الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي لا تفوتنا الفرصة!!!

شيار محمد صالح

2007 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لأول مرة يصل الكرد عبر تاريخهم النضالي الطويل إلى ما وصلوا إليه في الوقت الراهن من مكانة مرموقة وقوة يحسب حسابها الصديق قبل العدو. هذا التاريخ المحفوف بالويلات والمخاطر والمقابر الجماعية من جهة، وبالمؤامرات المحلية والاقليمية والدولية من جهة أخرى، يستوقفنا أمام اسئلة واستفسارات عدة لا بد لنا من الإجابة عنها بكل موضوعية وشفافية، بغية استخلاص العبر والدروس من التجارب السابقة وكي لا نعض اصابعنا ندما في المستقبل غير البعيد طبعاً، ونقول: لماذا فاتتنا الفرصة ولم نحقق شيئاً لشعبنا؟ أو لماذا لم نحقق أماني وتطلعات شهداءنا الذين بذلوا أغلى ما يملكون في سبيل أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم؟
كي نكون واقعيين في اجاباتنا وبنفس الوقت موضوعيين لا بد لنا في البداية وقبل كل شيء أن نبتعد عن العاطفة التي تغلب عليها الآمال الدفينة في قلب كل كردي يتطلع الى الحرية، وكذلك أن نبتعد كل البعد عن كل ما يزرع الفتن والحقد بيننا نحن الكرد مع بعضنا البعض ومن بعد ذلك مع باقي شعب العراق بكل أطيافه ومذاهبه الغنية بغنى ميراث وطننا الحبيب.
فهذه التجربة الوليدة حديثاً تحثنا على أن نتجه إلى شعبنا أكثر من أي وقت مضى لما يملكه الشعب من امكانات وطاقات قوية لا يمكن النقاش حولها. فالتوجه نحو الشعب وتحقيق أمانيه هو المفتاح الوحيد لضمان حقوق الكرد في كل مكان بغض النظر عن مكان تواجدهم. فكافة أنظار الكرد اليوم متجه نحو جنوب كردستان ونحو المكتسبات التي تحققت بفضل اصرار الشعب على فرض إرادتهم على الذين لا يبغون الخير للكرد. ولتكن عملية الوصول الى السلطة وسيلة وليست غاية ومن بعدها ننسى ما وعدنا الشعب به، لتكن وسيلة لتحقيق ما نصبو إليه في وطن يكون انموذجاً لكل الذين يحملون الحقد والكراهية لشعبنا الأبي وللذين راهنوا على إرادته من جهة، وتكون هذه التجربة عوناً لشعبنا الكردي في الأجزاء الأخرى لتحقيق أمالهم في الحرية من جهة أخرى.
فتركيا وايران وسورية يعملون كل ما في وسعهم لضرب هذه التجربة ويعقدون التحالفات تلو الأخرى كي يضربون كل تطلع للكرد من الخلف اينما كانوا، فهذه الانظمة الشمولية التي لا ترى غير نفسها ذات العقلية المنغلقة على ذاتها والديماغوجية لا تفهم لغة الديمقراطية والحوار المتمدن الذي يعترف بالآخر مهما كان، بل هدفها الأول والأخير هو ضرب أي توجه للكرد نحو اقامة كيان خاص بهم. ولذلك ينبغي علينا نحن الكرد أيضاً أن نعزز وحدتنا أكثر من قبل ونبذ كل الخلافات الايديولوجية والفكرية والتمسك بالحد الاصغري لمصالح الشعب الوطنية على الأقل. لأن الخلفات الفكرية لا تعني أبداً أن نتصارع أو نتقاتل من أجل فرض الرأي على الآخر، بل تعني الغنى بنفس الوقت وكثرة الآراء وهذا ما يزيد من ازدهار الديمقراطية وتسارعها ولنعمل من هذه الخلافات عيوناً للمراقبة والمنافسة لتحقيق الأفضل للشعب.
فالذي حصل في العراق لم يكن سقوط صدام حسين والقاء القبض عليه فحسب، بقدر ما كان انهيار أكبر نظام دكتاتوري شمولي عروبوي قوموي شوفينوي تسلطي استمر حوالي القرن على رقاب شعبنا وكذلك انهيار العقلية الأحادية الجانب التي لا تعترف بغير الذات وتعمل على تكفير الآخر وتخوينه وتشرعن قتله تحت مسميات وشعارات هم بحد ذاتهم لم يكن يؤمنون بها. العراق هو الخطوة الأولى من مسيرة الألف ميل وستستمر هذه المسيرة حتى يتم القضاء نهائياً على كل الانظمة المشابهة في المنطقة بغض النظر عمن تكون. فحسابات قوى الامبراطورية العالمية الاحادية لم تعد كالسابق ولا تتقرب بشكل دوغمائي، بل المصالح هي التي تحدد مسار السياسة المستقبلية لهذه الامبراطورية المعولمة. فصديق الامس ربما يكون العدو الاول وعدو الامس من الممكن أن يكون أفضل الاصدقاء في المستقبل، لهذا ينبغي علينا أن ندرس هذه المعادلة بشكل جيد ومن كافة جوانبها لما لها أهمية كبيرة تخصنا بشكل مباشر من دون أية مناورة. فالعلاقات التي نرسمها ينبغي ان تاخذ كل تلك الامور بعين الحسبان وعليه ينبغي ان نحدد مسار علاقاتنا الكردية الكردية أولاً ومن بعدها الخارجية منها. فالعدو متربص بنا خلف الأسوار والأبواب ويتحين الفرصة المناسبة للإنقضاض على شعبنا الكردي والقضاء عليه، لذا ينبغي علينا ان نتخذ التدابير من كافة النواحي ونزيد من اللحمة القومية والوطنية الكردستانية وأن نتقوى من بعضنا للإجهاز على كل تحركات اعداء الكرد اينما كانوا.
العمال الكردستاني ليس إلا شماعة يرغب الجيش التركي بها غزو واجتياح جنوب كردستان وهدفه الاول والاخير هو القضاء على قوة الكرد الاستراتيجية والتجربة الديمقراطية في جنوب كردستان وجر الكرد إلى الاقتتال الاخوي ثانية، مع أن زعماء الكرد في جنوب كردستان وخاصة السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان والسيد جلال الطالباني كرراها أكثر من مرة بأنهم لن يوجهوا فوهة البندقية ثانية لأخوتهم الكرد اينما كانوا وانهم لن ولن يحاربوا العمال الكردستاني كما تطلب منهم تركيا مرارا وتكراراوبنفس الوقت أعلن أيضا العمال الكردستاني بأنه لن يحارب القوى في جنوب كردستان مهما كلف الأمر وحتى أنه أعلن بأن قواته اي قوات الدفاع الشعبي الكردستاني هي بمثابة الدرع الحامي لجنوب كردستان ضد اي غازي ومحتل مهما كان. والحال هذه ينبغي على التيارات السياسية أن تعلن عن مبادرتها في عقد كونفرانس قومي وطني كردستاني لملىء كافة الفراغات كي لا يستفيد منها أ‘داء الكرد.
على ضوء ذلك وكي تكون تجربتنا الوليدة مكان فخر لكل كردي واينما كان علينا ان نضع مصالح شعبنا الكردي في كل الاجزاء في اولوية اهتماماتنا وعليه نبني مستقبلنا الذي نريده والبعيد عن كل تقرب دوغمائي وديماغوجي وأناني وذاتي، ولتكن جلّ أفكارنا منصبة في خدمة الشعب والوطن اولاً وأخيراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت