الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالحوار ومشاركة الجميع نغير ونبني سورية

مازن شريف

2007 / 7 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا شيء يدفع المرء للتفاؤل أكثر من وجود التفاهم والتنسيق بين أبناء الجلدة الواحدة في أصعب الأمور التي نواجهها في هذه الأيام العاصفة التي تهب فيها رياح بين الفينة والأخرى تكاد تقتلعنا من جذورنا ونحن، المعارضين أفرادا وتنظيمات دون استثناء، السبب في إثارتها وحتى إدارتها.

ويبدوا أن الحلم الذي يراود كل منا في هذا المغترب الذي فرض علينا وفي هذه المأساة التي يعيشها اغلب سكان هذا الجزء من العالم (سورية) غير قابل للتحقيق في ظل الظروف الراهنة من التفرقة والتبعثر والتخبط الذي يغمرنا كأفراد معارضين وكتنظيمات غير واضحة المعالم.

ويتساءل المرء دائما كيف لنا أن نخرج من هذا المأزق ؟

فالمعارضة بجميع أطيافها ومكوناتها تتسم بقاسم مشترك هو هدف تغيير النظام ولا شيء أكثر من ذلك، فلا إستراتيجية ما بعد التغيير ولا مخطط للتغيير ولا دقة وشفافية في التعبير عن الطريق المحتملة الواجب علينا جميعا أن نتخذها سبيلا لإجراء إصلاح حقيقي . فعندما نقرأ وثائق جميع التنظيمات السورية المعارضة لا نجد فيها ما يرتقي لطموحاتنا ، هذه الوثائق التي من المفروض علينا أن ندونها بلغة دبلوماسية تتمتع بأفق استراتيجي عالي المهنية بحيث تشمل كافة نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية أيضا .

المطلوب منا كثير، واللوم سيقع في بداية الأمر ونهايته علينا طالما أننا اخترنا هذا العمل المكلف والمتعب (في حال فشلنا أو تقصيرنا عن العمل المشترك لتحقيق أهدافنا الأساسية في التغيير نحو الأفضل) لكن نتائجه الايجابية، بكل الاحوال، ستعود بالنفع على كل السوريين الطامحين للعيش بكرامة وحرية واستقرار بعيدا عن العنف والمواجهات والطائفية السياسية والدينية والعرقية والتي للأسف تتأجج في المشهد السوري يوما بعد يوم بدون وعي وإدراك نتيجة الإهمال لمبدأ المواطنة واستخدام المفردات الدينية من قبل بعض أطياف المعارضة التي تثير مشاعر الكثيرين من أصحاب التوجهات العلمانية أو غيرها، وتؤثر أيضا على من لم تتحفهم المعرفة بان الإنسان هو الأساس والتزامه بمبادئ الاحترام للغير يشكل حافزا قويا للخروج من دائرة العبث والتشهير بالآخر مهما كانت الظروف السياسية والاقتصادية ومهما عانينا من اضطهاد وظلم تحت مظلة قمع الحريات والاستبداد والفساد الذي حول النظام إلى مافيا المال والمحسوبيات بغض النظر عن انتماءاتهم أو معتقداتهم لان الفساد لا يعرف إلا لون واحد فقط هو السواد الأعظم الذي ينهش في عقول وجيوب الفاسدين.

لقد انعكست هذه الحقائق والطموحات على العلاقة بيننا كأفراد معارضين وكتنظيمات وبدأنا نتجنب الخوض في اتصال مباشر فيما بيننا خاصة بعد أن ضمن النظام السوري فترة جديدة تدعمها القوى الدولية وشجعته لرسم خارطة جديدة ستقطع علينا الطريق ما لم نتدارك ذلك في أسرع وقت ممكن.

إن اللقاءات التي جمعت بعض المعارضين السوريين أبدت بشكل واضح مدى تعمق الخلاف القائم بيننا أكثر من أي وقت مضى وفق ما أدركه العديد من زعماء المعارضة، ومقابل التطلعات التي يعتبرها زعماء المعارضة بأنها مشروعة وطبيعية لاستخدام الأوراق الرابحة إلا أن رفضنا استخدام الضغط من قبل البعض على الأخر الذي يمتلك المال والقوة الاقتصادية خارج الحدود (وفي الداخل أيضا) قد يؤجج هذه الخلافات ما لم نسرع في تدارك أي خطر محدق علينا وهذا لن يتحقق إلا بالحوار واستخدام لغة بعيدة عن المطلق والابتزاز لأننا جميعا نواجه نفس المصير بل على العكس من ذلك نحن الذين ندرك بان أموالنا المتواضعة جدا غير قادرة على عقد اجتماع مصغر في أي مكان في هذا العالم نتيجة للتكاليف الباهظة التي تجعل من الموقف أكثر صعوبة . بينما نجد أن أصحاب الأموال (الذين يتقربون من المعارضة) يقفون كالمتفرجين أحيانا ولا يقدمون إلا ما يرونه يتناسب مع أهوائهم وزعاماتهم وهذا ما لا نحبذه عند احد طالما أننا متفقين من حيث المبدأ المعارض للنظام وهذا لا يكفي لان زهرة في بستان لا تعني بان الربيع قادم.

إن غياب النوايا الصادقة في تشكيل تجمع سوري معارض ينعكس سلبا على جميع أطياف المعارضة بدون استثناء لان الصورة لدى البعض ما تزال في غموض وغير قابلة على استقطاب الوجوه المتنورة والمثقفة وهذا ما يربكها إلى ابعد حد رغم أن اعتمادنا على دعم ومساندة من قبل الغرب هو بالحقيقة فشل قاسي وصعب بالنسبة لنا لان التغيير لن يتم إلا بأيد سورية شريفة ولن يتحرك الشارع السوري لمصلحة التغيير ما لم يجد أن هناك تنسيقا وموقفا موحدا لأبناء سورية المعارضين سواء داخل وخارج الوطن.

اكرر دعوتي إلى كافة أطياف المعارضة بجميع أشكالها السياسية والاجتماعية وتركيباتها إلى عقد جلسة للصلح والحوار لتقوية الصفوف وتعزيز دورها من خلال نشر هذا الدور البناء عن طريق المثقفين والمتنورين من أصحاب الكفاءات العالية وبالظهور على شاشات الفضائيات كممثلين شرعيين لكافة أوجه المعارضة وتركيباتها المختلفة لنكون قوة حقيقية بعيدة عن الشبهات كي نستطيع كسب ثقة المواطن الذي يحلم بالتغيير والعيش بحرية في وطن يحترم ويقدس الحريات وحق كل إنسان للعيش بسلام وهدوء. وهل يصعب علينا أن نؤسس فضائية حرة للمعارضة نشارك فيها جميعا؟.

كما اكرر ندائي إلى كل المعارضين الشرفاء أن يتوجهوا إلى بعضهم البعض بخطط إستراتيجية مدعومة بأبحاث ودراسات نتفق على صياغتها مجتمعين لتحديد دور كل منا في مسيرة العمل السياسي من اجل الحصول على الحرية، ولندعم بعضنا البعض بغض النظر عن اختلاف أيدلوجياتنا وأفكارنا، بعيدا عن التطرف بأي شكل من الأشكال وتفاديا لأي مظهر من المظاهر التي من الممكن أن نبتلي بها ونحن نعمل كتفا إلى كتف وساعدا إلى ساعد ضمن وتيرة مقبولة من الجميع لكسر الجمود في علاقاتنا لان أي انحدار عن هذا المشروع الإصلاحي سندفع جميعا ثمنه وسنفقد الكثير مما حصدناه حتى الآن ولن يصب إلا في خانة النظام القمعي المستبد والمستفيد الأول والأخير من ضعفنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو