الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلول السلمية لقضية أزواد ضمان لنجاح مشروع الهلال السامي

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2007 / 7 / 8
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


إن الحلول السلمية لقضية أزواد قضية الطوارق والعرب شمالي مالي والنيجر باتت ممكنة في ظل الأجواء القائمة حاليا فمشروع الهلال السامي صنع لأمريكا مشروع يمكن لها من خلاله أن تنجح من حيث فشلت الحرب على الإرهاب فأن توجد للعرب واليهود قضية عادلة يجمعون على تأييدها يذيب الكثير من جليد الخلافات بينهم كما أن دعم مشروع الهلال السامي للمبادرة العربية يجعل العرب واليهود جبهة واحدة لنصرة قضية كل منهما يعتبرها قضيته ويعمل لنصرتها .
كما أن مشروع الهلال السامي يحمل في طياته مصالحة أمريكية – إسلامية وهو ما يدفع اللوبي اليهودي باتجاهه لضمان مصالح أميركا التي لها وجود عسكري واستثماري في طول العالم الإسلامي وعرضه ومن الضروري تبني سياسة جديدة تجعل الشعوب العربية قابلة لتحالف أميركا مع حكامها والهلال السامي يحمل ذلك المشروع الذي يضمن تعاون وشراكة مبنية على المصالح المتبادلة بين الغرب والعالم الإسلامي .
طريقة الحلول السلمية في الملف الطوارقي هي أن تقوم واشنطن وباريس برعاية عملية سلام شاملة بين الطوارق وكل من حكومتي مالي والنيجر بمنح مناطق الطوارق حكم ذاتي لمدة 10 سنوات يتم خلالها فتح الجامعات ومراكز التكوين ومنح قروض للأسر الأزوادية طوارقية وعربية وإعادة الحياة للمنطقة وبناء مدن عصرية في الأقليم بتعاون بين دول الخليج والدول الغربية وبناء أسواق وبورصة وسوق أسهم ومناطق سياحية خلابة تجعل المواطن يفضل البقاء في وطنه بدلا من الهجرة ومنح العادين من المنفى قروض ومنح لبناء اقتصاد أسري يضمن لكل أسرة مستوى معيشي مناسب وتشجيع الشباب على العمل بالوطن وبناء أسر وتربية أجيال جديدة نشأت في الوطن وليس في الغربة.
بعد ذلك جعل الأقليم يستضيف تظاهرات رياضية وفنية وثقافية تعرف به وبحضارته وماضيه وعادات وتقاليد سكانه حتى يشعر ابن الأقليم أنه موضع تقدير العالم وفي موازاة ذلك يتم إقناع مالي والنيجر بأن الاستعمار الذي ألحق الأقليم بها في أواخر الخمسينات وجد أنه كان مخطئ ويريد تصحيح خطأه ويريد حلول سلمية للقضية تحفظ لمالي والنيجر ماء الوجه وتجنبها تدخل عسكري غربي ليس في صالحها وأن تقدم مساعدات مالية دائمة لمالي والنيجر بعد انسحابها تقديرا لحضاريتها وتخليها الطوعي عما ليس لها من أجل المصلحة الأفريقية العلياء.
ومن المؤشرات الايجابية على ذلك ضغوط الأحزاب السياسية في النيجر ومالي على حكومتي الدولتين لإيجاد حلول سلمية حضارية للمنطقة وأن تعمل دولتي مالي والنيجر على مساعدة سكان المنطقة في حل مشاكلهم الداخلية والتوحد خلف المصلحة العامة التي يدعوا لها المطالبين بحل عادل يمنح الأقليم حق تقرير المصير .
أحيانا أصحاب القضايا العادلة يعبرون عن مواقف تجاه قضايا أخرى بهدف بناء تحالفات من جهة وخلق دعم أكبر لقضيتهم فتأييدنا لعملية السلام ودعوتنا لمشروع الهلال السامي جعلا إسرائيل والمعتدلين العرب وأصحاب القضية الفلسطينية يؤيدوننا ويتعاطفون معنا واقتراح حلول ومخارج دبلوماسية لأمريكا في ورطتها بالعراق وورطتها بالحرب على الإرهاب يزيد تعاطف ودعم صناع القرار الأمريكي مع قضيتنا نحن نحاول أن نوظف تعاطف المحافظين الجدد مع قضيتنا لمحاولة اقتراح حلول لأمريكا تلمع صورتها وتحسن علاقاتها مع العالم الإسلامي وأظن أننا نحرز تقدما في هذا المضمار.
السياسة تحكمها المصالح وليس العواطف وعندما تقرر مصر مساندة مشروع الهلال السامي فهي تريد خدمة مصالحها مع أميركا بما يجعلها دولة تساهم في صنع السلام إن أهم ما يميز سياسة الهلال السامي أنه يمنح المساندين له الكثير من الفرص وحتى دول افريقيية مثل جنوب افريقيا تساند هذا المشروع وعليه لاتوجد دولة عربية واحدة ترفض هذا المشروع لأنه يخدم المصلحة العامة للعرب واليهود والطوارق والكرد ويجعل الجميع تحت سقف ظل الزعامة الأمريكية والغربية يصنعون سلام عادل نابع من مصالح شعوبهم ويعبر عن تطلعات الجماهير.
يبقى أن نشير إلى أنه هناك أدوار يجب على رجال الدين لعبها وهي الدعوة للتعايش السلمي بين المسلمين واليهود والمسيحيين ودعم عملية السلام على أساس أن الأديان كلها تدعوا للسلام والمحبة وتبادل المنافع الدنيوية وأن حقن دماء المسلمين والمسيحين واليهود وكل الطوائف واجب شرعي .
المطلوب أن تحل القضايا بالسياسة الحكيمة بما يعطي الشعوب حقوقها ويضمن الاستقرار ونشر ثقافة التسامح لأن المطلوب بناء حضارة إنسانية تشمل كل الأديان وتحترم كل الشعوب لأن هناك معركة يجب أن نستعد لها وهي التغيرات المناخية الناجمة عن تلوث البيئة بفعل الحروب والتلوث الصناعي حتى نحمي بيئتنا من الأخطار وأيضا نشر ثقافة حقوق الإنسان أن الإنسان هو الأهم ويجب أن يكون كل شيء في مصلحة الإنسان وحمايته من الخطر الناجم عن تضارب مصالح السياسات غير المجدية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلجيكا ترفع دعوى قضائية ضد شركة طيران إسرائيلية لنقلها أسلحة


.. المغرب يُعلن عن إقامة منطقتين صناعيتين للصناعة العسكرية




.. تصاعد الضغوط على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب| #غرفة_الأخبار


.. دمار واسع طال البلدات الحدودية اللبنانية مع تواصل المعارك بي




.. عمليات حزب الله ضد إسرائيل تجاوزت 2000 عملية منذ السابع من أ