الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اليسار الفلسطيني بين التبعية والتهميش
بثينة رفيع
2007 / 7 / 3اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ظهر مفهوم اليسار واليمين قبل الثورة الفرنسية ، حين كان نواب المعارضة في المجلس يجلسون في الجانب الأيسر من الملك ، وأخذ هذا المفهوم يجسد معنى محدد في الحركات السياسية والاجتماعية التي طرحت نفسها كبديل ثوري في مجتمعاتها ، وقد تأثر اليسار العالمي بالظروف التاريخية المحيطة به ، أما يسارنا العربي فقد كثرت توصيفات أزمته ، إلا أنها وقفت عند نتيجة واحدة .. ألا وهي عجزه عن قيادة جماهيره في أصعب وأدق مراحل تاريخه .. ومفهوم القيادة هي تلك التي تحقق الحتمية التاريخية.. بحقبة تاريخية جديدة تجسدها من خلال إنجازات ذات قيمة على مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، انهار الاتحاد السوفيتي تاركا لنا يسارا مثخنا بإخفاقات وأزمات نعاني منها وللآن على كل الأصعدة حتى على الصعيد الاجتماعي والأخلاقي نتخبط بإخفاقاته...فبالرغم من التضحيات الجسام التي قدمها في تاريخ نضاله إلا أنه لم يستطع أن يُكون رؤية منهجية وواقعية للخروج من هذه الأزمة بعد أن أضاع الفرص التاريخية الكثيرة وترك الوطن للمشاريع الاستعمارية .. بدءاً بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وحق العودة وتقويض المقاومة لجعل إسرائيل قوة كبرى مؤثرة وليس انتهاء باحتلال العراق وزرع الفتنة المذهبية بين أبنائه.. لتبديد تاريخه وحضارته وثرواته وتكبيله باتفاقيات النفط المذلة
وهناك أيضا القواعد العسكرية الأمريكية المستقرة بالخليج العربي والتسلح النووي الذي وصل لمستويات كبيرة تهد المنطقة بأسرها ، والعولمة التي تعتبر شرقنا أرضا خصبة لتسويقها
أين يسارنا العربي من كل هذه الأزمات ؟ ألم يعتبر لينين أن جوهر الماركسية هو التحليل الملموس للواقع الملموس لتغييره ؟! ، أم أن يسارنا مازال يقدس مؤتمر العشرين وقراراته التي منعت تصدير الثورات للعالم ، أما يسارنا الفلسطيني فليس بعيدا عن هذه الإخفاقات فهو منقسم على نفسه ، منكفئ مهمش .. لا يستطيع أن يدرك أن الشعوب تتجه للقوى الكبرى في بلادها القادرة على استيعاب مشاكلها وتقديم الحلول الجذرية والمنطقية.. للخروج بها إلى واقع اقتصادي واجتماعي أفضل
أين يسارنا العتيد من اتفاق مكة الذي أسس لتحالف قوي جديد يتحكم بالقرار السياسي منفرداً عن القوى الوطنية الأخرى التي شاركها في كل شيء حتى الدماء على امتداد تاريخ النضال الوطني ! لماذا لم يطرح نفسه بديلاً وطنياً ليعيد ثقة شعبه وكوادره بأصالته أين هو من الانقسام الحاد الذي عصف بالساحة الفلسطينية ووضعنا على شفا حرب أهلية طاحنة
الذي يبكينا في كل ذلك أولئك الشهداء ... الذين تعلموا كيف يصنعون الحرية لأوطانهم بدمائهم ، في حين لم يعرف يسارنا كيف يتحد أو يتحالف مع أجنحته التي تمثل فكراً مشتركاً في الايدولوجيا والنهج... واكتفى بدور مهمش مغيب فيه عن واقع شعبه
لا نريد يساراً تحت قبة البرلمان ، بل بين آلامنا.. وجوعنا.. ودمائنا.. وإذا أراد العودة نحن بانتظاره.. لكن ليس قبل أن يعيد تقييم تجربته .. ويراجع تاريخه عبر نقد ذاتي بناء يرى فيه أين أصاب... وأين فشل ، نريد يساراً يفهم طبيعة مجتمعاتنا العربية وتراثها الإسلامي المكون لثقافتها ، قادراً أن ينقل المعرفة الثورية ببساطة.. ويعمل وسط جماهيره لأنها القادرة وحدها فقط على صنع التاريخ والثورة ، ولا يعرف عن نفسه بيسار النخبة المثقفة المترفة ، نريد يساراً لا يهمل التثقيف الذاتي الشمولي.. دونما انتقائية , مستقلا في النهج والقرار ، يجد الحلول لأوضاعنا الاقتصادية المتردية كالفقر والبطالة التي تهدد مستقبل أبنائنا والقضية الفلسطينية بأسرها
نريده موحداً بجبهة واسعة ...لا تسير خطوة للأمام.. وخطوات للوراء ، تُغلب الوطن ومصالحه على الفصائلية الضيقة ، يساراً يستطيع أن يجد له مكاناً في محيطة العربي والعالمي.. ويبني تحالفات أممية تساند قضايانا.. ومشروع التحرر الوطني الذي تنادي به كافة فصائل العمل السياسي, يساراً يعطينا أجوبة صريحة.. وواضحة.. يبين فيها موقفه وموقعه مما يحدث ويحدد معالم أفق المرحلة الصعبة التي نئن تحت أصفادها، وهل هو ذاهب إلى الوحدة والاستقلال.. أم التبعية والانقسام والتحالفات الضيقة تارة مع فتح وتارة مع حماس ، اليسار الوطني الذي يضع شعبه بأولويات نضاله هو ذاك المؤمن دوما بمقولة لينين ( بدون نظرية وطنية لا يمكن أن تكون هناك حركة ثورية ) حتى لو لم يشكل الأغلبية وسط شعبه.. فيكفيه شرفاً ويكفينا فخراً أن يضيء شمعة من أن يلعن الظلام.. ويُلقي بفشله مرة على المد الأصولي وعجز المرحلة.. ومرة أخرى على غياب الدعم المادي
وبعيداً عن التعليل والتوصيف والمصطلحات الكبيرة فليس أمام يسارنا العتيد إلا أحد خيارين : إما النهوض وتحمل مسؤولياته التاريخية والأخلاقية ، وإما أن نوقع شهادة وفاته ، ومثلما كنا شهودا على فجره... نكون شهود اندثاره وتلاشيه ، ونواجه مصيرنا وحدنا وبشجاعة مع قوى الظلام والتبعية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أظهر وجهه السياسي وحدث خزانة ملابسه - أبو محمد الجولاني رجل
.. أوروبا - سوريا: أي سياسة هجرة ولجوء؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. سوريا: أي مرحلة انتقالية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. كاميرا شبكتنا ترصد احتفالات السوريين في دمشق فرحًا بنهاية نظ
.. لحظة وثقتها الكاميرات.. شاهد اقتياد متهم بقتل رئيس شركة ومنع