الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((أبارتهايد)) في الرملة

رانية مرجية

2007 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



عند دخولك لحي المحطة – فليفلة بالرملة ينتابك شعور بالغضب الممزوج بالخوف وأحيانا اللعنة، ترى إمامك أطفالا تلعب حفاة الأقدام والقذارة منتشرة في كل حدب وصوب وسكة الحديد البعيدة عن بيوت الحي بـ4 او5 أمتار حيث قضى عليها أكثر من ثمانية أطفال حتفهم في السنوات الماضية، كل هذا يجعلك تسأل بينك وبين نفسك إلى متى سيبقى السكان في الحي يعانون ويدفعون ثمنا باهظا نتيجة سياسة التضييق والتهميش التي تنتهجها السلطات ضد التواجد العربي.
البيوت قائمة من قبل الـ48
يعيش في حي المحطة قرابة الأربعين عائلة وحسب الإحصاءات الأخيرة يسكن الحي 186 نفرا، البيوت بالحي قائمة من قبل الـ48 واغلب السكان هناك يعيشون ببيت تابع لشركة العميدار وحتى يومنا هذا الحي لا يتلقى أي نوع من أنواع الخدمات رغم أن السكان يدفعون الارنونا للبلدية ورغم أنهم يدفعون الإيجارات للعميدار.
وليس سرا أن هدف إتباع هذه السياسة في الحي والذي هو نموذج لكل الأحياء العربية في مدينة الرملة هو الترحيل والتشريد وموقف البلدية واضح بالنسبة لبقية حي المحطة وهذا الموقف نابع من الخارطة الهيكلية لمدينة الرملة سنة 1972 بحجة أنها ارض زراعية هذه الخارطة التي تجاهلت وجود المواطنين العرب فهم خارج الحسابات على هذه الخارطة العنصرية والهدف إحباطهم وتشريدهم.

ولا اخفي أبدا أن لو لا مرافقة العاملة الجماهيرية لي رنا عويضي للحي لغادرت من الوهلة الأولى بسبب المسار الشاق الذي كان علي أن أسيره على الأقدام والعراقيل وصفائح النفايات، فالبلدية لا تقدم أي خدمات ومبررها انه غير معترف فيه.
كلنا مهددون
ولحظة دخولنا الحي صادفنا يوسف أبو سبيت أب لعدد من الأطفال قي بداية الأربعينات من عمره وفقد ابن له جراء حادث دهس في سنة 2000 يدعى أمير وكذلك فقد اخيه قبل 14 عاما.
حدثنا والحسرة تملئ قلبه بقوله" لا احد يهتم بنا أو يكترث بنا فالقطار يأتي إلى هنا بسرعة دون أن يصفر ولا نعلم انه قادم الأمر الذي يعني أننا كلنا مهددون ومعرضون للموت ويتابع لماذا لايوفرون لنا ممرا آمنا لماذا لا يقومون بتسييج المكان فإبني مات بسبب إهمال كبير آه ماذا سأقول لو كان خط سكة الحديد مسيحا لما حرمت من ابني وحرم إخوانه منه.

أما سليمان أبو قطيفان وهو أب لأربعة أطفال فقال للمدينة" نعاني خطرا شديدا حتى نحن الكبار عندما نمر من مكان لأخر نضطر المرور من على سكة الحديد والوضع الجغرافي هو مثير للاستياء وهذه سياسة التضييق المعتمد، وضع البنية سيء جدا فقد بنيت معظم البيوت منذ أكثر من سبعين عاما لا نستطيع أن نضع حتى حجرا اونزيح حجرا، البيوت آيلة للسقوط يقولون أن المكان يجب أن يشهد ترحيلا منذ 27 عاما ونحن نسمع ذات الكلام وأضاف رغم أننا كسبنا قرار المحكمة بتوفيرسفريات للأطفال إلا أننا استلمنا رسالة من رئيس البلدية لافي يعلمنا انه ابتداء من السنة الدراسية الجديدة ستوقف البلدية السفريات من الحي للمدارس وسيعودوا الأطفال لنفس المعاناة، الآن صيف وأنا لا ادع أولادي يخرجون خارج نطاق "الحوش" لأنني أخاف عليهم وان كان عليهم أن يخرجوا للبلد دائما أكون مشغول البال اسمحوا لي أن اسأل! السنا سكان الدولة؟ ألا يحق لنا ابسط الحقوق، السكن بكرامة والخدمات الاجتماعية فليهتم احد بنا نحن منسيون نحن أصحاب حق.

رائدة سبيت وسهام سبيت حالتهما تجعل حتى الحجر يبكي، حين دخلت البيت بمرافقة العاملة الجماهيرية رنا العوضي بدأن بالحديث" لا احد من أعضاء البلدية العرب أو أعضاء الكنيست العرب يسأل أو يهتم أو يكترث لأمرنا وحدها رنا عويضي وبثينة ضبيط من شاتيل يهتموا لأمرنا ينظموا لنا ولأولادنا أيام تعليمية ورحل ومن فترة وضعوا بعض الألعاب، اليهود يوفروا لهم البيوت أما نحن فيريدون إخراجنا دون تعويض انه تمييز صارخ.
منذ أيام قامت نساء الحي والأطفال والرجال بكتابة رسالة لرئيس البلدية نشرح له أحوالنا إلا انه رد علينا أننا موجودين بحي غير معترف فيه لا يستطيع أن يساعدنا ويجب علينا أن نغادر المكان لأنه يشكل خطرا علينا إلى أين سنذهب إلى أين !!!!!!!

ماذا يقول الصغار؟
استوقفني الملائكة الصغار في الحي وقالوا لي" لو كنا يهود هل كنا سنواجه نفس المصير وتقول إحدى الفتيات الصغار" منذ أيام كدت أن اغرق ببئر للبيوف إلا أن إحدى السيدات مرت بالصدفة من هنالك وانتشلتني، أنا لا أحب المكان تضيف إسلام ابنة التاسعة التي تتعلم بمدرسة الأمل وتذهب إليها سيرا على الأقدام كم أتمنى أن أعيش بحي بالرملة حتى أستطيع أن العب فيه كباقي الأطفال دون خوف.
أما الطفلة نور وهي في الثانية عشر قالت" ليتني كنت كبيرة لعملت ليل نهار لأغادر المكان
تستوقفني إحدى الصبايا بالحي وتقول لي، يتردد على هذا الحي أثناء الليل الشاذين ويمارسون شذوذهم والمدمنين على المخدرات ويتحرشون بالبنات هناك لهذا لا يوجد امن للبنت أن تسير بالحي بعد السابعة مساءا.
مركزة مشروع شاتيل المهندسة بثينة ضبيط قالت للمدينة" لقد وضعت جمعية شاتيل في سلم أولوياتها أن تهتم بهذا الحي لأن هذا الحي بالذات يمثل استهتار المؤسسات والبلديات في حياة السكان العرب فعملنا مخيمات داخل الحي وملعب للأطفال بمساعدة جمعية تعايش وجمعيات أخرى، اليوم نحن نركز على تخطيط بديل لهذا الحي وبادرنا لإبراز قضايا الأحياء بالمدن المختلطة الغير معترف فيها وبادرنا لتمكين نساء الحي ذاتيا واقتصاديا وكتبنا رسالة لرئيس البلدية مع النساء والأطفال وسنذهب للكنيست لعرض خطورة السكن بالمحطة وكما أسلفت سابقا بادرنا لخرائط بديلة للحي بمشاركة نساء وأطفال ورجال الحي والذي يخطط المشروع هنا يوسف جبارين من حيفا.

بلدية الرملة: الحي غير وارد بالخارطة
توجهت المدينة لرئيس بلدية الرملة مستفسرة حول إهماله للحي وكانت إجابته سريعة وصريحة لا يوجد حل للمشاكل في هذا الحي فهو غير وارد بالخارطة.

من هنا يتضح أن لافي ينتهج هذا الأسلوب لأنه يسعى أن يغادر العرب المحطة دون تعويض كون المنطقة مذكورة كمنطقة زراعية ولا مجال أخر امام السكان ألا الرحيل.
ومن خلال إطلاع المدينة لملفات وبروتوكولات البلدية يتضح أن عضو البلدية السابق ميخائيل فانوس ناضل بشتى الطرق لكي يتم الاعتراف بالحي لكن كان هذا عبثا وخلال مقابلة له في جريدة هاريتس بسنوات 2000 اتضح انه حاول أن يغير الخريطة وان يؤثر على رئيس البلدية يوئيل لافي بالاعتراف بالحي أو خروج الناس من الحي بواسطة وتعويضهم إلا انه لم يتم أي من هذا حتى أن قسم كبير من السكان آنذاك عبروا عن استعدادهم لمغادرة البيوت مقابل بيوت بأماكن أخرى ولكن لافي رفض.

*اخبار المدينة-اسبوعية حرة لمنطقة يافا,اللد والرملة-العدد30- الجمعة6 تموز2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن