الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات معتقل

على أحمد على

2007 / 7 / 1
الادب والفن


نظر حوله فى بطء وعيناه تجوبان الحجرة الضيقة المظلمة ذات الجدران الرطبة المتاكله والسقف المنخفض والباب الفولاذى المصمت وراح عقله يسترجع القصة منذ البداية ... كان يعيش فى كتف ابيه والذى كان من كبار تجار القدس وكان ذو يسار عظيم ويملك بيتا كبيرا تحيطه حديقه غناء تمتلئ بالأشجار الزيتون . كان الشاب يعيش فى دعاء وترف ولكن ذلك لم يمنعه من ان ينفعل لقضية بلاده وللخطر الداهم الذى ينخر فى جسد الأمة . فقام وسخر ضدها كل ما يملك من مال , لقد علم منذ البداية أن الصهيونية داء خبيث يقتل من يصيبه , فجاهد لاستئصال ليس فقط من جسد الأمة ولكن من جسد البشرية كلها فهو داء عضال يفسد اينما حل ويدمر أينما وقع . ولكن كما هى دائما الصهيونية بما تملك من دنىء الأخلاق وقبيح الصفات أبت ألا ان تتخلص من كل من يخالفها او يعوق انتشارها الاجرامى فى ضمير العالم , ذلك إن لم يستجيب لإغراءاتها الدنيئه وما كان أغنى صاحبنا عن الاغراءات اما يسير فى حاله او ليسمو فى نفسه أن مقاومته هذا الخطر الذى يستشرى يوما بعد يوم لا يكفى بالمال وحده , فودع حياه الدعة مبكرا والتحق بصفوف المجاهدين للذود عن بلاده ....... ولكن مهلا لابد قبل ان نستطرد فى الحديث أن نذكر شيئا بالغ الاهميه وهو ان هذه الاحداث قد تمت قبل غزو الصهاينه للقدس الشريف اى كانت القدس تحت السياده العربيه لم تندسه اقدام اليهود بعد لذلك فلم يأتى اليهود جهدا فى البحث عنة للانتقام منة فور دخولهم القدس اذ كان صاحبنا على راس قائمة اعدائهم الذين يودون تصفيتهم من فرط نشاطة فى مقاومة اجرامهم العاتى وحيث انه كان انذاك متنقلا بين المدن الفليسطينية يجاهد مع الثوار ضد العدوان فقد ابت طبائع الصهاينة الوضيعة واحقادهم الخسيسة الا ان يقتلو اهلة ويدمرون بيتة ويحريقون زرعة ويبعثوا خلفة الرقباء لعلهم يجدونة فيقتلونة كيما يتوقف عن التصدىلهم فى كل ميدان ........ رفع رأسة فى بطء وهو يتذكر قتل اليهود لأهلة بل لكل اهالى فلسطين ، ومشاهد التنكيل والتعذيب والإهانة تطوف بذهنة ، وجئت القتلى التى تسد الشوارع وبكاء الأطفال الذين فقدوا ذاويهم ووصراخ نساء وعويل شيوخ وأنين معذبين فى المعتقلات فطفرت من عينة دموع ما لبثت ان تجمدت فى مقلتية ... نعم فهو لن يبكى انة اقوى من البكاء وامتة اكثر صمودا من ان تركع امام المعتدين ثم اتكىء الى الحائط الجدار ، الرطبة بجانبة فمتزجة برودة الجدار بحرارة الأفكار التى تكاد تلتهب فى عقلة وعاد ليتذكر كيف استطاعت القوات اليهودية القبض علية وكيف ساموة سوء العذاب فى معتقلاتهم وذلك اثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى وقضى فى سجنة سنوات ليهرب ويصير عقلة مديرا لعمليات المقاومة ضد الصهاينة الذين جن جنونهممن فرط نشاطة المذهل الذى اقض مضاجعهم وزاد من بحثهم المحموم عنة الى ان قامت الإنتفاضة الثانية ، وقام بتنظيم اعمال بطولية عظيمة ولكن اتت الرياح بما لا تشتهى الانفس وقام الصهاينة بالقبض علية مرة اخرى وساموة ابشع انواع العذاب ...... وهنا توقفت افكارة عن التدفق وان لم تكف مشاعرة فقد تمنى اليوم الذى يزول فية هذا العدوان الغاشم وتتطهر الأرض من دنس اليهود ويعود الأمن وتنبت أشجار الزيتون وتطير اسراب الحمام فوق ارض السلام لاتسرب الدماء لذا فقد سدد الى الامام نظرة تملىء بالتصميم اطلقها عبر الجدارن لتعيش فى اكناف الارض المقدسة حتى تحرير الأرض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص