الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسئلة برسم الفوضى الفتحاوية....

يونس العموري

2007 / 7 / 3
القضية الفلسطينية



يبدو ان حالة الفوضى هي التي باتت تسيطر على المشهد الفتحاوي اليوم، ويبدو ان الجماعات والتيارات المتصارعة داخل الحركة منذ زمن قد وجدت هوامشا اكبر لحالة التصارع هذه نتيجة الخلل في الأطر العامة للحركة، ويبدو ان حركة فتح تعيش اسوء اوقاتها ومواقيتها بفعل حدادية التناقضات من امراء وزعماء القبائل الفتحاوية...
لاشك ان حركة فتح تُذيح اليوم على ايدي كوادرها وقادتها اكثر مما يتم ذبحها على ايدي خصومها وحتى اعداءها... ان المشهد الفتحاوي الراهن وفي ظل الظرف السياسي الفلسطيني الأني متخبط ولا نجافي الحقيقة اذا ما قلنا انه متشرذم على نفسه ولا يحكمه اي منطق...بل ان هذا المشهد قد صار خارجا عن التوجهات الفعلية لأصول العمل التنظيمي او حتى ادارة الأزمة الداخلية فيها جراء ما جرى ويجري على الساحة الفلسطينية... ان حركة وهي تعيش اسواء حالاتها لم تقدم لكوادها ولمناصريها ولجمهورها اي رؤية من الممكن ان تشكل خارطة طريق فتحاوية تنظيمية داخلية او حتى سياسية على المستوى المحلي والإقليمي.... وفي هذا السياق فلم يعد خافيا على احد كيف تتم ادارة الأمور داخل فتح.. وكيف يتم اتخاذ القرارات التي تُصدر بأسم فتح .. بل اصبح من الواضح ان ما يسمى بالواجهة القيادية للحركة بعيدة كل البعد عن ادبيات واطروحات فتح الأساسية... بل انها متناقضة تماما مع برنامجها السياسي الذي من المفترض انه مُقر من مؤسساتها التشريعية.. ولا اعتقد ان ثمة مؤسسة تشريعية تنظيمية قائمة بداخل فتح تحاكي المرحلة وتنطق بما هو منسجم والطرح الفتحاوي الأصيل... واذا ما اعتبرنا ان مؤسسة اللجنة المركزية هي الإطار القيادي الفتحاوي الأول فواضح غياب وتغيب هذه اللجنة... بمعنى انها لا تملك قرارها وبالتالي ليست سيدة نفسها على اعتبار انها اولا مشلولة وضعيفة ولا تستيطع ان تصدر قرارات حاسمة وذات ابعاد استراتيجية وتاريخية وذلك لعدة اسباب اهمها ان هذه اللجنة فارغة المضامين والأشكال وفي هذا السياق وحتى نضع الأمور في نصابها الصحيح فهناك سبع شواغر جراء حاولات وفاة ... وهناك اربع حالات مرضية مزمنة بين اعضاءها تمنعهم من امكانية العمل والتفرغ للشأن التنظيمي وهناك اربعة اخرين من اعضاءها مقيمين بالخارج لا يلتحقون او يشاركون بأجتماعاتها وبالتالي تصبح غالبية اعضاء اللجنة المركزية مغيبين عن عن هذه اللجنة وبالتالي عن اي لجنة مركزية نتحدث..؟؟ اما من بقي بعضوية اللجنة المركزية فهم جزء من صراع المصالح وتصارع القبائل بالداخل الفتحاوي ولايشكلون حالة اجماعية بالوسط الفتحاوي عموما....
من خلال هذه المقدمة لحقيقة وطبيعة اللجنة المركزية لفتح اود أن اتناول تصريحات هاني الحسن لقناة الجزيرة والتي اعتقد انها قد خرجت عن سياقها وعن حقيقة الأطروحة الفتحاوية ذاتها لعدة اسباب:
اولا: ان هاني الحسن قد نفذ تصفية حسابات مع جزء من امراء القبائل الفتحاوية.. وهي حسابات عمرها سنوات عديدة وكانت هذه الصراعات جزء من مشهد السيطرة على حركة فتح من هذا التيار اوذاك..
ثانيا: ان هاني الحسن وبصفته القيادية يتحمل جزء من مسؤولية الإنهيار او تسلل ما يسميه (تيار دايتون) داخل فتح وهو يعلم ويعرف خبايا واطروحات هذه التيار بل أكثر من ذلك فإن هاني الحسين قد مد يد العون لأنصار ما يسميه اليوم بتيار دايتون داخل المؤسسات الفتحازية عموما..ضمن لعبة توازن المصالح ... وبالتالي لا يحفق له اليوم ان يتحدث عن هذا التيار كونه يعلم تماما ان الكثير من كوادر فتح وقادتها على المستوى الميداني والحركي كانوا قد حذروا من سيطرت هذا التيار على المفاصل الأساسية في فتح.. وكان ان حاول الكثير من شرفاء فتح التصدي لهذا التيار في كافة الساحات الفتحاوية إلا ان القيادة المركزية والتي يشكل الحسن جزء منها قد دعمت وأسندت هذا التيار ومدته بأسباب الصمود امام الهبة الفتحاوية التي حاولت ايقاف تمدد الطحالب داخل الجسم الفتحاوي وتعريتهم وكشفهم وكشف اطروحاتهم واجنداتهم السياسية وكان يومها ان تم طرح السؤال الأكثر ازعاجا لهؤلاء من قبل الكادر الفتحاوي والذي تمثل بصيغة التساؤل الأتي.. هل اصبحب الخيانة وجهة نظر يُجاهر بها بأسم فتح....؟؟؟
اعتقد ان تقيم ما جرى ويجري داخل حركة فتح يتطلب بالأساس محاسبة ومحاربة حالة كانت سائدة .. ويبدو اننا نكرر تاريخنا بالبحث عن كبش فداء او كبش محرقة ليس أكثر... حيث من الضروري جدا لفتح اذا ما ارادت ان تنهض بفعلها ومؤسساتها ان يتم توجيه الانتقادات لابناء الحركة من خلال الاطر التنظيمية وليس من خلال الهمس والدسائس، والمطلوب تقييم صحيح وجريء وصادق مع الذات ولا يجوز تقزيم ما حصل في شخص واحد او مجموعة من الاشخاص على اعتبار ان الحالة الفتحاوية ككل في قفص الإتهام واقلها تلك القيادة القابعة في اللجنة المركزية والتي تنتظر دوما جني المكتسبات.....

ثم كان من الاجدر بعضو اللجنة المركزية هاني الحسن طرح معلوماته داخل حركة فتح واطرها التنظيمية بدل التوجه لقيادة حماس ووسائل الاعلام، وتحوله الى محلل السياسي يستقرأ الأحداث.. وهو جزء من صانعيها... وكان قد ان رفض التنازل عن موقعه بالتعبئة والتنظيم الا من خلال عقد الصفقة الأشهر له والمتلخصة بتعينه كبير مستشاري الرئيس كما هي الحال مع باقي اعضاء اللجنة المركزية الذين لجأوا لأسلوب تدوير الزوايا حينما قرروا اجراء إصلاحات داخل الحركة وسياسة تدوير الزويا هذه اعتمدت على تبديل الحقائب داخل اللجنة المركزية ليس اكثر....
اعتقد ان حركة فتح تعيش هذه الأيام حراك تنظيميا من نوع اخر وان كانت تفتقد من خلال هذا الحراك للكثير من أسس الفعل والعمل التنظيمي المغيب بفعل افتقاد الجسم الحركي لشرعية الفعل القيادي بأطرها... وعدم ممارسة الفعل التنظيمي الفعال لكوادر فتح كون هذا الكادر يفتقد للإطار الذي يمارس من خلاله فعله التنظمي وبالتالي السياسي... بمعنى ان اطر فتح سواء أكانت القيادية او تلك الوسطية قد باتت معطلة ولا وجود لها ... الأمر الذي يعني ان الكادر الفتحاوي قد بات بمهب الريح لا اطار فعلي يحتضنه ولا ممارسة تنظيمية يمارس من خلالها قناعاته سواء على الصعيد النقدي التنظمي او على صعيد صياغة المفاهيم السياسية وفقا لما يفترض ان فتح تملكله وهو البرنامج السياسي النضالي المعبر عنه فتحاويا على اساس أدبياتها ومبادئها وايماناتها... وفي هذا السياق هناك الكثير من الملاحظات التي اعتقد ان الكادر الفتحاوي عموما بات يطرحها ويريد اجابات واضحة المعالم عليها وعلى احقيته بالتساؤل وبالتالي بالإجابات المقنعة ولعل هذه اسئلة من الممكن تلخصيها بالأتي:
• لماذا لا يعقد المؤتمر العام السادس...؟؟
• ما هو طبيعة برنامج فتح بالظرف الراهن..؟؟ وعلى اي اساس تتحرك فتح سياسيا..؟؟ وما هي رؤيتها الظرفية للحالة الوطنية عموما..؟؟
• ما هو مصير العمل النصالي الكفاحي الفتحاوي..؟؟ اي ما هي رؤية فتح للمقاومة على مختلف اشكالها وعناوينها ومضامينها..؟؟
هي اسئلة برسم قادة ومسؤولي حركة فتح على مختلف مشاربهم ومواقعهم....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة