الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم العربي يحقق تقدما في الأمية

خالد ديمال

2007 / 7 / 8
حقوق الانسان


في البلاد العربية ، هناك نسب متقدمة ،لكن في ارتباط بما هو سلبي ،خاصة عندما نتحدث عن نسب الأمية المرتفعة ،لكن لهذا الإرتفاع أسباب ،لها علاقة بغياب البنية التحتية ،،وبمقابلها البنية التربوية،ثم البرامج البيداغوجية.فآخر إحصاء بالعالم العربي يشير إلى 70مليون أمي،هو رقم مخيف منذ الوهاة الأولى ،واغلب المهتمين بالموضوع ،من باحثين وخبراء ،يرجعون ذلك إلى انحراف الجهود المبذولة لمحو الأمية،بحيث يرون أنها انصبت في معظمها نحو القراءة والكتابة ،ولم تنصرف إلى إبداع أشكال تلقينية أخرى تعتمد المستحدثات التكنولوجية ،إضافة إلى التباين في هيكلة الأجهزة المسؤولة عن محو الأمية ،فقط الإعتماد على المخططات الرسمية ،القاصرة في أساسها،(قسم ملحق بالوزارة)،بما يشكله ذلك من تراكم يؤشر،،،كحالة،على معضلة في طريقة التعامل.ناهيك عن التباين في تحديد البنية العمرية لمن يشملهم سن التمدرس المتعلق بمحو الأمية ،فهناك من البلدان من تعتمد15 إلى 45 سنة كمحدد عمري من ضمن المؤشرات العمرية ،كما أن نمط تعليم الكبار مازال يتحه إلى الوسائل التقليدية (المعلم/السبورة)،في مقابل تغافل التكنولوجيا.
وبالنسبة لمنظمة الإيسيسكو فهي،بناءا على أرقام ومعطيات تصنف العالم العربي على قائمة التخلف ،معتبرة أن العرب رفعوا نسبة الأمية، بل أنه يحتل المرتبة الأولى في مسألة الأمية.وفي دراسة متفحصة لفحوى الأسباب ،فقراءة بنيوية تضع الأسباب واضحة لا لبس فيها،وتعزوها في معظمها إلى ارتفاع معدلات الفقر،وفي الموارد أيضا،فالقائمين على التعليم ليست لديهم القدرة على جلب المستهدفين ( المتعلمين).وإذا أضفنا انعدام التكامل بين المؤسسات ،تكون نسبة الفعالية في المجال في الحضيض،هذا إذا استحضرنا غياب التنسيق.
إذن،هي مشكلة أنظمة تصرف على التسليح الملايير من الدولارات ،وأبدا لا تصرف على شعوبها،فضعف ميزانيات التعليم،وتشوهات التنمية،هو السائد دوما،خاصة إذا علمنا الإتجاهات التي تنصرف إليها مخصصات التنمية،وبالذات تلك المغرقة في الريعية ،(قطاعات تتجه نحو الإستهلاك ضد الإنتاج).
هذه الظاهرة لها قاعدة في الإقتصاد المشوه ،والريعي، حيث ميزانيات الإنفاق تتحه نحو التسلح ضد ميزانيات التعليم،ولو مع وجود اعتماد مالي للقطاع فإنه يتميز بطابع تقليدي يعتمد الطباشير والسبورة.
من هو الأمي؟..
تعريف الأمي مسألة نسبية،يعرف بأنه الشخص الذي بلغ15 سنة،وما فوق،ولم يصل الصف الرابع،لكن تغيرت المفاهيم الآن ،فغدا الأمي هو ذلك الشخص الذي لم يصل مرحلة التعليم الأساسي ،ثم الصف السادس، وهذا توصيف يحيل على إشكالية تحتاج إلى ضبط المفاهيم،والفئات والشرائح،لرصف التكامل بين ماهو سائد،وبين ما يجب أن يكون،فأمامنا70 مليون أمي،وهكذا يأتي السؤال:من أين يأتي هذا العدد؟،لدينا8 مليون طفل عربي خارج النظام المدرسي،و4مليون منهم غير ملتحقين.والمشكل يزداد خطورة حينما نقف على حقيقة برامج الأمية ،بعيوب لا تخلو من تعداد ،تطرح جانبا أية استراتيجية شمولية لمحو الأمية،هناك فقط اجتهادات ،تدل بعض النتائج من خلالها أن الأمية تنخفض بنسبة1 بالمائة،وهي تحتاج إلى38 سنة مستقبلية لإنهاء هذه الإشكالية.
الآن أغلب التوصيفات التحليلية تقف على أمية من نوع آخر ،وتسميها أمية وظيفية،وهي مرتبطة إلى حدما بأمية التقانة،وهنا تصبح الأمية أكثر صعوبة،بل تتحول إلى مسألة معقدة ومتشعبة،وهي تأتي في معظمها من عدم تعليم الفتاة (ثلثان) خارج النسق التعليمي، خاصة في القرى،حيث ترتفع هذه النسبة بشكل مهول ،والواقع يدل ،بما لايدع مجالا للشك ،أن الأنظمة عاجزة عن صد تبعات هذه القضية ،وبالتالي قصورها البين في إيجاد حلول عملية لها ،وعكسه تماما يحدث في الغرب،فمثلا جامعة هارفرد بأمريكا تنفق كميزانية أكثر مما تصرفه جامعة عربية، ولذلك جاء تعريف الأمم المتحدة للأمي منسجما مع الطروحات الغربية،بحيث اعتبرته هو الشخص الذي يجهل استخدام الكومبيوتر.إن الرقم المضاعف للأميين(70مليون)،هو تضخم يستشري خارج الهياكل الحديثة،أي خارج هياكل التنمية ،وهي مشاكل في كبر حجمها تواجه سلبا مجهودات تطويق زحف المعضلة بحد ذاتها،والسبب تفشي الفساد والبيروقراطية،بما في ذلك القيود المفروضة على المجتمع المدني ،خاصة وأن الدولة تشكك في هذه الجهود.
إذن هي مسألة مركبة ،ومحو الأمية لن يعرف حلا إلا بإرتباط ومفهوم شامل يستجمع مخططات معالجة بتنسيق جوهري محكم .وبناءا عليه يطرح السؤال:ما المطلوب؟..
الكارثة ،في معرض الإجابة عن هذا التساؤل ،هوغياب استراتيجية واضحة ،وإن وجدت فهي غير معلنة ،وتظل خبيئة الورق،وتدخل في صلب اهتمامها ما يتداول في غرف الإصلاح الدولتي المعتور ب" الخطة العربية لتعميم التعليم". والتي انطلقت منذ 2001لتعليم الكبار. لكن هل نجحت هذه الخطة؟
40هناك قلة في التمويل ،والتعليم الإبتدائي لا يستوعب كل من هم في سن التمدرس،ف28بالمائة منهم خارج نظام التمدرس،وفي حالة ثبوت العدد،فإن المعدل يصل إلى مليون.
إذن، جهر الإصلاح ،كما يعلق على ذلك محللون تربيون،يكمن في تطوير مناهج التعليم،وهيكلته بما يتماشى وأحدث طرق التلقين،والتي تعطي أولوية كبيرة للأساليب الإبداعية والنقدية.فالجودة ،والنوعية الإنتاجية تحتاج ،لتصل إلى درجة التميز ،إلى تطوير التعليم بارتباط وقضايا المعرفة،ولن يحصل ذلك إلا بإعطاء ميزانية حقيقية للتعليم،لكن باستراتيجية بيداغوجية/منهجية ومقننة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم


.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #




.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا