الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الوطنيةِ والخيانة

وهيب أيوب

2007 / 7 / 5
كتابات ساخرة


عندما يسمع أيٌ منّا كلمة خيانة يتوارد إلى ذهنه مباشرة، أن الأمر يتعلّق باتصال شخص ما وارتباطه إما بالموساد الإسرائيلي أو الـCIA الأمريكي، وربما صُعق بعض السُذّج عندما قرءوا عنوان كتاب الماغوط الراحل "سأخون وطني" وظنّوا أنهم أمام دراما من الاعترافات للماغوط عن مغامراته مع إحدى وكالات الاستخبارات الأجنبية.

لا شك أن لمفهوم الخيانة صوراً وأشكالاً مُختلفةً يُعَبِّرُ عنها كلٌ منا بما يتفق ونوع الخيانة التي تعرّض لها. فهناك خيانة الصديق وخيانة الحبيب وما إلى ذلك...
وأما خيانة الوطن فيكاد الموروث الثقافي، عند العرب وخاصة العامة منهم، يحصرها بالتعامل الاستخباراتي مع جهة أجنبية أو عدوّة. على الرغم من أن لخيانة الوطن والوطنية أشكال ومناهج متنوعة ومتعددة، يسلكها على الأغلب أولئك المثقفون الذين يعون جهل العامة بمفهوم الخيانة الحقيقي، خاصةً خيانة المُثقف لوطنه وشعبه من خلال خيانته لدوره الحقيقي المناط به والمسؤولية الملقاة على عاتقه كونه- كما يُفْتَرَض- الأكثر وعياً والأوسع إدراكاً لما يحيق بأمته وشعبه من مظالم وانتهاكات سواءً من الخارج أو الداخل.

فيكفي عند البعض- وهُم الغالبية- أن تَشتم إسرائيل وأمريكا، وتُغني "بَحِبِ عمرو موسى وبَكْرَه إسرائيل" وتُحَييّ المقاومة والكفاح المُسلّح، وتُنادي بشعارات كتحرير فلسطين والجولان والعراق، وبعدها ارتكب ما شئت من الفساد والموبقات والخيانات، بشتّى أشكالها، فأنت مُحصّنٌ من النظام والجَهلَة والغوغاء.

في وطننا العزيز سوريا، باتت خيانة المبادئ والأفكار والقيم الإنسانية المُستبدلة بالانتهازية والوصولية و"الدعارة" السياسية، باتت تُسمّى "حربقة" و"بندقة" و"شطارة"، وأصحابها يعلمون تماماً "من أين تؤكل الكتف".

أثناء كرنفال المُبايعة في سوريا مؤخراً، اتصل بي أحد الأصدقاء وقال: شاهد الفضائية السورية، فلم أُكذِّب خبراً... لقاء مع صباح فخري ودريد لحّام، والمناسبة طبعاً مُبايعة الرئيس القائد، وعلى هامش اللقاء، طلبَتْ مُقدِمة البرنامج من صباح فخري ودريد لحّام، أن يُغني كلٌ منهما أغنية بهذه المناسبة، فأخذت أغرق في مقعدي وأتصبب عرقاً لمَ شعرته من إحراجٍ لفنانين كبيرين مثلهما؛ يُطلب منهما وبطريقة مُهينة ومُبتذلة، وكأنهما وَلَدين مُجتهدين مُهذبين ومُطيعين، الغناء أو الرقص في هكذا مُناسبة؟! دُهِشت من تقَبُّل الأمر على النحو الذي فاجأني به صاحب القدِّ والقدود الحلبية، الفنان صباح فخري إذ أجاب: إن أجمل الكلام وأجمل الألحان وأجمل الغناء هو: نعم نعم لقائد هذا الوطن بشّار...

وتعلمون أن دريد لحّام لا يترك أحداً يزايد عليه في هكذا أمور هامة ومصيرية، فغنّى وأطرب؛ وزاد في الكلام وبالغ حتى تخطى زميله بمسافات. وفي يوم آخر من ذات الكرنفال، شاهدت من أسّمَوها أديبة، وهي الكاتبة كوليت خوري، فكيف باعت وبايعت السيدة كوليت؟... صُعقت وهي تقول: صحيح أن الوطن غالي، لكن قائد هذا الوطن أغلى...

اتصلت بصديقي بعد انتهاء اللقاء، فثرتُ عليه وشتمته هو والمُثقفين والفنانين والكُتّاب بأقذع الكلام ولمتُهُ على هذه "الاستفقادة" التي خصّني بها بمهاتفتي، وقلت له، سوف أعتبرك مدسوساً لو اتصلت بي مرّة أُخرى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في