الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الستالينية في المتن الروائي العربي,اسأل الشرطة ماذا تريد نموذجا

محمد المساوي

2007 / 7 / 10
الادب والفن


اعتاد بعض الرفاق كتابة بعض المواضيع كلها مدح و اطراء لسياسة ستالين,والسياسة الستالينية التي اغرقت عدد من الاحزاب الشيوعية العالمية في وحل التبعية لأحزاب البورجوازية الصغيرة,لكن ما يثير الاشفاق هو ان نجد بين هؤلاء الرفاق من هم من شباب الحركة الشيوعية, اما ان يطل علينا بعض الشيوخ كأنهم خارجون لتوهم من احد الكهوف ليتحدثوا بدون خجل عن انجازات الرفيق ستالين فهذا امر مفهوم ومبرر حتى من الناحية النفسية بالنسبة لهؤلاء الرفاق الذين بعد سقوط جداربرلين ,اصابهم التلف والدوار لا يعرفون اين يولوا وجوههم,فمنهم من كان واضحا مع نفسه وتخلص من كل الاقنعة والتحق بالركب وقدم كل فروض الطاعةو بكل وقاحة حتى ان احدهم قال ذات مقال"يجب ان نحاكم لينين",وهنا تذكرت كارل ماركس عندما علق ساخرا من الاقتصادي البورجوازي مالتوس ونظريته حول التزايدالسكاني مقارنة مع الانتاج الغذائي,بان علق ماركس ساخرا انه ان كان هناك من هو زائد على هذه الارض فهو مالتوس,تماما كذلك نحن لا نعرف من يجب ان
يحاكم من؟
ومنهم من مازال يتحصن ويختبئ وراء الات الحاسوب ليحلف بأغلظ اليمين ان الرفيق ستالين كان على حق وان سياسته الاجرامية كانت ضرورية لتحصين الثورة وان كل المجازر التي ارتكبها كانت في صالح الثورة, مسكينة هذه الثورة التي تحمل سيكولوجية القطط التي تأكل فلذات كبدها عندما تجوع؟؟؟
ولهؤلاء اقدم هذه الاطلالة المتواضعة في رواية "اسأل الشرطة ماذا تريد؟"لصاحبها الكاتب العراقي شوقي الصوري,وفيها يتحدث عن تجربة الحزب الشيوعي العراقي ابان وصول عبد الكريم قاسم الى السلطة معضودا من طرف
القوى التقدمية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي وما تلا ذلك من مشاحنات ومؤامرات راح ضحيتها المئات من المناضلين الشرفاء وخاصة مناضلي الحزب الشيوعي الشيء الذي انعكس بشكل أوتوماتيكي على النقاشات التي سادت في صفوف هذا الحزب:
- وماذا كان رأيه في ذلك؟أعني رأيه بالسلطة و الحزب...
- رأيه هو أن على الحزب أن يأخذ السلطة بيده فورا و إلا فاتت عليه فرصة ثمينة لا تعوض...ورأيه أن الرجعية و الدول الإمبريالية تستجمع الآن قواها بسرعة هائلة.وأن سياسة السلطة غير واضحة إذا لم تكن جادة في ضرب الرجعية
والعملاء ضربة تطيح بهم إلى الأبد
- كلام فارغ..هذا غدر لترك الحزب...
(الرواية ص: 15)

وهذا نموذج من النقاشات التي كانت تستأثر باهتمام أعضاء الحزب ,وهي غالبا أراء تتراوح بين مؤيد لمواصلة دعم السلطة رغم كل شيء,رغم القمع و المذابح التي راح ضحيتها مناضلين مخلصين ,وهذا الرأي كان وفيا لتوصيات بيروقراطية الكرملين فيما سمته بسياسة الجبهات الشعبية ,فرغم النداءات المتكررة التي صدرت من مجموعة من الأحزاب الشيوعية العالمية إلى الكرملين من اجل الدعم للوصول إلى السلطة إلا أن الكرملين كان يرد عليهم بوجوب الانتظار و مواصلة العمل في إطار الجبهات الشعبية الشيء الذي ينعكس بشكل دراماتيكي على مجموع البلدان ,العراق..مصر ..السودان..اليونان .....مذابح ومجازر جماعية وسجون.
أما الرأي الثاني إلا انه كان في الغالب لايدافع عنه إلا أقلية بسبب التبعية العمياء للأحزاب الشيوعية العالمية للحزب الشيوعي السوفياتي نتيجة السياسة الستالينية أو سياسة القبضة الحديدية لجميع التنظيمات التي كانت لا تسبح إلا بحمد الزعيم الأوحد.فقد كان هذا الرأي يدفع باتجاه فك الارتباط بالسلطة و بجميع أحزاب البورجوازية الصغيرة .و الانغراس وسط الجماهير الشعبية للوصول إلى السلطة والحزب متحرر من كل مواثيق الكواليس إلا سلطة الشعب الكادح ׃
- رفاق...الذي أراه هو أن الحزب يتعرض من فترة لهجوم من قبل السلطة الرجعية معا,ومن المحتمل أن
- يحدث عما قريب ما لا تحمد عقباه وعليه أطلب من الرفيق كاني المحضر أن يدون رأيي بكل صراحة ووضوح تامين.
أقول على الحزب أن يبدل جميع شعاراته التي لحمتها وسداها ملاطفة سلطة عبد الكريم قاسم.وأن المرحلة تتطلب إسقاط السلطة لا غير .
ثم طالب الرفيق سالم بعد ذلك الكلام׃
- رفاق...أنا أؤيد الرفيق أبا نظير فيما قاله ,وأحب أن أضيف شيئا آخر ׃ماذا يعني قيام السلطة بإلقاء القنابل على إخواننا الأكراد ليذهب ضحيتها عشرات الأبرياء.أين شعار حق الشعوب في تقرير المصير ؟ هل نسيه الحزب ؟ لقد صدئت عدتنا في كل مكان .رفاق׃أنا عامل وأعرف بصورة جيدة ما يعانيه العمال والفلاحين الآمن أزمات اقتصادية ونفسية ,ولذا أؤكد ما قاله الرفيق أبو نظير.
﴿ الرواية ص: 132-133)

إذن هذا الواقع المشحون الذي عاشه مناضلو مجموعة من الأحزاب الشيوعية العالمية ,وخاصة دول العالم الثالث أي الدول التي لم يتضح فيها بعد الخط الرأسمالي الواضح,وقد انعكس هذا في مجموع من الإبداعات التي حاول أصحابها عبرها الانتقام للمؤامرات التي كانوا ضحيتها .تتذكر الطاهر عبد الحكيم في مصر,وحيد حيدر السوري لكن الذي تحدث عن غربة الحزب الشيوعي العراقي,و عبد الرحمان محمد الربيعي (العراق).

وتبقى رواية شوقي الصوري رغم ضعفها الفني ,وشبه غياب لمقومات الإبداع الروائي ,رواية تستحق الاهتمام لكونها رواية تؤرخ لمرحلة مهمة من المراحل التي مر بها ليس الشعب العراقي وحزبه الشيوعي فقط,بل لمرحلة مرت بها الإنسانية قاطبة كما هي مرحلة بقدر ما حملت في ثناياها من ماسي وملاهي ,بقدر ما حملت بذور التفكير في المستقبل بكامل الاستقلالية وتجاوز وصايا الآباء والأجداد والزعيم الأوحد,انه الطريق الذي فتحته الإنسانية أمامها بعد تراجيدية سقوط صنع الاتحاد السوفياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر