الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاٍيدز السياسي

فتحي بن خليفة

2007 / 7 / 4
حقوق الانسان


الايدز السياسي : توصيف توارد إلي ذهني خلال متابعاتي لمأساة أطفال مدينة بنغازي المصابين حقناً وحقدا بالفيروس القاتل الفتاك (الإيدز)، وما آل إليه المسار القانوني – القضائي، والإنساني المؤلم، لتلك القضية الفاجعة، وزيغه إلي عبث ومساومات فجة دنيئة باسم السياسة والتسيس والتسييس، في فصول ومشاهد مهينة من تنازلات وتمرغ يندي له جبين أجبن الجبناء، إلا جبين طغاة نظامنا الحاكم وأبنائه وزمرته، المنهزمون دوما والخاسرون أبدا، ظناً بأن تسلقهم الوضيع علي أكتاف الضحايا الأبرياء وآلامهم، سيـُكبر من شأنهم الزائل، أو قد يرفعهم إلى مواضع عــُلى في عيون أسيادهم، ليمددوا عهود استبدادهم البغيض..
وما حقيقة ركوبهم وتسلقهم إلا كمن يصعد للهاوية،... فهبوط إلى درك السافلين.
الايدز السياسي : توصيف متعدد المعاني والدلالات كذلك، وقد تصح كنايته على أوضاعنا السياسية والصحية والاٍجتماعية والاٍقتصادية الليبية في عمومها وباستحقاق ..
إذ يجوز تشبيه ابتلائنا بالنظام السياسي الحالي، الهالك لليبيا وإنسانها، بوباء الاٍيدز الفتاك الشرس ببطء، ذاك المرض الناهش بشراهة وقسوة لكل أجهزة مناعة جسد الوطن العليل، من تعليم وصحة ومرافق وشباب واٍقتصاد وقضاء وأمن...
...
الاٍيدز السياسي : توصيف قد يعبر عن ما أصابنا جميعا كليبيين من وهن وعجز،إزاء هذا النظام الديكتاتوري البدائي التخلف، بشكل شُـلت معه قدراتنا وأُضعفت به مقدراتنا، فاستحال معه كل علاج أوتطبيب أو( إصلاح)، وشق علينا استئصاله أو بتره.
تشابكت الأفكار وتداخلت الأولويات وتكاثرت التساؤلات، فتناسلت علامات الاٍستفهام والحيرة والتعجب ؟...
كيف تأتى وفي غفلة من حكمة الزمن والتاريخ، لذاك الجاهل و شرذمته الضالة المارقة عن كل عقل وتحضر، أن يستفردوا بمصير بلادنا وأمتنا ويسطوا علي ثرواتنا لما يناهز عقودً أربع ؟؟ كيف ولماذا ؟؟ من المسئول ؟؟ إلي متى وإلي أين ؟؟
دوامة من التحسر والأسى، على وطن جريح نازف إن لم نقل محتضر، بفعل الإيدز السياسي الذي ينخر حاضره ومستقبله، بشيوخه وشبابه وأطفاله.
من هو الضحية في قضية أطفال مدينة بنغازى، في نهاية مطافها الحزين الهزيل الذي نشهده...؟؟ هل هم الأطفال المصابين وعائلاتهم وذويهم، .؟ أم هن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني وأهاليهم،.؟ أم هي هيـبة البلاد وسمعة شعبها وكرامته وشرفه واعتباره ؟.
من هو الجاني الحقيقي ومن هو المستفيد؟ أهو القذافي أم نظامه وأجهزته الحكومية الفاشلة في جميع مناحي الدولة، أم هي دوائره البوليسية المخابراتيه القذرة، أم هم المفاوضون من أبنائه وشللهم المنتفعة،.؟ أم المجتمع الغربي الصامت الساكن عن ظلم وجور هذا النظام الطاغي تجاه الأبرياء من أبناء الشعب، والثائر الفائر لمصالحة، والهائج حينما يتعلق الأمر بأرواح مواطنيه..؟
ماذا بعد الإفراج عن الممرضات وشراء ذمم الضحايا والعائلات، أو إرغامهم علي قبول الدية والتعويضات لإسكاتهم، بدعوى الأعراف والتقاليد ؟
أعرافنا وأخلاقنا وتقاليدنا الليبية الأصيلة، تبيح مبدأ قبول الدية والصفح ، حينما يتأتي جرم القتل بغير قصد، أو عن طريق الخطأ أو في أسوأ الحالات حين الغضب أو الشك أو الجنون ... أما في حالات الترصد بقصد الفتك والتدمير، وبحسب رواية النظام الرسمية كما جاءت علي لسان القدافي شخصياً وفي أكثر من مناسبة، وكما هي مجريات تحقيق القضية وحكم محاكم النظام الليبي فيها، فعن أي دية حينئذ يتشدق المتمنطقون وخلف أي تسوية يستتر المتعرون؟
من منا سيرضى بالصفح عن من "يـُفترض" بأنه ترصد بليبيانا وفي أعز ما نملك لمستقبلنا،
في أطفالنا..؟
من غير المصابين بالايدز السياسي.؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو


.. الأمم المتحدة تندد بـ -ترهيب ومضايقة- السلطات للمحامين في تو




.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي