الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزين ولعلو شكون اللي ولدو..!؟

عبدالله تاغي

2007 / 7 / 4
كتابات ساخرة


كنت صغيرا أجتر الخطى، وأردد مع الإخوان ميكري : جاي من بعيد ورجلو حفيانة هاداك أنا..
حينها كانت الحاجة الحمداوية ،تصدح كل مساء بصوتها القوي: الزين اولعلو شكون اللي ولدو..!؟
لم يكن عقلي الصغير يستوعب المعنى..
هل كانت تتغنى بالحبيب ،وتقصد بالزين والعلو،الجمال والطول والرشاقة..سألت الوالدة لكنها لم تكن أحسن مني حالا..
أخي الأكبر،الذي كان أوفرالأسرة حظا من التعليم ،كان يقيم بيني وبينه حاجزا إسمنتيا سميكا باعتبار أنني الأصغر ولايجب أن أتطاول على الكبار
فلم أكن أجرؤ على سؤاله ،مستسلما برأسي الصغير وجسدي الهزيل للحيرة والأسئلة..

في أول زيارة للعاصمة ،وعند مروري بتلك الربوة التي تكاد تطل على البحر، وذالك الحائط الرهيب الذي تنبعث مه رائحة الرطوبة والخوف ،وخزني ابن خالي بمرفقه ورفع حاجبيه هامسا : إنه السجن.. لعلو..
وكان حينها يأوي خيرة أبناء الوطن، معارضين ومناضلين شيوعيين منهم من ساهم اليوم في تشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة.
لما سمعت الإسم طاف بذهني أنني قد وجدتها ،إذن المغنية كانت تقصد السجن ولكنها تقول اشكون اللي ولدو..أي من أنجبه..؟
ربما الدولة،الدولة إذن هي من ينجب السجون والحمداوية تتغنى بالسجن..
ولكنني سرعان ما ضحكت من أمري ومن خيالي العريض واستبعدت الفكرة، إذ كيف لمغني أن يتغنى بسجن.

لما كبرت ، استنتجت أن الحاجة الحمداوية ،بما أنها كانت تسخر من الخونة وتغني لرموز النضال والثورة ضد المحتل فإن المعني لن يكون إلا واحدا من المناضلين الذين ساهموا في تحرير البلاد واستأثروا بمحبة وتقدير الناس فتجلى ذالك في الأغاني والمواويل وفي الحكايات التي لازالت تروى حتى اليوم..
كنت أشعر بالإرتياح وأنا اشاهد واحدا من حفدته يملأ الشاشة صراخا ووعيدا وتهديدا، كون المديح لم يكن في غير أهله مادام الماضي يعانق الحاضر وهذا البطل ينحو منحى ذالك الشهم..
بالطبع كان هذا قبل أن يقلب السي فتح الله الفيستة،ويضحك على من آمنوا بدغدغاته يوما لما كان يُدرس في الجامعة ،يسوق سيارة متواضعة ، يدخن تبغا رديئا ويحيا بين البسطاء يأكل خبزهم وينام نومتهم ، قبل أن يبيع كل شيئ :البحر والبر والشمس والشعيروالحميروالضمير..يدوس الفقراء والمعطلين يرفع رواتب البرلمانيين الأثرياء والفيوداليين ولا يخجل من دعوة الناس إلى تزيير الصمطة التي ضاقت حتى كادت تقطع بطون المواطنين..
فتح الله ولعلو، الإشتراكي الذي يعشق التفويت والخوصصة ..
الإقتصادي الذي يحب الإكراهات ويعلق على مشجبها الإخفاقات...
فتح الله ولعلو، الوزير الذي يكاد يحظى اليوم بكره كافة المغاربة..
فإذا كان إدريس البصري هو قربان العهد الجديد، فإن السيد وزير المالية والخوصصة يحمل في داخله اليوم
بالقوة ما يؤهله عن جدارة واستحقاق لكي يكون قربان حقبة قادمة..
إنه فتح الله ولعلو، الرفيق الذي خان إرث الرفاق عمر وعبدالرحيم وبنبركة..لو عاش بنبركة حتى اليوم لكان أكبر معارضيه
أو من يدري ربما استغل السيد الوزير نفوذه وألقى به ثانية في حامض الأسيد..

لما كانت الحمداوية تغني اشكون اللي ولدو.. كان سؤالها الإنكاري يوحي بالرغبة في الثناء وتقبيل رأس من انجب البطل
اليوم لكي تنسجم مع الحاضر،الأفضل أن تغني على هذا الشكل:
الزين ولعلو..ناري ياناري شكون اللي ولدو..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال