الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة العقل :العفيف الاخضر نموذجا

مهدي النجار

2007 / 7 / 8
حقوق الانسان



"كلهم يمشي رْويد
كلهم يطلبْ صيد
إلا عَمرْ ابن عبيد "
العفيف الأخضر

مهدي النجار

بين حين وآخر تهب نسمات الحرية فوق الأرض الإسلامية فينتعش العقل وتنشط سجالاته وحواراته إلا أن مشاهير الوعاظ الذين يحسنون الهيمنة على مشاعر الناس والذين يقيمون من أنفسهم حراساً مدافعين عن العقيدة ضد أخطار من صنع أوهامهم وخيالاتهم يسارعون للهجوم على التفكير العقلي ويعتبرون المناقشات و الخلاف والتعددية في الآراء سبب من أسباب تدهور الواقع في المجتمعات الإسلامية لان ذلك في اعتقادهم يؤدي إلى الابتعاد عن منهج الله ولأنهم يدركون بان الاحتكام الى سلطة العقل يفقدهم أسلحتهم ويكشف عن عورات وعيهم الزائف وعجزهم عن التحاور والنقاش على ارض العقل لذا يلجئون الى إغلاق باب التفكير ويفتحون أبواب التكفير حيث يجدون هنا أسلحة رخيصة وفعالة وسهلة الاستعمال في واقع متخلف يعاني اغلب أفراده من الأمية الأبجدية ويعاني اغلب متعلميه من الأمية الثقافية.
ولان العفيف الأخضر(تونس/1934) دأب منذ بداياته على زج قلمه في معمعان الصراعات من اجل ثقافة العقل ومن اجل فضح التزويرات والتلفيقات، بل هو من أكثر الكتاب في المجتمعات الإسلامية فحصاً ونقدًا للفكر الإسلامي من اجل غربلته من الشوائب والترهات والتزييفات حتى بات لا يخشى من إطلاق صفة "الخارجي" عليه، فهو كان دائماً من "خوارج" المثقفين العرب.
من هنا صار العفيف هدفاً من أهداف أعداء العقل والحرية والتسامح وليس غريباً على زعيم حركة "النهضة" الإسلامية في تونس راشد الغنوشي واضرابه من زعماء وفقهاء الإرهاب الحديث أن يحرضوا ضده تمهيداً لتصفيته، فهذا هو ديدنهم وسلاحهم ضد خصومهم. إن لجوء هؤلاء الفقهاء إلى العنف والى أسلحة التكفير ومعاداة الحرية يرجع سببه إلى نقصهم الحاد في استيعاب علوم الحداثة ومناهجها في دراسة الظواهر الاجتماعية (خاصة الظاهرة الدينية) عندما تلقوا علومهم التلقينية وهم على مقاعد الدراسة قبل أن يتجذر تعصبهم وساديتهم الدموية ولو درسوا الدين بمساعدة مناهج العلوم الإنسانية الحديثة لحررتهم من وهم امتلاك الحقيقة المطلقة والتعصب الديني.
ما زال العفيف ومنذ سنتين يعيش قلقاً متفاقماً، أي منذ أن وجه نداءه وهو في محنته ومن فراش مرضه في باريس إلى المثقفين والمجتمع المدني العربي والعالمي لمساعدته على مقاضاة "النهضة" ورئيسها راشد الغنوشي الذي اصدر فتوى كاذبة بقتله، زاعماً بان العفيف الأخضر نشر كتاباً يهاجم فيه الإسلام، إلا أن السبب الحقيقي من وراء هذه الفتوى التكفيرية هو مشاركة العفيف من بين ثلاثة كتاب (د.جواد هاشم ود.شاكر النابلسي) في صياغة البيان الدولي ضد الإرهاب الذي وقعه أكثر من 4000 شخص طالبوا فيه الأمين العام للأمم المتحدة بمحاكمة فقهاء الإرهاب الذين يحرضون بفتاويهم الإرهابيين على سفك دماء الأبرياء كأقصر طريق للذهاب إلى الجنة...خص البيان بالذكر أربعة من هؤلاء الفقهاء بينهم راشد الغنوشي، هذا الأخير لم يجد أفضل من كذبة ينسب بها كتاباً إلى العفيف يهاجم فيه الإسلام واستنادا على هذا الكتاب يصدر فتوى كاذبة للتخلص من خصمه السياسي والفكري.

بغداد/ تموز/2007
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر