الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمة خيار اخر

جاسم الحلفي

2007 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تتصاعد هذه الايام التهديدات التركية، باجتياح اراضي كردستان العراق، وقراها الآمنة، وتشريد سكان الشريط الحدودي، وجلهم من المزارعين الفقراء، والرعاة البسطاء، خاصة بعد تأكيد وزير الخارجية التركي عبد الله غول مجددا يوم الاحد الفائت، استعداد بلاده لارسال قوات للعراق اذا لم تتعامل القوات الامريكية والعراقية مع حزب العمال الكردستاني.
المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بغداد كاثرين شالو وقالت: لا نتحدث مع حزب العمال وليست لنا أية اتصالات بهم. بينما صرح المسؤولون في العراق مرات مرات، أن ليس لدى العراق اي تعامل مع حزب العمال الكردستاني.
وأذا كان يفهم من طلب غول تدخل القوات العراقية، لكي تلاحق اعضاء حزب العمال الكردستاني، في بشتاشان، وبولي، واشقولكه، وبيانه. فالسيد غول اول العارفين بالاجتياحات التركية للارضي العراقية التي تمت في السابق، لم تتمكن من الوصول الى نيودشت، بل ان القطاعات العسكرية للنظام المباد، لم تتمكن من الوصول الى هذه المناطق، حينما كان النظام في عز قوته، فكيف والقوات العسكرية العراقية الان، لم تتمكن من ضبط الامن في بغداد، لحد هذه اللحظة، فأنى لها ان تصل الى قرى مختفية في غياهب جبل قنديل الرهيب؟ أ لا يبدو الطلب تعجيزيا كما تشير الدلائل.
يبدو ان اراضي العراق اصبحت مستباحة للجميع، وحدوده مفتوحة للتدخلات، ومغرية لمشاريع الاخرين، مشرعة لكل من ينفذ خطته، منفلته لمن يتساوم مع الاخرين اويتصارع معهم.
فالحدود التركية التي لم يعبر إلينا من خلالها الارهاب، يراد من خلالها ان يعبر الينا اجتياح مدان هذه المرة!.
الوقائع تقول ان النظام المباد هو من اسس للاجتياحات العسكرية، فقد اجتاح اراضي ايران، واجتاح اراضي الكويت، كما سمح للقوات التركية باجتياح اراضي العراق ، وكرستها باتفاقية امنية وقعها الطرفان، تقضي بحق كل طرف دخول اراضي الطرف الثاني الى عمق 30 كيلومترا لملاحقة المعارضين.
لقد تصدى الحزب الشيوعي العراقي، وقتذاك، مع قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني لاول اجتياح للقوات التركية لأرض العراق، واستشهد الرفيق النصير البطل ابو فكرت، الذي قاتل ببسالة نادرة، ليكون اول شهيد عراقي في وجه القوات التركية الغازية.
وتوالت الغزوات والاجتياحات التركية، منذ ذلك الحين، بحجة ملاحقة المعارضين الاكراد للسياسة التركية، لكن هذه الاجتياحات، لم تستطع إنجاز شيء يذكر عبر الحل العسكري، الذي جربه النظام المباد كثيرا، واستخدم فيه اقذر الاسلحة واشدها فتكا، فهو لم يهجر ويشرد سكان الشريط الحدودي وحسب، بل تجاوز التهجير مناطق سكنية شاسعة، حتى وصل الى تخوم المدن الكبيرة، لكن تلك السياسات أوصلته الى مأزق كبير، وفشلت في القضاء على قضية شعب، يتطلع الى حقه في حياة عادلة. فالاجتياحات العسكرية التركية السابقة لم تحل المشكلة، بل فاقمتها، وخلفت المزيد من القتلى، والجرحى والمعاقين، مما زاد من عمق الندبات والجروح بين الطرفين.
وإذا كان التصعيد العسكري التركي يراد من خلاله تخفيف الضغوط التي تتعرض لها الحكومة التركية، لتظهر بمظهر القوي المتصلب، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 22 من تموز، لمنافسة القوى القومية المتطرفة، وعبر التلويح بالاجتياح، او الاقدام عليه، فان ذلك لن يخدم مصالح الشعب التركي اطلاقا، ولا يحقق طموحاته .
وان كان من غير المسموح به الحديث عن قضايا تركية داخلية خاصة، فان قضايا الشعوب وعدالتها لم تعد شأنا خاصا.فواجب التضامن، ودعوات السلام، تقتضي ان نضع تجربة بلادنا في متناول يد الاخرين، التي اكدت ان الحرب ليس خيارا للحل، بل ان هناك خيارا اخر، تخفق له قلوب الناس محبة، وتصفق له الشعوب حماسا، انه خيار السلام.
الم اقل للجنرالات الجيش التركي ان ثمة خيار آخر!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة