الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسكر على مين

سليم البيك

2007 / 7 / 6
القضية الفلسطينية


هنالك حيث أعمل، فرّاش هندي اسمه عسكر. لست أكيداً من لفظة الاسم في الهندية، ولكننا بالعربي نناديه عسكر، كما أنني لست أكيداً إن كان الاسم هذا هو اسمه في بطاقة الهوية أم أنه اسم "حركي". كلما احتدّ عدوان العسكر الاسرائيلي على شعبي في الضفة الغربية وقطاع غزة كنت أغني لعسكر: أنا شعبي أكبر يا عسكر. لا أعتقد بأنه حتى الآن يفهم كلماتي هذه، ولا أدري ما كان يقول في سره حين أرفع صوتي وأنغّم الجملة، لكنه يعرف بأنني لا أشتمه، وهذا ما يهمه. العبارة هذه كنت قرأتها في كتاب صادر عن دار النهار، يحوي مقالات مجمّعة للشهيد سمير قصير، واستعرت من الكتاب عنوانه لأعنون مقالي هذا به.

في الآونة الأخيرة لم يعد عسكر يسمع هذه العبارة. ربما لا يشعر بذلك، ولكنني لحظت بأنني لم أعد أغنيها. فكرت في نفسي بأن السبب قد يُعزى لتراجع وتيرة الاجتياحات والاغتيالات والاعتقالات والقصف الاسرائيلي "على أبو جنب". وأبو جنب هذا، بالمناسبة، ليس من قيادات المقاومة الفلسطينية. القصف "على أبو جنب" يعني القصف العشوائي على المدنيين الفلسطينيين، إلى أن ينال العسكر الاسرائيلي من "جنب" و أبيه!

ولكن، يبدو أن الفلسطينيين أمعنوا أكثر في النيل من "جنب" و أبيه. واستحلّ الفلسطينيون في حركتي فتح وحماس اجتياح حارات بعضهما، واغتيال واعتقال وقصف "آخرينهما" من الفلسطينيين، و"على أبو جنب". فشعبي أكبر مِن مَن هنا؟ أكبر من بعضه؟ أكبر من نفسه؟ ومن هو شعبي هنا؟ فتح بأخطائها وفسادها؟ حماس بخطاياها وجرائمها وفظائعها؟ أم أنّ من تبقى منهما هو شعبي؟

الآن أخجل من تنغيم "أنا شعبي أكبر يا عسكر"، لا لأني لا أجد من نحن أكبر منه، بل لأني بتّ أشك، أصلاً، في كلمتَي "شعبي" و"أكبر". وآمل بأن لا يسألني صديقي عسكر عنها، لأني أخجل من غنائها الآن، حتى في الحمّام.

أنهى سمير مقالته بالسؤال: من يضمن أن لا يؤدي سوء استخدام سلطة العسكر إلى أن يتساءل أحد غداً: عسكر على مين؟ وأن يجيب: على الآمنين؟

ما كان عندنا في غزة والضفة آمنين، وحالة اللاأمن هذه ستستقر أكثر مع حماس-ستان في غزة، وفتح-لاند في الضفة، و هم العسكر الآن، وسأعدّل قليلا في العبارة فأغني: وأنا شعبي أكبر منكم أنتم يا عسكر.
كاتب فلسطيني مقيم في ابو ظبي
www.horria.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي القرية المدفونة: عيسى المعلمي Vs. مصعب الكيومي - نقطة ا


.. بلينكن يؤكد أن نتنياهو -أعاد تأكيد التزامه- باقتراح وقف إطلا




.. بحسب دراسة علمية.. الفيلة تنادي بعضها البعض بأسمائها!!


.. غزة: بلينكن يعتبر بيان حماس المؤيد لوقف إطلاق النار بادرة تب




.. مؤتمر في برلين من أجل إعادة إعمار أوكرانيا • فرانس 24