الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنسيق الإستخباراتي الأردني/الامريكي:بين طرح العمالة،واستحضار الجدوى المصلحي وحده

خالد ديمال

2007 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ظهرت على واجهة الأحداث عملية تنسيق استخبارية بين كل من الأردن وأمريكا وإسرائيل (عقب زيارة رئيسة الكنيست الإسرائيلي للأردن)، وهناك كثير من المحللين السياسيين من اعتبروا المبادرة ارتماءا في أحضان أمريكا، فيها نوع من الخيانة والتزلف ضد القضايا العربية الكبرى،وعلى رأسها المقاومة،والإلتفاف عليها في كل من لبنان، وفلسطين ،والعراق،ورأوا فيها القطرة التي أفاضت الكأس.وهي تعود بجذورها إلى الوراء، وليست وليدة اليوم فقط، حيث اعتبر تقرير لكارتر أن الملك حسين (ملك الأردن)، لم يكن يتوانى في تلقي الدولارات على حساب القضية العربية.فيما رأت جهات أردنية رسمية،في معرض تعقيبها على ذلك،أن الملايين التي تلقاها الملك حسين هي نوع من تقاطع المصالح،وليس على خلفية العمالة،فيما اعتبر ت مواقف رافضة لهذا التفسير،أن التحالف هو ضد المقاومة ،وليس تعبيرا عن مصالح( ربما هي مصلحة أنظمة مستسلمة ضد المقاومة)، وإلا ما تفسير وجود قواعد عسكرية في الخليج، والوطن العربي. هو تعاون مكشوف وتنسيق بين ، تؤكد بعض التقارير.
فلماذا كل هذا التنسيق،خاصة وأنه لايخدم مصلحة الشعب، بل مجمل الشعوب العربية؟..
إن الهدف غير المعلن هو تطويق المقاومة في العراق،وفي مقابل ذلك حصار إيران، وبالتالي ضرب إمكانيات المنطقة لبقاء قوة إسرائيل لخدمة مصالح الغرب، ولذلك تريد أمريكا التصعيد، مستغلة انهيار الإرادة العربية في مقابل الهيمنة الأمريكية.
ولتحقيق غاية الهيمنة،تبقى الأردن هي المزود الرئيسي للمعلومات للأجهزة الإستخبارية لمصلحة إسرائيل وأمريكا. والتطابق الذي تفسره معطيات الميدان ،تنفيه التصريحات التي تريد أن تضفي مسوحات إيجابية على فحوى التقارب ،وتجسده في لمسة إيجابية ،تفرغ العمالة من معناها ،وتستحضر الجدوى المصلحي وحده بين الأطراف المتصارعة ،لفائدة التطابق بحد ذاته، ومبرراته الإستراتيجية، خاصة وأن جهات رسمية أردنية تؤكد الإرتباط بالمقاومة كقضية ،وتنسجه على منوال التعارض مع بعض الأنظمة الحاكمة ،ضاربة بحسنين هيكل مثالا على ذلك،معتبرة إياه أنه كان حلقة وصل بين عبد الناصر وأمريكا،دون اعتباره عميلا،فهناك ،في خانة المبررات " وجود مصالح تفرض التحالف "، وبالتالي فهناك معلومات معلنة ومعروفة،ولا يوجد سبب لإخفاء المعلومات.
بل أكثر من ذلك ،فحافظ الأسد حضر جنازة الملك حسين دون إيلاء أي اعتبار لفحوى العمالة وماضي الصراع بينهما في نوعية العلاقة مع إسرائيل. فالأردن تقول أن هناك فرقا بين الإتصال والتحالف، ولذلك لا يجب خلط الأوراق، ولا يجب الخلط بين التعاون الأمني والإستخباري،وكذلك اللوجيستي والإتصال،فلا أحد قال يوما،أن عبد الناصر تعاون استخباريا مع أمريكا.. ولأن هناك سقوطا مدويا في النظام العربي القومي، فإن العدو ينقلب إلى صديق، وتتطور العلاقة معه لتصل إلى تحالف.( إن الخيار الإستراتيجي هو الحفاظ على الأمن القومي العربي، وضد ذلك هو أمر غير مفهوم)، والموقع الجغرافي للأردن يفرض ذلك.
تعاون المخابرات الأردنية مع نظيرتها الأمريكية ليس وليد اليوم، بل يعود إلى حرب أكتوبر.
في عودة سريعة إلى تاريخ الصراع العربي / الإسرائيلي ،نجد ما يؤكد هذا التقارب الأردني / الأمريكي،فيما يرتبط بالتعاون الإستخباراتي،فتقارير عدة تؤكد أن حرب أكتوبر1967،عرفت تهريب16طائرة أردنية إلى تركيا ،وقد كان مبرر الأردن في هذا التهريب ،هو تفادي سقوطها بين أيدي عبد الناصر،خوفا من استعمالها من طرف هذا الأخير ضد إسرائيل مقابل صفقة أمريكية.ولم يصدر عن الأردن ما ينفي أو يؤكد ذلك،وتبقى حجها الوحيدة في معرض تعقيبها على الإتهامات، هو أن التفاوض الذي تنهجه في علاقتها مع إسرائيل،وتعاونها الأمني كذلك،هو من أجل الحفاظ على مصالح الأردن ،خاصة وأنها مهددة دوما من طرف إسرائيل.ففي إسرائيل،هناك من يزعم أن الأردن هي جزء من أرض إسرائيل الكبرى. ولأن النظام القومي العربي ( الأمني بخاصة)عرف سقوطا مدويا، فإن الأردن ليس وحده في الجريمة، فهناك أنظمة أخرى ارتكبت نفس الجريمة، فقط تتفاوت النسب، وتختلف الدرجات، والتنسيق هو فقط للحفاظ على كيان الأردن، ووجوده السياسي.فيما ذهبت آراء إلى اعتبار هذا التنسيق أمر غير عادي ،ولا تبرير له،بل هو استسلام غير مبرر لإسرائيل وأمريكا،وهو أمر يعكس لا محالة أن الأنظمة في جانب،بينما الشعوب في جانب آخر،مما يفسر أن حسابات الحقل ليست مطابقة دائما لحسابات البيدر،أي أن المسؤول عن مصير الأمة يحتاج دوما إلى مواقف.بهذه الكيفية،كيف تكون المواجهة؟..
إن ما تقوم به الأردن،هو مخطط ممنهج لعزل خيار المقاومة،والقضية برمتها هي قضية مقعد السلطة،فهي تستند على أمريكا لضمان الإستمرار في السلطة.في اللحظة التي تنقل وسائل الإعلام مواصفات إيجابية لملك الأردن خاصة عندما تتطرق لمسألة التواصل مع إسرائيل دون أن يتوج ذلك بزيارته لها،بل أن الأردن لم يحصل أن قدم تنازلات لإسرائيل ،بل هو الذي يطالبها بتقديم التنازل.
يحدث هذا عندنا نحن العرب، مواقف ،ومواقف مضادة لتبرير العجز والخنوع،فلماذا لا نكون مثل بعض حكام أمريكا اللاتينية،فهوغو شافيز ارتبط بشعبه،بالحفاظ على على مصالح شعبه في مواجهة أمريكا،هذا هو درس التاريخ،يجب أن نوفر قائدا من هذا النوع،يقدر شعبه،ويعرف كيف يواجه شعبه،وأعداء شعبه،لكن عندنا في الوطن العربي،الأمر يختلف كثيرا،فرغم الإمكانيات الكبيرة في العالم العربي مقارنة بتلك الموجودة بأمريكا اللاتينية،إلا أن الفرق هو أن الحكام في أمريكا اللاتينية انتخبوا من طرف شعوبهم ،أما العرب ،فالتوريث حتى في الرئاسيات يسري في دمائهم،ويعز عليهم تركه إلى حين،فالحاكم العربي يحكم من المهد إلى اللحد،ولذلك خاصموا أول تجربة ديمقراطية جنينية عربية بموريتانيا،بمقاطعة حفل تنصيب ولد الشيخ،أول رئيس عربي يصل إلى السلطة عن طريق صناديق الإقتراع،بعد تخلي الجيش وتنحيه عن الحكم،مخافة أن تصلهم العدوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح