الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العراقية في ظل التحولات الجديدة

صبيحة شبر

2007 / 7 / 2
الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي


حين ينظر الدراسون الى اي مجتمع من المجتمعات ، لابد ان يعرفوا وضعية المراة في ذلك المجتمع ، كيف تعيش ؟ وكيف تعامل من قبل الرجال ؟ وما هي الحقوق التي تتمتع بها ؟ هل تتساوى حقوقها مع اخيها الرجل ؟ وهل تتمتع بحياتها ، كما يتمتع الرجال / وما هي واجباتها ؟ هل تعفى النساء في البلد الذي تدرس احواله من بعض الاعمال ؟ ولماذا يتم هذا الاعفاء ؟ هل زيادة في التقدير والاحترام ؟ ام ان هناك بعض العوامل والاسباب الخاصة بذلك البلد تحول دون القيام بواجبات معينة ، تقوم بها نساء العالم كلهن ، وهل تتمتع المراة بعناية خاصة
يقوم بها الرجل من اجل الحب مثلا ؟ او اعترافا ضمنيا بانها اقل منزلة ، وادنى مكانة لهذا يقوم الرجل ببعض واجباتها ،لانها لم تبلغ العقل المدبر مثلا كي تكون حرة ، وان ترفض بعض الاعمال التي لاتميل اليها.
وحين نتحدث عن امكانية تحول المجتمع العراقي ، ولو بصورة بطيئة الى الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ، فعلينا ان ننظر الى وضعية الانسان العراقي من ناحية تمتعه بالحقوق التي يتمتع بها الانسان في العالم المتطور ، ودراسة لما يعاني منه الفرد العراقي من حرمان كبير من اغلب الحقوق ، التي يتمتع بها الفرد في الدول التي تحترم حقوق الانسان ، وخاصة تلك التي حباها الله بثروات عديدة ، كما وهب سكان بلاد الرافدين ، ورغم ان الرجل العراقي محروم من ابسط الحقوق التي كفلتها القوانين الدولية ، فان وضع المراة العراقية اكثر سوءا من التردي والحرمان اللذين يرزح تحت نيرهما المجتمع العراقي
وان اردنا ان نتفاءل بامكانية تغيير الاحوال ، والمؤمن متفائل بطبعه سواء كان مؤمنا بالعالم الاخر وبالبعث والنشور ، ام كان مؤمنا بقدرة الانسان المناضل على صنع حياة افضل ، تحترم بني ادم وتمنحهم الحقوق التي يستحقونها والتي تتناسب مع الواجبات القائمين بها خير قيام.
لقد عانت المراة العراقية من سياسة التهميش والحرمان ، طيلة العصور الماضية رغم ما قامت به من نضالات طويلة ، من اجل ان تنال بعضا من الحقوق ، ولقد كانت العقود الاخيرة التي مر بها العراق ، وعاني من الحروب العشوائية وسياسة التهجير والابادة الجماعية ، والالقاء بالسجون بلا سبب مقنع والتعذيب النفسي والجسدي ، ولقد تحملت المراة نتيجة غياب الزوج والحبيب والاخ والابن من ظروف قاهرة ، ومن حقها الان ان تنال حقوقها التي حرمت منها زمنا طويلا ، وان تجد العناية والاهتمام على الصعيدين الوطني والاجتماعي ، وان تتمكن من ممارسة حقوقها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية كاملة ، والا يكتفى بان تكون تابعة لما يريدها الرجل ان تكون.
من اهم الواجبات ان يعتنى بثقافة المراة ، وبقوة شخصيتها ، وان تلغى القوانين الجائرة التي تحد من انطلاق امكاناتها ، وان تزال النظرة القديمة لها ، والتي ما زال مفعولها ساريا ،والتي تنظر اليها ككائن متخلف لاخير فيه ، ناقص عقلا وروحا ، ومساعدة المراة في الانتساب الى المؤسسات الادبية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي تلبي تطلعاتها المشروعة في الحياة الحرة الكريمة ، والمساواة ، كما ان الغاء كل اشكال العنف التي مورست ضد المراة في الماضي ولا زالت النساء في العراق يرزحن تحت نيرها ،من اهم الطرق التي يجب ان ينص عليها القانون ، كما ان المحافظة على صورة المراة امام الاجيال الجديدة وعدم توجيه ما من شأنه الانتقاص من انسانيتها ، في البيت والمدرسة وفي وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة.
الطريق شاق وطويل ويجب ان تتضافر الجهود من اجل ان ينعم عراقنا بالعيش الرغيد ، الذي يتمتع افراده بحقوقهم وتقديرهم واحترامهم من قبل الاخرين ومن قبل انفسهم اولا وان يكون كل مخلوق في المكان المناسب له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال