الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديد عتيق لأطفال فلسطين

بثينة رفيع

2007 / 7 / 6
الادب والفن


حديد عتيق لأطفال فلسطين , حديد عتيق كتبتها في لوحة الجدار وقلت ليت السياب كان في القصيدة وإذاعة المدرسة لأنشده رصاص لمن كل هذا الرصاص ، ظلك الملقى فوق الحنون الحزين , وثيابك الممزقة في شتاء خلف نكبتين خيمة وشعار , عمرك الصغير اختصرته بقلم وجرح يفتح قلبك على قمرين بأكف صغيرة لا تحمل سوى حجارة الطريق وأعلاما بلونين الكفن والدماء , هل يجب أن تكون طفلاً ؟ لتلعب كأترابك في الأزقة الضيقة وتطير في أفيائها الحمام المذبوح ليعود ثانية دماً على قميصك الأزرق ودمعة في عيني أمك ، هل كان عليك أن تكون البراءة ولا تعلم أن الرصاص في بلادنا يشطر طفولتك ليقتل في درس القراءة فلسطينك , أهاذا أوان رحيلك ؟ انتظر هناك مراكب وشراع أبيض ، وبحر مهاجر يقلب في موجه المحار والقوارب الصغيرة ، على شاطئه إن أحببت ارسم خارطة فلسطين التي لم تعرف شكلا أخيرا للموت بين أفياء بيسان وأعواد السمسم هناك لا يطل الا وجهك , منذ الرحلة الأولى البعيدة وأنت خلف إخوتك وأمك حيث خبأت فلسطين قلبها بين أضلاع صدرك , لتغادر في دمها انتظاراً لطلتك ، هل نام حلمك على أقدامها ؟ وماذا لو أتت حيفا على أسوار مدرستك ؟ وألقت بحرها مناديل انتصار لياسمين يفجر نفسه بين أعدائه لتكون حراً وتسكب السكر في عينيها لونا في برتقال ، من سيوزع فرح الشهادة لأخ يزحف بسلاحه فوق الرمال ليصل غزة بخليل الرحمن ؟ الآن لن تشهد اجتياحا آخرا للمدينة لتخبيء عمرك في حقيبة المدرسة , وبين أثواب أمك , والشجر المحاصر خلف الدار , لن تملأ لها الماء في الجرار لتنثني في ضوء شمعة وتجلس في مكان لا يطاله الدمار ، هل كان عليك أن تحلق عاليا بين النشيد والدماء ؟ لتكتب رسائل لموت مؤجل على حجر يؤرخ رحيلك قوسا من نشيج ليرسمه في تل الربيع اخضرار ،الآن فلسطينك تحطم أكفانها , تمد ذراعيها , ألا انتظرت قليلا لخبزها الساخن وصيفها الجميل ,لأخوة يبسمون بين النداء والحلوى وخطا الطريق. أطفالنا يهربون بعيداً يكبرون بموتهم لنبقى صغاراً أمام غيابهم وعجزنا في اندحار الروح زبداً أو قتاماً على الرصيف ، هل كان عليك أن تشرب ماءها لتنسكب بين الرئة والتراب عطراً في رخام و ترتمي ورداً على رماد دبابة محترقة رحلت في انتصارك وحديث متعب بين طفلين عن مدينة لا تنام من وجع في الخاصرة وسلاح مكدس كالغبار ، الآن نرجسة تفي بوعدها تقدم صبحها لتترك الشوارع ، ترسم أشياءها مطراً في سرب غمام وتُسجي عمرك خلف الجرمق نجما من بكاء وسلام ، الآن تنتهي كالحقيقة بين أحيائك الميتين لتردد موطني وترفع الأعلام ، تعاهدها أن تقضي فدائياً إلى أن تعود ، الآن يعبر الموت من ثقب رصاصة صغير في الرأس حطمه العبث والمهانة والفلتان ليحكي الحكاية عن أموات يعبثون بالجماجم ينحرون طفولتك بسكين يابس ليقتلوا الله فيك وسورة الإخلاص ظلاً وطلاً يناديك هناك تعال في انتظارك كانت فلسطين منذ ستون عام لتأخذ مفاتيح بيت جدك وتنام بين القرنفل البلدي في يافا وزهر الرمان في الجولان ترفعك عالياً فوق الألم قرية ، فجراً يحلق بدير ياسين مسربلاً بالقمح والعناوين الصغيرة لطيور مخيم في الشتات ، تقترب أقدامك لينفجر الخوف في وطن لا يغطيه في جوعه إلا العراء والرصاص ، تحاول أن تعود لإخوتك لفراشك لوصايا والدين نسيت أن تراجعها كي لا تموت سريعاً هناك ، حديد عتيق يملأ المكان لا تخفض صوتك ثانية في الغناء لتسمعك قرى الجليل وجبل المكبر حتى يكبر في أهله هناك ، ويروي لغسان كنفاني قصصاً عن أطفال لفلسطين كتبوا الوطن حروفاً من دماء ويرسم لناجي غزة في ثوبها الأخير خيط بارود ودخان قصائد تأكلها النيران وصور لأطفال شهداء كثر معلقة على جدار تستغيث بالفراغ رصاص لمن كل هذا الرصاص








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطلة فيلم -سنو وايت- تخطف الأنظار.. وكريم فهمى يقبل يدها


.. شبكات| الفنانون السوريون يغيرون مواقفهم من بشار الأسد.. كيف




.. رئيس قطاع الهندسة بمدينة الإنتاج الاعلامي من مهرجان البحر ال


.. «نجم المسرح» منصة اكتشاف المواهب الفنية بقيادة «قروب مافيا س




.. فكرة جميلة علشان الجماهير تروح الملاعب وتشجيع فرق كرة القدم