيراً.. وبعد جهد جهيد ونشاط دؤوب، وبعد مئات التصريحات الرنانة عن الاستثمارات النفطية وتطوير حقول النفط وصيانة المصافي و إنفاق مئات الملايين من الدولارات ـ وربما ملايين الملايين منها ـ أخيراً.. وصلتنا الحصة الشهرية من مادة النفط الأبيض بعد طول غياب وشوق شديد..!
فبالأمس طرق باب دارنا وكيلنا المحبوب وزودنا بـ (50) لتراً من النفط الأبيض.. وبعد الهلاهل والتصفيق والترحيب بالضيف العزيز (النفط مو الوكيل) دفعنا مبلغا تافهاً (عشرة آلاف وخمسمائة دينار فقط) وخرج الوكيل، وبقيتُ أحدق في برميل النفط الذي تنقع أسفله بالسائل الساحر وفاح عطره في أجواء البيت بعد فراق غير هيّن...!
وإذا ما سألني أحدكم عن هذه الحصة الكريمة ولأي شهر تعود، أجيبه بثقة مفرطة بالنفس: الشهور كلها شهور الله، والحكومة وحدها تعرف لأي شهر تعود هذه الحصة، فحكومتنا تعرف كل شيء، وستعوضنا بما تأخر من استحقاقاتنا ولو في العقد القادم، فقد تعلمنا على الانتظارات...!
بالمناسبة، الـ (50) لترا العزيزة من النفط الأبيض هي من المنتج الوطني وليست مستوردة من موزنبيق، وإنني أجد نفسي عاجزا عن عدم البوح بان آخر حصة شهرية من النفط كنا قد تسلمناها في كانون الأول من العام 2006 ـ وكيف أنسى وزوجتي دائما تذكرني بهذا التاريخ وهي التي نسيت تاريخ زواجنا بعد أسبوع أو أسبوعين..!
وبحساب عرب، فان العائلة العراقية الكريمة قد استلمت وفق بطاقة المنتجات النفطية (100) لترا بالتمام والكمال خلال سبعة أشهر ـ وموتوا قهر يا أصحاب السوق السوداء من تجار النفط ...!
هذا الانجاز لوحده يكفي فخراً لحكومتنا الرشيدة، وعلينا كمواطنين أخيار أن نعاضد حكومتنا ونستقتل ونستبسل في الدفاع عن منجزاتها وذلك من خلال: عدم استهلاك النفط الأبيض والاكتفاء باستخدام الأخشاب والفحم والورق الكارتوني وأغصان أشجار الحدائق العامة والشخصية والأعشاب البرية كالأشواك وغيرها فالخير كثير ومصادر الطاقة لا حد لها في بلاد الرافدين الخضراء، كما أرجو عدم استخدام النفط الأبيض للإضاءة في اللاّلات لأنه سيؤثر على الخزين الإستراتيجي للبلد.
وفي نفس الوقت فإنني أدعو المواطنين الأخيار إلى استغلال الطاقة الكهربائية في الطبخ من اجل إدامة تواجد النفط الأبيض في منازلنا إلى أقصى زمن ممكن نكاية بالحاقدين والنمامين..!
وقسما بشرف بابا كركر وحقول الرميلة وحقول مجنون، وقسما بعشرات الآلاف من الكيلومترات من الأنابيب الناقلة للمنتجات النفطية، وقسما بمليارات الدولارات المستثمرة في الصيانة والتطوير، سنخوض الشتاء القادم بزمهريره وصقيعه وأمطاره ورعوده، وكيف لا وذخيرتنا (50) لترا من النفط الأبيض.
وقبل أن اختم مقالي هذا، لابد من الإشارة للذكاء والفطنة التي تتسم بهما حكومتنا، حيث انه من المعلوم إن أبناء الاسكيمو ـ مثلاً ـ عندما يتزودون بالوقود من محطات التعبئة، ينتابهم قلق مشروع مصدره إن سوء حظهم سيقودهم للتواجد حيث توجد فقمة مفخخة، أو دب قطبي متمنطق بحزام ناسف.. بينما نحن العراقيين تصلنا المشتقات النفطية لعتبة ديارنا..... يا سلاااااااام...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر