الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية كولن باول الجديدة

سمير عادل

2003 / 9 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



   هكذا يحاول كولن باول في رحلته الاولى لمدينة حلبجة اثناء زيارته الاخيرة للعراق ، ان يثبت للعالم ولدافعي الضرائب في امريكا بأن نظام صدام حسين "كان" يملك اسلحة الدمار الشامل. انه الاستراتيجية المضحكة الجديدة للادارة الامريكية بعدما فشلت في ان تثبت للعالم امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل. تلك الاستراتيجية التي لابد منها، لاقناع دافعي الضرائب في امريكا كما اكد عليها بوش في خطابه حول الموافقة على طلبه بصرف57 مليار دولار اخرى من قبل الكونغرس الامريكي في انتزاع مزيد من الاموال من الخزانة الامريكية لتمويل بقاء قواتها في العراق اول، ولجر المانيا وروسيا وفرنسا الى المشاركة في تمويل صناديق اعمار العراق وتحمل جزءا من الخسائر البشرية التي تمنى بها القوات الامريكية يوميا في العراق اثر هجمات المقاومة ضدها.
بيد ان هذه الستراتيجية التي لابد قول الفصل فيها للامانة ، بأنها استراتيجية الاحزاب الموجودة في مجلس الحكم والصحافة والاعلام المتمحورة حولها. حيث انها لا تملك ان تقول لجماهير العراق غير تسطير القصص والروايات والحكايات واعادة ما يمكن اعادته حول جرائم النظام البعثي الفاشي.
لكن ماذا بعد سقوط النظام البعثي وزوال هذا الكابوس من على صدور الناس في العراق؟. فأذا كانت ادارة بوش تحتاج الى استراتيجية جديدة، لانها اخفقت في تمرير نفاقها ودعايتها الكاذبة والمزيفة حول امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل، لتبرير حربها، وتزايد رقعة اعتراضات الرأي العام في امريكا وبريطانيا، مع سقوط كل جندي امريكي وبريطاني، فهي اصبحت اليوم تجر تداعيات حربها وليس قواتها العسكرية فحسب ،بل كل من دار في فلك السياسة الامريكية مثل المنظمة الدولية والسفارة الاردنية ...الخ. فما بال القوى المحكومة في مجلس الحكم المنهمك جدا في قضايا مثل تسمية مدينة الثورة بالصدر بدلا من صدام وتحديد العطل والمناسبات واخرها كانت قضية الجنسية المزدوجة؟. ولعل قضية "الجنسية المزدوجة" تعد احدى القضايا المحورية والهم الشاغل لاعضاء مجلس المحكومين؛ لان جميع اعضائهم لهم جنسية دولة اجنبية و يخافون ان تسقط احدى الجنسيات عنهم، لان خط الرجعة مطلوب دائما  لاناس يتخذون من السياسة تجارة لحساباتهم الخاصة في بلد يجلس على بركان مثل العراق. لذلك فبدلا من الاجابة على مسالة انعدام الامان والبطالة وفقدان الخدمات الاجتماعية التي باتت تقصم ظهر جماهير العراق ، يصبح البديل، الحديث وافراد صفحات الجرائد وابواق الاعلام لنظام ادرج في تاريخ يضم معه اسطورة الديناصورات.
 بيد ان الحق يقال بأن كولن باول الذي تعلم من احزاب وقوى مجلس الحكم استراتيجيته الجديدة، لا يشعر بالامتنان فقط بل يتعدى ذلك ليصبح ناكر جميل حيث يجيب على اقتراحات الفرنسيين حول تسليم السلطة في العراق الى مجلس الحكم خلال شهر بأنه ليست هناك في الواقع حكومة لتستلم زمام الامور في المجتمع العراقي وعليه يجب الانتظار الى ما نهاية عام 2004 في اقل التقديرات.وبهذا يضرب صولات وجولات مجلس الحكم بعرض الحائط حيث يؤكد على عدم شرعيته امام الادارة الامريكية رغم كل ما تفعله هذه الادارة لجلب التأييد له من العالم.
 لكن تبقى زيارة كولن باول الى العراق، في الوقت الذي يزداد فيه الانفلات الامني وتزداد معه خسائر القوات الامريكية، محل اهتمام وذات مغزى لكل المراقبين للاوضاع السياسية في العراق. حيث اراد ان يبعث رسالة الى العالم مفادها: صحيح اننا، أي الادارة الامريكية، لم نجد اسلحة الدمار الشامل في العراق، رغم شننا للحرب تحت تلك المبررات، الا ان النظام السابق "كان" يمتلكها واستخدمها ضد شعبه. فاذا  لم نعثر على اسلحة الدمار الشامل فقد استطعنا ان نصدر له الديمقراطية. الا ان باول تناسى أن يضيف الى رسالته، بأن البيت الابيض هو الذي ساعد النظام السابق في الحصول بشكل مباشر وغير مباشر على اسلحة الدمار الشامل، وهو الذي وراء التعتيم الاعلامي لجريمة حلبجة في تلك الايام، وهو ايضا اضف الشرعية على جرائم النظام البعثي الفاشي. فاذا كانت الاستراتيجية الامريكية، لمحاربة الدول والجماعات المارقة تحت عناوين "الارهاب" و" الديمقراطية" و"اسلحة الدمار الشامل"، اصبحت غير ذات فعالية، فأن كلمة "كان" تضاف الى عناوين تلك الاستراتيجية لتصبح جميع دول وحكومات العالم وكل المجاميع البشرية التي لا تدور في فلك النظام العالمي الجديد محل هجوم الولايات المتحدة الامريكية. اما بالنسبة لامريكا فان كلمة "كانت"، تصبح فعل ماضي ناقص لا تجدى نفعا. 

  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق