الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العائلة التي دمرت لبنان

سلطان الرفاعي

2007 / 7 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من يذكر لبنان ، قبل قدوم هذه العائلة ؟ كان اسمه لبنان ، سويسرا الشرق ، منارة العلوم والحضارة ، مركز الإعلام العربي ، منبع الحرية والديمقراطية . جنة السياحة ، قبلة العرب . مركز الفن والفنون ، نبع الثقافة ، مضيف المؤتمرات الثقافية والفنية والعلمية .مهرجان بيت الدين ، مهرجان بعلبك ، مهرجان صور . مهرجانات جبيل --- البحر والجبل ، الصيف والشتاء ، الماء والهواء ---- كل هذا كان جزء من لبنا ن، لأن لبنان كان أكبر .

وأطل الحريري الأول ، مرتديا العباءة السعودية ، في هيئة تاجر سلاح ، يورد الأسلحة ، خوفا من أن يخمد لهيب الحرب الأهلية اللبنانية . أسلحة للقوات اللبنانية ، وأسلحة للقوات الفلسطينية ، وكيف يستقيم هذا ؟ ليس مهما ، المهم أن تبقى الحرائق مشتعلة ، ويبقى لبنان يتمزق .
ويخلع عباءة تاجر الأسلحة ، ويركض ليحمل ، جهاز الاطفاء ، ويُُُُسارع الى الطائف ، ليُطفئ ما أشعل ، وليضع الألغام للأيام القادمة .
في الطائف ، يدفع ، وأيضا لجماعة القوات ، ولكل النواب ، ما يكفيهم ، عناء ومشقة القيل والقال ، ويوافق الجميع ، على بيع امتيازات رئيس الجمهورية المسيحي ، في خطوة اولى .
الجسد اللبناني ، وقد تم البدء ، ببيع أعضاءه ، بدأ يترنح ، ويعاني من سقم وهزال .
الجسد اللبناني ، والذي كان يعتمد على الأطباء والمهندسين والصيادلة والأساتذة ، والذين كانت أغلبيتهم من المسيحيين .
الخطة الثالثة ، والتي مارسها الحريري ، هي ارسال أعداد كبيرة من الطلاب المسلمين الى الخارج لكي يُتموا تعليمهم ، ويعودوا لكي يحاربوا معه في معركته ضد (المتنورين المسيحيين ) . ومن اجل ذر الغبار على العيون ، لا مانع من ارسال بعض الطلا ب المسيحيين والدروز .
الأرض ، التي قيل فيها ( نيال من له مرقد عنزة فيها) . الأرض ، والتي يضع امراء الوهابية أعينهم عليها منذ زمن طويل ، والفرصة الآن سانحة ، من أجل الشراء والبيع والاستيلاء على هذه الأرض والتي بقيت لأجيال طويلة مسيحية . فكان السوليدير ، وما ادراك ما السوليدير : السوليدير ، ويعني أن جميع الفعاليات الاقتصادية ، من مطاعم وفنادق ومحلات في جونية والمعاملتين ، قد أصبحت بلا قيمة ولا فاعلية .
ومن الأرض الى الإعلام ، وضرب قناة الL B C معقل الإعلام المسيحي الحضاري . والملاحظة المهمة في كل هذه الأعمال ، وجود سمير جعجع ، فيها . فهو من كان يستورد السلاح السعودي ، وهو من تنازل عن امتيازات الرئيس المسيحي ، وهو من باع الأرض ، وهو من باع الL B C .
التركيب الديمغرافي ، والعمل على خلخلته . كان السبيل الوحيد له ، تجنيس الفلسطينيين ، وتوطينهم في لبنان ، وجعلهم دعامة للمشروع الحريري السني ، في الوقت والزمان الملائمين . وربك كان أكبر ( هذه الجملة قد تقود الى المحكمة الدولية ) . ومات الحريري ، قبل أن يُتم حلمه ‍‍‍. وكان السؤال الذي لم يسأله أحد : في حال مقتل الحريري على من ستقع التهمة ؟ وجاء الحريري الصغير ، ليتابع المسيرة ، ولكن بسبب خبرته السياسية المتواضعة ، وخوفه من المستقبل ، وبمشورة من عمته ، السيدة بهية ، سارع الى استقطاب الارهابيين الفلسطينيين ، ومدهم بالسلاح والمال والطعام والشراب . متناسيا أنه يُربي عقارب ، ستعود وتلتف عليه ، وتسرقه فيما لو غفل عن اطعامها . وكانت حرب تموز ، الحرب التي تمر ذكراها الأولى ، هذه الأيام . الحرب التي أرعبت ، ليس الاسرائيليين فقط ، بل أيضا عائلة الحريري ، والتي كانت تخطط وتحلم دائما ، بالسيطرة المطلقة على لبنان ، خاصة ، بعد أن أصبحت باب قوسين او ادنى ، من القضاء النهائي على المسيحية السياسية بشكل علم ، والمارونية السياسية بشكل خاص . الرعب الذي أصاب الاسرائيليون ، على أيدي أبطال الأسد نصرالله ، لم يعادله ، الا الرعب الذي اصاب الوهابية وممثليها في لبنان عائلة الحريري . ما هذا الحزب : حزب الله ؟ من يقف بوجهه بعد أن دمر آلة الدمار الاسرائيلية بكل صلفها وغطرستها ؟ الحل الوحيد هو استعداء العالم كله على حزب الله وحليفه القوي السوري . ثم تسليح الفصائل الاسلامية الفلسطينية ، بمختلف انواع الأسلحة ، والعمل على استقدام مقاتلين مأجورين ارهابيين من مختلف الدول العربية والاسلامية ، واعطائهم المال والسلاح ، وحقنهم بالحقد ضد الصليبيين والسوريين والشيعة . وتدفق السلاح الحريري ، والارهاب الحريري . والهدف واحد وحيد ، التخلص من هذا الكابوس المرعب ، والاستيلاء النهائي على لبنان .
كما في السابق كذلك اليوم ، كما كان الحريري الكبير ، يُنفق بسخاء على النواب والرؤساء ، هكذا يفعل اليوم الحريري الصغير . يجري الحديث اليوم ، عن نقل النواب الى الخارج ، وتأمين الإقامة لهم ، والطعام والشراب ، من قبل الحريري الصغير . ومجرد سؤال بسيط ، يتبادر الى الأذهان : كيف سينظر النائب ، أو زوجة النائب ، أو اولاد النائب ، الى من يُطعمهم ، ويأويهم ويصرف عليهم ؟ وكيف سينظر الحريري وزوجته واولاده الى كل هؤلاء الخدم ، الذين يُنفق عليهم ؟ وبعد كل هذا من يستطيع ان يقول لا ؟

الخراب قادم وأدواته تلك العائلة ما غيرها .
لبنان ما قبل الحريري ، ولبنان ما بعد الحريري ؟ هذا هو السؤال الذي سيطرحه التاريخ على كل الشرفاء في العالم . وسيذكر التاريخ يوما أن عائلة الحريري كانت : (( العائلة التي نقلت لبنان من الحضارة الى الخراب والدمار )) .
دمشق
6-7-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت