الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا يطير الدخان

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2007 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تلوح في الافق السياسي العراقي منذ ايام تحالفات جديدة ستشهدها الساحة العراقية ما بين السياسيين والاسلامويين ، بعد ان فشل السياسي العراقي فشلا ذريعاً بالامساك بزمام الامور في البلاد ، كما وفشل الاسلاموي فشلاً اكبر وافضع في ذلك ! الامر الذي أوصلوا فيه البلاد الى مراحل ليست فقط خطيرة ومرعبة ، بل ذهبوا فيها الى مستنقع الحضيض والدمار الذي نتج عنه الخراب ، والقتل ، وما بعد الخراب والقتل كيف اذا تكون تلك البلاد ؟ بالتاكيد انها محض خراب !!!

ولاول مرة في التاريخ تقوم تحالفات ما بين الاحزاب العلمانية من جهة والاسلاموية من جهة اخرى ، ليس من اجل انقاذ العراق وشعبه المضرج بدمائه ! انما من اجل مصالحهم الشخصية وخوفاً من فقدانهم لمناصبهم التي وصلوها ناهيك عن السرقات التي اقترفوها منذ سقوط النظام الدكتاتوري على يد قوات التحالف والتي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ، ولعل قرار مجلس الامن الذي اعتبر العراق بلدا محتلا قد زاد الطين بله !! فبعد ان تنفس المواطن العراقي الصعداء وانزاح عنه كابوس الدكتاتورية عاد من جديد ليهيمن عليه كابوس الاحتلال وانشغالات السياسي بالمناصب التي كان يحلم بها منذ مؤتمر لندن وحتى السقوط كما وان رجل الدين الذي كان يحلم بقراءة خطبته الدينية داخل المسجد او الحسينية وبحرية مطلقة فقد تعدى هذا الحلم واصبح حالماً بمناصب ومواقع في الحكومة والبرلمان جعلته ان يخلع ثوب الدين ويرتدي ثوب الزيف والزور وقد اصبح رجل الدين بعمامته البيضاء والسوداء قرقوزاً داخل حلبة البرلمان العراقي والتي اضحت عبارة عن حلبة ثيران لا اكثر !!!

كيف اذا نقيم التحالفات ما بين حركة الوفاق الوطني بزعامة اياد علاوي العلماني والبعثي سابقاً وما بين الحزب الاسلامي او كتلة التوافق والتي هي من الاحزاب الاسلامية المتشددة جداً والتي اخذت على عاتقها العديد من العمليات الارهابية وعلى مستوى وزراء وليس افراداً وخير شاهد على ذلك وزير الثقافة المشهداني والذي هو متهم بارتكاب افضع الجرائم التي لم يعرفها التاريخ منذ عقود طويلة !!

كما وان اياد علاوي همه الوحيد ان يجمع اكثر عدد ممكن من حثالات البرلمان العراقي ولا يهمه سواء كانوا يتفقون مع افكاره ام لا ، المهم لديه ان يسقط الحكومة ويكون مكانها !!

وبالمقابل سارعت الاحزاب الشيعية المتمثلة بالمجلس الاعلى وحزب الدعوة لعقد تحالف جديد مع الحزبين الكرديين العلمانيين ، وهؤلاء الاسلاميون والعلمانيون يهيمنون على السلطة هيمنة كاملة بعد ان افرزتهم الانتخابات العراقية عام 2005 والتي اخذت تلك الانتخابات طابعاً ليس وطنياً انما كانت انتخابات طائفية وعرقية ، فالشيعة انتخبوا قائمتهم والسنة كذلك والاكراد على نفس المنوال واصبح العراق اوتماتيكياً مقسماً الى ثلاثة طوائف افرزتها تلك القوائم فيما قذف بالمسيحيين واليزيديين والكرد الفيلية والشبك والكلد اشوريين والسريان وغيرهم من مكونات المجتمع العراقي الى خارج السرب وبطريقة باتت اكثر من مؤسفة !!!

وطبعا هدف تحالفات اياد علاوي واضحة تماماً كما قلنا سلفاً ، لكن تحالفت الاحزاب الشيعية مع حزبي طلباني وبرزاني هي محاولة للانفراد بالسلطة وبقاء الوضع على ما هو عليه ولكي لا تنكشف الكثير من الخفايا ولكي لا يطير دخانهم الذي اصبحت رائحته قوية !!

فبعد التدهور الامني المريب الذي اكل الاخضر واليابس داخل العراق يفترض على الحكومة العراقية والبرلمان العراقي ان يقدموا استقالاتهم فوراً وذلك لفشلهم الكبير في بسط الامن والامان والنهوض بالعراق على كافة الاصعدة ، لكن المشكلة في العراق تكمن بعدم وجود حزب ذات قاعدة جماهيرية كبيرة يقود البلاد الى بر الامان كما ولا يوجد من النخب العراقية المثقفة التي لها الدور الفاعل في توعية المجتمعات فالجميع هاجر خارج الوطن ولم تسمح له الظروف بالعودة ناهيك عن الذين غادروا العراق بسبب العنف والارهاب الذي يتزايد يوماً بعد اخر !!! لهذا فان من يمسك بالبرلمان والحكومة مجموعة من الافاقين الذين لا يفقهوا بامور السياسة ولا امور الدين على حد سواء !

ولذلك فان البرلمان العراقي اصبحت روائحه اكثر من كريهة والحكومة العراقية رائحتها هي رائحة الارهاب ، لا اعرف لماذا متشبثين بمناصبهم والتي هي اصلا وهمية ! فالسلطة هي بيد قوات الاحتلال الامريكي وليست بيد رئيس الوزراء ، لكن الوزراء والبرلمانيين وكل من تواجد داخل المنطقة الخضراء اصبحوا من اصحاب السوابق بالسرقات العلنية ! ولم يغادروا مواقعهم ومناصبهم حتى لا يطير الدخان !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30