الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ملف الرفيق المناضل المختطف عمر وسولي

أحمد صديقي

2007 / 7 / 5
حقوق الانسان


ولد المناضل المهندس الزراعي عمر وسولي بن المهدي بن المدني بالجرف إقليم الرشيدية عام 1955. تلقى تعليمه الابتدائي بمكان ولادته، وبعدها انتقل الى مدينة أرفود ليتابع دراسته الثانوية. وبعد حصوله على الباكالوريا توجه الى مدينة الرباط ليلتحق بالمعهد الزراعي (السنة التحضيرية) الأمر الذي سمح له فيما بعد نجاحه أن يعود الى مدينة مكناس لمتابعة دراسته التخصصية بالمدرسة الفلاحية لمدة أربع سنوات.
وبعد تخرجه اشتغل بمدينة خنيفرة عام 1979 وكان يناضل من أجل تحسين أوضاع الموظفين والفلاحين الفقراء مما عرضه لمجموعة من الضغوطات البوليسية قبل ان يتم استدعاءه الى الرباط حيث قضى بالكوماسيرته حوالي 26 يوما عام 1980,ليتوصل بعدها برسالة من العمل تخبره بالانقطاع عنه,فاضطر الى العودة لمقاعد الدراسة بفرنسا حيث قصد إعداد دكتوراه الدولة في نفس التخصص وبعد عودته الى المغرب تمكن من إيجاد شغل بمدينة أكادير عام 1983 في شركة بلجيكية LYDECO وفي هذه الفترة توصلت عائلته برسالة يخبرها فيها المختطف عن ما يتعرض له بسبب قناعته المركسية اللينينية وتعاطفه مع"الى الأمام" دون ان تعرف العائلة ان كان عضوا بها أم لا.
واستمرت هذه الضغوطات لتتوج باختطافه عام 1984 بمدينة أكادير.الحدث الذي كان له وقعه الكبير على حياة ونفسية العائلة ونفسية كل من يعرف " عمر وسولي "
عملت العائلة على البحث عن ابنها في الأماكن التي اعتاد ان يرتادها ولكن دون جدوى.فظنت العائلة في البداية على انه في العمل السري لكن وبعد 1991 انتهى هذا الظن بعدما أطلق سراح معتقلي تازمامارت في هذه السنة قرأت العائلة انه ما من سبب دعوا لاختفاء خصوصا بعد وفاة جدته التي كان يكن لها حبا كبيرا كونها هي التي ربته .
وتعرضت العائلة لعدة حوادث ترغم إنسان عاطفي الى أقصى الحدود ك "عمر وسولي" على الاتصال بالعائلة .
ومن هنا تولدت الفكرة بل وتأكدت على ان عمر مختطف. فطابت العائلة بالكشف عن مصير من خلال الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وخاصة بعدما ورد اسمه في لائحة 112 التي صنفت المختطف عمر ضمن الأحياء الموجودين في المغرب. ورغم بصيص الأمل الذي زرعه الخبر في نفسية العائلة الا انه أثار أكثر من علامة استفهام.
وبعدما تأكدت العائلة من انه لازال حيا يرزق, تقدمت بطلب من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان( جهاز تابع للنظام) تستفسر عن التحريات التي قام بها الجهاز وتاريخ خروج ابنها من المغرب والطريقة التي خرج بها البلاد التي يتواجد بها حتى تذهب العائلة لتبحث عنه هناك. الا انها كانت دائما تتلقى أجوبة مبهمة.
وقبل صدور هذه الائحة, وقعت عدت تطورات في ملف المختطف حيث في عام 1991 جاء عاملان يشتغلان بليبيا واتصل بالعائلة وقال بان عمر وسولي متواجد بليبيا ويشتغل بإحدى شركاتها وأنهما التقيا به بإحدى مقاهي طرابلس وهو من تعرف على أحدهما. وفي سنة 1996 جاء رجلان الى أب المختطف وبسطا أمامه المعطيات المتعلقة بإخوة المختطف عن عملهما ومكان عملهما وأشياء أخرى، وحاولا إيهام الأب بأن ابنه متواجد بهولندا مما جعل الوالد يثق بهما ويروي لهما قصة ابنه المختطف، ولما حاول مرافقتهما الى محطة الطاكسيات بأرفود قالا بأنهما لايريدان أحد أن يراهما أحد معه لأنهما ينتميان الى جمعية حقوقية. وبعد أسبوع اتصلا مجددا هاتفيا بوالد المختطف وطلبا منه أن يخبرهما عن أنشطة ابنه بخنيفرة فتنبهت العائلة أن يكونا من
الأجهزة السرية للبوليس مما جعل الوالد يتظاهر بالجهل وطلب منهما الاتصال بأخ المختطف عبد الحق وسولي لمعرفة ما يريدانه، الشيء الذي لم يحصل فتأكدت العائلة على أنهما فعلا من البوليس.
وعقب صدور لائحة المجلس الاستشاري تم الإعلان عن إنشاء اللجنة الملكية المستقلة للتعويض التي أصدت العائلة في شرعيتها بلاغا تعتبرها فيه غير مستقلة. وتشير الى أن ابنها لازال مختطف مجهول المصير، وبما أن المجلس الاستشاري اعترف أنه حر طليق في الخارج فما الداعي للتعويض، ولاعتبار أيضا هذه الهيأة لاتتوفر فيها أدنى شروط التحكيم، فمن غير العادل أن تكون الدولة طرف في المعادلة وحكما في الوقت نفسه. واعتبرت أيضا العائلة من خلال البيان الذي أعلنته بمناسبة الوقفة المنظمة من طرف المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف أماما لمعتقل السري الرهيب بتاريخ7 أكتوبر 2000إن أي اختزال لطي الملف في التعويض المادي لبعض الضحايا بعد استهتارا بالإنسانية وبكرامة الإنسان وبالقوانين والأعراف الدولية.
وفي عام 1990 جاء أحد المنتمين الى جهاز ال(الد، إس، تي) الى أخ المختطف عمر واسمه عبد الحق وسولي، وطلب من هذا الأخير التعاون معه للكشف عن مصير المختطف، قرد عليه بأن هذا دور الدولة وهي المسؤولة عن اختطافه. وفي تلك الفترة تقدم أخ المختطف الثاني عبد الكريم وسولي المتواجد بفرنسا برسالة احتجاج الى الوزير الأول آن ذاك عبد الرحمان اليوسفي ورئيس المجلس الاستشاري إدريس الضاحك يحتج فيها عن عدم الإفصاح عن مكان تواجد المختطف ويتهم الدولة باختطاف عمر وقد تمت إحالة هذه الرسالة على الجنة على أساس أنها بطلب التعويض. الفعل الذي أدى الى اعتباره بسلوك لا إنسانيا من الدولة واستفزازيا لأن العائلة لم ولن تتقدم بأي طلب للتعويض.
وبعد إنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة التي حلت محل هيأة التعويض اجتمعت عائلة المختطف مع عائلات أخرى (حوالى18 عائلة) بهذه الهيأة وقدمت الها رسالة بعثها المختطف قبل اختطافه، غير غافلة دور هذه الهيأة في حجب الحقيقة وإفلات الجلاد من العقاب. والى حد الآن لازالت العائلة تناضل من خلال الايطارات التقدمية وخاصة منتدى الحقيقة والإنصاف الذي ينتمي الى مجلسه الإداري أخ المختطف ع. الحق وسولي. ومن خلال أيضا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وقد أصدرت عائلة المختطف بيانا للرأي العام الوطني والدولي في 13ماي2004 بالجرف تخبر فيه أنها تلقت شهادة من مصدر ليس لها من مبرر للتشكيك فيه. وهذا المصدر وهو الشاهد رجل التعليم حدو إبراهيم الذي قال أنه التقى بالمختطف عمر وسولي بمعية شخص آخر تجهل العائلة هويته الى اليوم بمقهى بمدينة الرشيدية ويتنقلان على متن سيارة من نوع رونوا19 مرقمة بالدار البيضاء ولقد ذهب هذا الشاهد الى حد أنه تناول معهما وجبة الغذاء بمنزله. وبعد التأكد من هذه الشهادة سافر اخ المختطف ع. الحق وسولي الى مدينة الرشيدية والتقى بالشاهد حيث طلب منه أن يحرر له الشهادة بخط يده، وهو فعلا ما تم بتاريخ 18/05/2004 الذي قدمها أخ المختطف الى هيأة الإنصاف والمصالحة وبسط أمامها التطورات الجديدة في ملف المختطف، وقد أعدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الرشيدية تقريرا حول لقائها بحد إبراهيم في 16/05/2004. حول شهادته بشأن المختطف . وأصدرت بيانا في نفس التاريخ تعتبر فيه مثل هذه التصريحات على أنها محاولة لتنضل الدولة المغربية من المسؤولية وتعلن أيضا فيه تضامنها ووقوفها الى جانب عائلة المختطف عمر وسولي وعائلات جميع المختطفين مجهولي المصير.
وقد طلب ع. الحق وسولي من أحد أصدقائه واسمه(بوسحابي الحسن) أن يتأكد من هذه الشهادة وفعلا ذهب رفقة خال أم المختطف إلى الشاهد حدو إبراهيم وأعد بسحابي الحسن تقريرا حول إفادات الشاهد في 12/05/2004 بالرشيدية بعد أن التقى به في 4 ماي 2004 الذي أكد شهادته له.
هذا ومنذ ذلك الوقت والعائلة تناضل في من أجل قضية ولدها بجانب كافة الإطارات الحقوقية والسياسية التي لا تريد غير الحقيقة، وعقب صدور تقرير ما سمي" بهيئة الإنصاف والمصالحة"* في قضية المختطف عمر ،أصدرت العائلة بيانا تنقض فيه هذا التقرير وتؤكد فيه دور الهيئة في حجب الحقيقة.
* لقد تم نشر ملخص التقرير وبيان العائلة في الكتاب الذي ألفه أخ المختطف عمر وسولي "وهو عبد الكريم وسولي":
” les années du plomb entre le discours et les réalisées. ”








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف