الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنّي أعترض: حزب الدعوة ..العميل والمقاومة ..الوطنية!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2007 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


وأخير تمخض الجبل فولد فأرا.

بعد أكثر من أريع سنوات عجاف عاشها ذوو ضحايا النظام السابق،وخصوصا عوائل شهداء حزب الدعوة الاسلامية في ظل حكومتين قادها حزب الدعوة الاسلامية ، ينبري مجلس النواب العر اقي، ليناقش الغاء قرار برقم 195 أصدر مجلس قيادة الثورة في النظام السابق، وبموجبه تم إعدام عشرات الآلاف من المنتمين الى حزب الدعوة الاسلامية والمتعاطفين، وبأثر رجعي.

اكثر من أربع سنوات وأسر الشهداء يعيشون الكفاف ولايجدون من يرعاهم ، وترفض مؤسسات الدولة العراقية في النظام الجديد، تعين أبنائهم بل وتحاربهم مادام المسيطرون فيها هم من بقايا نظام صدام، ومن صفق له حتى الرمق الأخير.

أعرف الكثيرين من أبناء وأخوات وأمهات وزوجات الشهداء، مايزالون يعيشيون في أوضاع مزرية، أقل من الكفاف، ولم يشعروا بأن شيئا تغير لصالحهم، بل العكس تماما.

(م.ع) شاب تم إعدام والده الشهيد الكبير وأعمامه جميعا بعد أن إعتقلوا بالجملة مع النساء في ربيع 1980 بحجة الانتماء الى أو التعاطف مع حزب الدعوة الاسلامية(العميل)، فعاش اليتم والفقر والحرمان وهو طفل صغير لم يبلغ العامين، الا أنه تمكن من أن يكمل دراسته حتى أصبح مهندسا لم يحصل على عمل في النظام السابق لأنه من أسرة " معادية" فيها الب والأعمام شهداء، والعمات سجينات سابقات بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة الاسلامية(العميل).

زرتُ هذا الشاب بعد سقوط النظام لأن ولده كان استاذي وصديق عمري، ورويتُ له الكثير عن أخلاق أبيه الذي لم يشاهده قط ولم يتعرف على ملامحه، ولم يعرف له قبرا.

ولأن هذا الشاب أيضا كفؤ في مجال عمله، وهو عاطل عن العمل، وأبن شهيد ومن أسرة مضحية حتى العظم، فقد تدخلت لدى مؤسسة تابعة لتلفزيون العراقية ، محاولا الحصول له على موافقة تعيين ليعمل فيها بأجر " 200 ألف دينار" شهريا لاتُسمن ولاتغني من جوع، الا أن محاولاتي كلها لم تُفلح، بالرغم من أنني أعرف كل المسؤولين المعنيين عن تلك المؤسسة من الكبير وحتى الصغير.

نائب مدير عام هذه المؤسسة وهو وزير سابق ،أخبرني بالهاتف إنه وصل الى الحكم، بفعل دماء شهداء الدعوة الاسلامية، وبالمناسبة(هو صديق لأبيه)،ووعد بتعيينه ....لكنّ لم يحصل وضاعت كل محاولاتي حتى مع الشخص المعني مباشرة عن تعيينه.... دون جدوى!.

قصة الشاب(م .ع) هي واحدة من عشرات القصص التي احتفظ بها في حافظتي، واليوم وبمناسبة مناقشة مجلس النواب قرار إعدام الدعاة وبأثر رجعي، فأنني أدعو المجلس الى المسارعة في تعويض عوائل شهداء الدعوة الاسلامية ، وبأثر رجعي أيضا، والى تطهير مؤسسات ودوائر الحكم من أولئك الذين يعرفون كيف يواصلون إيذاء شهداء حزب الدعوة عن طرق إيذاء اسرهم، لكي لايكون ماقرروه مجرد قرار،يوضع في درج النسيان.

فالدعوة حتى وإن أختلفنا مع طريقة بعض قادتها في إسقاط صدام، تظل على الدوام : " تيار أفكار ومواكب أبطال".

جملة اعتراضية:

النظام السابق وصف حزب الدعوة الاسلامية بالعميل حتى قبل أن تنتصر الثورة الاسلامية في ايران ليصبح الشيعة كلهم بنظر أعدائهم "عملاء لايران" وصفويين و...!. وقد تم في العام 1970 إعدام الشهيد السعيد عبد الصاحب دخيل بهذه التهمة.وأعدم في العام 1974 شهداء قبضة الهدى عارف البصري ،وعزالدين القبانجي،وحسين جلوخان، وعمادالدين الطباطبائي ،ونوري طعمة بنفس التهمة أيضا أي الانتماء الى حزب الدعوة (العميل) ليستمر المسلسل في الاعدامات والاعتقالات قبل ايران، وبعدها بتهمة واحدة جاهزة هي (العمالة) لمن؟. المعنى في قلب الجلاد. والمحزن أن يجري التفاوض بين الأمريكيين ومن يسمون نفسهم "مقاومة" بحضور بعض قادة حزب الدعوة في بيروت، وأن ممثل إحدى الجماعات المسلحة استخدم نفس الصفة (العميل) ليطلقها على حزب الدعوة في الوقت الذي يقوم هو باسم من يسميها "مقاومة"، بالتفاوض مع الأمريكيين للدخول في حكومة يرأسها أمين عام حزب الدعوة الاسلامية ...العميل!.

أليس كذلك؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البقاع شرق لبنان: منطقة استراتيجية بالنسبة لحزب الله


.. بعد مقتل حسن نصر الله.. هل كسرت إسرائيل حزب الله؟




.. تباين| مواقف هاريس وترمب من العمل في ماكدونالدز


.. عواصف وفيضانات غمرت مناطق متعددة في ولاية فلوريدا جراء ضرب إ




.. أمين عام المجلس الإسلامي العربي يتهم إيران بتسليم إحداثيات -