الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باريس عاصمة السينما

صلاح سرميني

2007 / 7 / 7
الادب والفن



العروض السينمائية في الصالات التجارية
500 فيلم جديد, ومئات الأفلام القديمة تُعرض في 361 صالة

محظوظٌ الصحفيّ, أو الناقد السينمائيّ الذي يسافر إلى (كان) ليُتابع مهرجانها الأشهر, فهو بالإضافة لاستمتاعه بالمدينة, وشاطئها, وأجوائها الاحتفالية المُتواصلة ليلاً, ونهاراً في أركانها العلنية, والمُستترة, بإمكانه مشاهدة حوالي أربعين فيلماً طويلاًُ (بمعدل وسطيّ) من أحدث, وأفضل الإنتاج السينمائي العالمي, تثري ثقافته السينمائية, وتصبح ذخيرةً له يكتب عنها طوال العام بانتظار الدورة التالية للمهرجان.
ولكن, كلّ من حالفه الحظّ, وذهب مرةً واحدة ـ على الأقلّ ـ إلى (كان), يعرف التكلفة الباهظة لمجموع تلك المتع الشخصية, والاحترافية التي ينالها.
حيث يتحمّل الضيوف من الصحفيين, والنقاد مصاريف النقل, والإقامة, ولا يقدم لهم المهرجان أكثر من (بطاقة الاعتماد) التي تختلف أولويتها من واحد إلى آخر وُفق أهمية المنبر الإعلامي الذي يُمثله : إذاعةٌ مسموعة, قناةٌ تلفزيونية, موقعٌ إلكترونيّ, مطبوعةٌ ورقيةٌ يومية/أسبوعية/ شهرية/أو فصلية,..وأهمّ من هذا كله, حجم التغطية نفسها.
يُقال(ولم أتحقق من هذا الأمر بعد), بأنّ عدداً قليلاً من الصحفيين, والنقاد يحصلون على تعويضات من المهرجان تكفي بعض نفقات إقامتهم, ومن هؤلاء المصريّ (سمير فريد), والذي يحصل أيضاً على بطاقة اعتماد (بيضاء) تسمح له بالدخول إلى أيّ صالة يشاء, وقبل أيّ شخص ينتظر في طوابير طويلة لساعات.
وقد تعودت بدوريّ على أسئلة البعض ممن يتابعون المهرجان, وآخرين يحلمون بمتابعته :
ـ سوف تذهب إلى كان ؟ هل ذهبتَ إلى كان ؟ لماذا لا تأتي إلى كان, وهي على بعد ساعات من باريس ؟...
كانت, وما تزال إجابتي الصريحة, البسيطة, والحاسمة, بأنني لا أستطيع تحمّل مصاريف هذا المهرجان العتيدّ, وتُقدر ـ بالنسبة لي ـ بحوالي 1000 يورو كحدّ أدنى, حيث ينفق غيري آلافاً, ومع ذلك يُعادل هذا المبلغ أجرة بيتي لشهريّن, ونفقاتي المعيشية لأسبوعيّن, وبما أنني لا أعمل رسمياً في صحيفة, أو مجلة, أو شركة خاصة, أو عامّة, ولن تعوضني تغطيتي الصحفية المُفترضة في مطبوعة تدفع ( هذا إن لم يسبقني غيري إليها) أكثرَ من 20% من هذا المبلغ, وبما أنني لستُ مفتوناً بسحر كان(المهرجان, والمدينة) كي أنفذ نصيحة صحفيّ مصري بالإقامة في خيمة بالقرب من الشاطئ, ولستُ أجيراً, أو مُستأجراً عند أحدِّ من السينمائيين كي يدعم رحلتي هذه, ولا حتى عند ذاك المخرج السعودي الغلبان (علي الأمير) الذي كتبتُ عن فيلمه (طفلة السماء), وقضيته المُختلقة مع الكاتبة السورية (سمر يزبك), فأصبحتُ في نظر مناضلِ, ومدافعِ عن حرية الفكر, والرأيّ, وحقوق الإنسان محامياً, ومرتزقاً, ...وحتى قليل الأدب, ولم أنل تلك (الأوسمة) لأنني أنصفتُ الاثنيّن, أو واحداً منهما على حساب الآخر, ولكن, لأنني (فقط) أهملتُ الردّ على رسالة منه يكشف فيها عن (حقائقه).
وبما أنني (دخيلٌ) على النقد السينمائيّ, (وهو منيّ براء), كما كتب يوماً مناضلٌ سينمائيّ آخر في مدوّنته, فقد تخيّرتُ بأن أتركهم يناضلون كما يشاءون, وأبقى وحدي في (باريس) منزوياً في صالاتها المُضيئة.
ببساطة شديدة, محظوظٌ من يذهب إلى (كان), ولكن, محظوظٌ آلاف المرات من يعيش في (باريس) عاصمة السينما التي تغادرها الأفلام مؤقتاً إلى (كان), وتعود إليها حالما تنتهي أيامه .
ومن الطريف بأن أُلخصّ محادثةً تلفونيةً مع صديق كان يستفسر عن أخباري, فقلتُ له بعفوية: إنني حالياً أشاهد أفلام مهرجان كان, وقبل أن يفقعَ ضحكةً عالية, ويردّ بلهجته الإماراتية : ما هذه الخرابيط التي تقولها, شرحتُ له بأن الصالات الفرنسية, ومنذ اليوم الأول لمهرجان كان, بدأت تبرمج بعض أفلام المُسابقة الرسمية, والبقية في طريقها للعرض خلال الأسابيع القادمة, وقبل تاريخ انعقاد المهرجان بأيام, شاهدنا في عروض صحفية أفلام (الأسبوع الدوليّ للنقاد) الذي تنظمه (النقابة الفرنسية للنقاد), وسوف يعاد عرضها مرة أخرى في السينماتيك الفرنسية, بينما عرضت في صالة باريسية أفلام (أسبوعيّ أفلام المخرجين) الذي تنظمه (مؤسسة مخرجي الأفلام) في فرنسا, وعرضت صالة باريسية أخرى أفلام قسم (نظرة خاصة), أما الأفلام الأخرى التي عُرضت في (سوق الفيلم), فسوف يأتي دور الكثير منها في عروض تجارية خلال الأسابيع, والشهور القادمة.
ليس المقصود هنا الحديث عن انتقال أفلام مهرجان (كان) إلى (باريس), والمدن الفرنسية الأخرى, ولكنها مقدمةٌ ضروريةٌ (ربما) للحديث عن العروض السينمائية في الصالات التجارية التي يذهب إليها المتفرج, ويدفع ثمن تذكرة الدخول لمُشاهدة فيلم ما.
وفي رصدي التوثيقيّ هذا, سوف أستبعد كلّ العروض السينمائية الثقافية الهدف, تلك التي تشكل نشاطات منتظمة للمهرجانات السينمائية الباريسية الصغيرة, والكبيرة, السينماتيك الفرنسية, مركز جورج بومبيدو, المراكز الثقافية العربية, والأجنبية, المتاحف, النوادي, الجامعات, والمراكز البحثية,.

****
تنقسمُ العاصمة (باريس) إلى (20) منطقة إدارية, ويتوزع في كلّ واحدة منها عدداً من الصالات, والمُجمّعات السينمائية, وُفق المُعطيات التالية (أو الجدول المُرفق) :
المنطقة الأولى ـ عدد المجمعات 2 ـ عدد الصالات 26
المنطقة الثانية ـ عدد المجمعات 1ـ عدد الصالات 7
المنطقة الثالثة ـ عدد المجمعات 1ـ عدد الصالات 6
المنطقة الرابعة ـ عدد المجمعات 1ـ عدد الصالات 2
المنطقة الخامسة ـ عدد المجمعات 12ـ عدد الصالات 19
المنطقة السادسة ـ عدد المجمعات 15ـ عدد الصالات 46
المنطقة السابعة ـ عدد المجمعات 1 ـ عدد الصالات 2
المنطقة الثامنة ـ عدد المجمعات 8 ـ عدد الصالات 42
المنطقة التاسعة ـ عدد المجمعات 5ـ عدد الصالات 27
المنطقة العاشرة ـ عدد المجمعات 3ـ عدد الصالات 3
المنطقة الحادية عشر ـ عدد المجمعات 2ـ عدد الصالات 7
المنطقة الثانية عشر ـ عدد المجمعات 3ـ عدد الصالات 29
المنطقة الثالثة عشر ـ عدد المجمعات4 ـ عدد الصالات 27
المنطقة الرابعة عشر ـ عدد المجمعات 8ـ عدد الصالات 42
المنطقة الخامسة عشر ـ عدد المجمعات 6 ـ عدد الصالات 32
المنطقة السادسة عشر ـ عدد المجمعات 1 ـ عدد الصالات 3
المنطقة السابعة عشر ـ عدد المجمعات 3ـ عدد الصالات 8
المنطقة الثامنة عشر ـ عدد المجمعات 2 ـ عدد الصالات 13
المنطقة التاسعة عشر ـ عدد المجمعات 3 ـ عدد الصالات 14
المنطقة العشرون ـ عدد المجمعات 1ـ عدد الصالات 6
المجموع ـ عدد المجمعات 83ـ عدد الصالات 361

تبدأ دورة التجديد الأسبوعية للصالات التجارية الفرنسية كلّ يوم أربعاء (ما عدا استثناءات قليلة جداً مرتبطة بعروض عالمية مُوحدة, أو بمواعيد عروضها في مهرجان كان), وتستضيف شاشاتها أسبوعياً حوالي عشرة أفلام جديدة من الإنتاج العالميّ (بمجموع حوالي 500 فيلم سنوياً), وتستمر عروضها وُفق معدلات الإقبال على مشاهدتها, ومن ثمّ تتراجع إلى الصفوف الخلفية, ويحلّ مكانها أفلام جديدة, ولكنها لا تختفي تماماً, إذّ يستمر عرضها لشهور أخرى في الصالات المُستقلة في عروض يومية منتظمة, أو عرضاً يومياً واحداً, وفي آخر المطاف, تكمل مسيرتها في إطار مهرجانات, وأسابيع, واستعادات, وتيمات, وتكريم ممثلين, أو مخرجين .
وفي نفس اللحظات التي أكتب فيها قراءتي هذه( أيّ الاثنين 4/6/2007) هناك (257) فيلماً روائيا,ً وتسجيلياً طويلاً, قديماً, وجديداً تُعرض في الصالات الباريسية.
وطوال العام, تحرص الصالات الصغيرة المُستقلة على إثراء العروض التجارية ببرمجة مُتنوعة, ومُوازية للأفلام الجديدة التي تقدمها المُجمّعات الكبيرة التابعة لشركات عملاقة, وذلك للمحافظة على خصوصيتها, واستقلاليتها, واستقطاب المتفرجين إليها, وجذب عشاق السينما المُتبصرين إلى مخرجين, وأفلام خرجت من دورتها التقليدية, ويمكن الإشارة إلى ما يُعرض منها (خلال الفترة من 30مايو, وحتى 6 يونيو2007) :
21 فيلماً كوميدياً, 21 فيلماً تشويقياً, المعشوقة أودري هيبورن, آلان غورودي, والويسترن على الطريق الفرنسية, أتوم إيغويان, كلود سوتيه وطعم الآخرين, في ظلّ كبار هوليوود, دافيد لينش, حالةٌ مستعجلة, فيديريكو فيليني, مهرجان الفيلم الروسي, تكريم فريست وايتكر, تكريم موريس بيالا, الهند: أدبٌ, وسينما, جيا زانغ كي, جوزيف مانكوفيتش, من روائع أفلام التشويق, من روائع أفلام الويسترن, أمسيات المانغا اليابانية, ميكيل أنجلو أنطونيوني, ليلة غوس فان سانت, بيير باولو بازوليني, أفلام قصيرة, راينر فرنر فاسبندر, رافائيل نجاري : كلمة الظلال, أسبوعا أفلام المخرجين لمهرجان كان2007, روبرتو روسوليني, لو كان يا مكان, ساشا غيتري, حول مهرجان آنسي لأفلام التحريك, تيري وليامز, أفلام قسم (نظرة خاصة) لمهرجان كان2007, فيتوريو دي سيكا.

هامش : المعلومات الإحصائية الواردة في هذا التقرير غير رسمية, وتمّ العثور عليها بجهدّ ذاتيّ من الدليل الإعلانيّ الأسبوعيّ المُسمىّ(L Officiel du Spectacle), ويمكن ترجمته بالدليل الرسميّ للعروض بكافة أنواعها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب