الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنصاف

حكمت الحاج

2007 / 7 / 2
الادب والفن



ثلاثٌ يألفونَ الظلامَ
أنتِِ والخُلدُ والخفاشُ
في بلادي
سياج طويل من الوهم
أو من لغز معرفة باطنية
يجعلُ الإنصاف صعباً
لقد رأيتُ دنياي
من خلال عينيكِ ثانيةً
كما أراها الآن غريبةً
فأيّ شيء وحشيّ فيكِ
يبعثني رماداً من ترابي؟
العشاءُ جميلٌ الليلةَ
وَوَسْطَ المائدة المستطيلة
كان ديكُ الرومِ الذي يشبهكِ
مُمدداً هناك حيث تنهش
سكاكين الضيوف لحمهُ
دون هوادة
ورأيت نفسي كصقر محلق
يرى فضاء هذا العالم ضيقا لطيرانه
فتعجبت منك إذ تريدين حبسي
في هذا القفص الصدري الصغير
هذا جنونك يا إنصاف
حركاتك اللامتوقعة
هذا ريشك
هذا تقديدك قميصي من دُبُرٍ
هذا لا إنصافكِ
وغدركِ
ونكرانكِ
يشبهكِ كلّ هذا
صيرني طائشا وغبياً
بَلْ وأنطقَ خَرسَ طفولتي الضائعة
هناك ما بين النهرين أو النهدين
حيث حفنة من السنين لم تكف يوما
لقتل شبح الخوف من الظلم
وهنا وعلى أريكة من خشب الزان
في صالة فندق
قرب البحر الأبيض المتوسط
أجانب يسيرون ما بيننا
لكن لا يمسوننا
ودارس القانون من وهران الباهية
يحكي لنا عن الأفغاني جمال الدين
وعن صاحبه عبدو
وعن باريس والعروة الوثقى
وعن الليثين اللذين
يحرسان مسقط رأسه
لست أدري أين
أفي مصر أم في مناطق أخرى
نائية من هذه الصحراء
ويحفظ عن ظهر قلب
كل شعر النواب وسعدي
وشيئا من السّياب
جميل أنت في المنفي أنت
أيها الدرويش الفاني
مِمَّ تخشى؟
اذهب وشأنك
ولا تخف من السلطان
ولا الشيطان
كن فيلسوفا
يري الدنيا ألعوبة
ولا تكن صبيا هلوعا
إنه سيان عندي
طال العمر أم قصر
فإن هدفي بلوغ الغاية
وحينئذ أقول لقد فزت
ورب الكعبة يا إنصاف
هناك فجأة
وأنت تتأبطين يدي المسكينة
من العشاء إلي المصعد
أراك تخرجين من جسدي
عمياء مثل بومة
قوادمك مقصقصة
ومنقارك أحمر
تنهشين وجهي بأظافرك
وليلكِ بكاءٌ وعويل
وتقودينني أعمى بدوري
إلى عمود النور
وكنت أرى إلى بوم عاثر الحظ
وله كلام فصيح فصحت به وقلت له
يا بوم أتنتظر ويأتي الموت إليك
بنعومته والظلام
أيا بوم لمن تنادي
صوت عال وشبح بال
إن الأزمة تلد الهمة
ولا يتسع الأمر إلا إذا ضاق
ولا يظهر فضل الفجر
إلا بعد الظلام الحالك
ها قد أوشك فجر الشرق كأن ينبثق
فلقد ادلهمت فيه ظلمات الخطوب
وليس بعد هذا الضيق
وعزة الحق وسر العدل إلا الفَرَجٌ
فاقتلْ خوفك يا هذا بخوف أكبر منه
وامضِ صُعُداً في طريق الحياة
فنصر الله يجئ والفتح ورأيتَ الناس
وكل علامات النصر يا إنصاف تجئ
يا أميرة حلق الوادي وسيدة الزاوية
انتظريني عند تخوم الصحراء.
________________________________
هذه القصيدة مهداة إلى الدكتور بطاهر بوجلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكينج وكاظم الساهر وتامر حسني نجوم حفلات مهرجان العلمين فى


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يتحدث عن كلمات أغنية ع




.. عوام في بحر الكلام - الشاعرة كوثر مصطفى تتحدث عن أعمالها مع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 8 يوليو 2024




.. الفنانة نادين الراسي توبخ أما تعنف طفلها وتضربه