الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمات الفنون الامازيغية في ترسيخ قيمنا الاسلامية4

المهدي مالك

2007 / 7 / 4
الادب والفن



تكريم الاستاذ محمد مستاوي
ان الانسان مهما كان يحب عدة اشياء كالوطن و الدين و الهوية الثقافية فيشرفني عظيم الشرف ان اتطرق في هذا المقال الى مناضل اعطى الشيء الكثير للهوية الامازيغية منذ عقد الستينات اي منذ بداية النضال من اجل انقاد الامازيغية كلغة و كثقافة من سياسة الاقبار المقصودة انذاك و هذا المناضل ساهم في التعريف بالثقافة الامازيغية في كتبه العديدة مثل قال الاوائل الخاص بالامثال الامازيغية او الامثال الشعبية كما تسمى في مرحلة الثقافة الشعبية و سلسلة تفاوين المهتمة بالادب الامازيغي كالحكاية و الامثال التي تحمل العديد من الدروس الدينية و الحياتية و كما انها تحكي لنا كجيل متطور فكريا عن تجارب اجدادنا الامازيغيين الذين حاربوا بسلاح الدين بمفهومه الايجابي المحافظ على الخصوصيات الثقافية و الحضارية.
و هذا الشاعر الذي يكتب الشعر و له اصدارات في هذا الباب مثل اسكراف اي القيود الصادر في سنة 1975 و تاضصا د امطاوين اي الضحك و البكاء الصادر في سنة 1979و اخيرا اسايس الصادر في 1988 و هو كذلك شاعر اسايس او انظام غ ؤسايس .
و خلاصة القول بان هذا المناضل قد جمع بين البحث الهادف الى انقاد الهوية الامازيغية من سياسة الاقبار و الشعر الجميل و الاعلام بشقه المكتوب و المسموع و هذا المناضل لن يكون الا الاستاذ الكبير محمد مستاوي الذي يستحق مني شخصيا هذا التكريم المتواضع لانه ساهم في تربية اجيال السبعينات الى اليوم على حمل تابرات ن تمازيغت اي الرسالة الامازيغية.
و ولد محمد مستاوي في سنة 1943 بقيادة اضار عمالة تارودانت و تابع دراسته بالمعهد الاسلامي بمدينة تارودانت العتيقة و المتميزة بعلمها الشرعي و بعلماءها الكرام .
ثم واصل مساره الدراسي و ثم عمل في المجال التربوي بمدينة الدار البيضاء .
و قد انخرط هذا المناضل مبكرا في الدفاع عن القضية الامازيغية او الثقافية الشعبية انذاك في عقد الستينات الذي شهد تاسيس الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي و هو يعتبر من بين المؤسسين لهذه الجمعية الى جانب الاستاذ ابراهيم اخياط و الاستاذ الفقيد علي صدقي ازايكو و الاستاذ الصافي علي مؤمن و العميد الحالي للمعهد الاستاذ احمد بوكوس و اقول ربما الاستاذ الحسين جهادي و هكذا انطلق هذا الاستاذ المجاهد في مساره النضالي و الشاق و كما نعلم فانذاك لا يوجد وعي كافي باهمية الثقافة الامازيغية لدى الدولة بمؤسساتها لانها امنت كثيرا بمشروع الحركة الوطنية الرامي الى قمع الامازيغية بكل ابعادها الثلاث حسب اجتهادي الشخصي و في ذلك الوقت كان من يدافع عن الثقافة الامازيغية كانه يريد احياء الظهير البربري و بالتالي يريد القضاء على الاسلام فهذا الاستاذ المجاهد حاول عبر كتبه الكثيرة ان يحطم هذه الاكذوبة بحقائق واضحة و خصوصا في مجاله الفني و التراثي بحيث ان التراث الامازيغي ليس شيئا دخيلا او من ادبيات الاستعمار الاجنبي بل هو يستمد مرجعيته من هويتنا الاسلامية الخصوصية كشعب مغربي و كما ان هذا التراث يعد كنزا من كنوزنا الوجدانية و ليس مجرد سلعة رخيصة للترفيه السياحي .
ان الحديث عن محمد مستاوي هو حديث طويل و مفيد خصوصا انه عانى كغيره من المناضلين الامازيغيين من سنوات الرصاص و قمع الامازيغية و هذا الاستاذ قد عانى كثيرا من هذه السنوات التي قتلت ابنه الشهيد في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء في صيف 1992 و برغم من هذا الحادث المؤلم بالنسبة له و واصل نضاله و كتب كتابا حول الحاج محمد الدمسيري الصادر في سنة 1993 و الدمسيري الذي يعرفه الكل باغانيه الدينية و الوطنية و المعروف كذلك بدفاعه عن حقوقنا الثقافية و اللغوية .
و مات هذا المناضل في 11 نونبر 1989 كانه لم يقدم شيئا للشعب المغربي و كانه لم يدافع عن الدين و الوطن لكن اسلام الحركة الوطنية لم و لن يعترف بهذا البعد الديني الموجود في هويتنا الامازيغية الاصلية .
و جمع محمد مستاوي في ذلك الكتاب شهادات و مقالات حول هذا الرمز و ايضا بعض المختارات من شعره الخالد.
و هناك الجانب الاعلامي في حياة محمد مستاوي و الاعلام كما نعلم هو وسيلة لايصال الاخبار السياسية و الاقتصادية و غيرها و كما هو كذلك وسيلة لنشر خصوصيات الشعوب الدينية و الثقافية و المغرب منذ الاستقلال فشل في توفير اعلام حقيقي يجسد التعدد الثقافي و اللغوي الموجود في مجتمعنا المغربي و الاعلام الامازيغي بدا بانشاء الاذاعة الامازيغية في سنة 1938 و التي ظلت منذ الاستقلال ذات خطاب التخلف القروي كما اسميه اي البعيد عن ادراك مجموعة من المسائل كالهوية الامازيغية و تنمية المناطق الامازيغية .
و كان بعض المناضلين يكتبون في الجرائد الوطنية كالاستاذ عمر امرير و الاستاذ احمد عصيد و استاذنا محمد مستاوي الذي كان يكتب في الاتحاد الاشتراكي و في بيان اليوم و كما اسس مع صديقه الاستاذ احمد عصيد مجلة تاوسنا في سنة 1994 و هذه المجلة مهتمة بالثقافة الامازيغية .
و منذ سنة 2004 يقدم محمد مستاوي برنامجا على امواج الاذاعة الامازيغية و هذا البرنامج الرائع و المفضل هو فريد من نوعه حيث يهتم بكل ما يتعلق بالثقافة الامازيغية كالادب و الفنون و كذلك البعد الديني الموجود في هذه الثقافة و شخصيا اسمع هذا البرنامج الذي يجعلني اكتشف شخصية هذا الاستاذ المتدينة و المسايرة لتحديات التطور فهو الذي وضع الحجر الاساسي للتجديد في الاغنية الامازيغية من خلال مجموعة اوسمان و من خلال اغنية تابرات المتواجدة في ديوان اسكراف و يعد الاستاذ
عموري امبارك صديقه و الذي قام بغناء مجموعة من قصائده الرائعة الهادفة الى توعية الشباب باصولهم العريقة ليس جعلهم يفقدون قيمتهم الحضارية كما هو الحال بالنسبة لشبابنا اليوم الذي يجري الى المشرق او الغرب و ينسى بان اجدادهم تركوا لهم تراثا غنيا بالفن الجميل يجسده جيل الحاج بلعيد و جيل الحاج محمد الدمسيري و جيل عموري امبارك المتشبث بشعار الاصالة و المعاصرة اذن الاستاذ محمد مستاوي ساهم في تطوير الاغنية الامازيغية بهدف مسايرتها لعصرنا الحالي .
سنواصل الحديث عن التجديد في الاغنية الامازيغية من خلال ظاهرة المجموعات الامازيغية

المهدي مالك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد


.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد




.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا