الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطينيون بحاجة إلى ميثاق وطني جديد !

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 7 / 8
القضية الفلسطينية


كل ما كتب وقيل حتى الآن عما حدث في غزة تناول ما جرى على مستوى القيادة السياسية والفصائلية سواء لحماس أو فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ، وبقي عامة الناس بعيدا عن هذا الصراع الذي دفع ثمنه الشعب الفلسطيني والضحايا الأغلب كانت ممن ليس لهم في الكعكة شيء ..؟ لو خاطبت الناس العاديين وسمعت آرائهم فسوف تخرج باستنتاج مفاده : أن لا أحد من هؤلاء يعطيك وجهة نظر واضحة مما جرى .. ربما تسمع تحليلات منقولة من هنا أو هناك .. لكنها لا تعبر عن وجهة نظرهم الحقيقة أو ما في سرهم ، وفي الغالب سوف تسمع منهم أنهم لا يثقون بكافة الفصائل سواء المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير، أو الغير منضوية .. العمل المسلح الهائل الذي مارسته فصائل م . ت . ف لأكثر من أربعة عقود ، وكذلك ما صنعته حركتي حماس والجهاد لم يؤديا إلى نتائج سياسية سوى شرذمة النسيج الاجتماعي والثقافي للشعب الفلسطيني مما أدى إلى إحباط العمل الوطني لأي فلسطيني غير منتمي لأي فصيل ، وأصبح الجميع يكفرون بقيم الثورة وجدواها .. ثورة بدون حسابات دقيقة تؤدي إلى نتائج سلبية أو عكسية ؟ وكما قال كارل ماركس : " قبل أن يتوفر المأكل والملبس لا تطلبوا من الناس أن يمارسوا الثورة والفن .. " وكذلك حدد ماسلو عالم الاجتماع في سلم الأولويات للإنسان : " لا بد من توفير الحاجات الفزيولوجية والأمن للإنسان قبل تحقيق الذات .. " إذن قوى م . ت . ف التي قبلت بحلول مغشوشة أدت إلى ما آلت إليه الأمور مازالت تراهن على العمل السياسي لم تقنع أحدا سوى الذين يلهثون وراءها ، وكذلك جماس التي أظهرت للجميع أنها مقاوم ومقاتل شرس ووعدت الناس بالتغيير والإصلاح .. غيرت إلى مزيدا من الانقسام والتشظي في الشارع الفلسطيني أدت إلى طلاق التيارين بدلا من توحدهم وتعزيز ارتباطهم بشعبهم وقضيتهم .. لم يبقى شيء واحد سوى صمود الشعب الفلسطيني وثباته في الوطن المحاصر ؟!
هل يستطيع الشعب الفلسطيني الخروج من هذا المأزق بدون التنازل عن حقوقه الشرعية أو جزء منها ؟ هل يمكن ترتيب البيت الفلسطيني وتحصينه حتى لا يعود للسقوط مرة أخرى ؟ ما المانع لكافة التنظيمات الفلسطينية أن تلتقي تحت برنامج واحد واستيراتيجية واحدة ما دام الجميع يعترف ويقر أنهم لن يفرطوا بالثوابت الفلسطينية ؟ هل يوجد في الوطن العربي دولة أو دولا يمكنها أن تحتضن النظام الفلسطيني دون أن يؤثروا عليهم كل حسب مصلحته أو حسب رؤيته ؟ أم أن الأمة العربية حالها من حال التنظيمات الفلسطينية غير متوحدة إلا في الشكل ؟؟
نعم ! إن الشعب الفلسطيني الذي مر بكل التجارب على مدى ما يقارب قرنا من الزمان وكاد لا يمر يوما فيها إلا وسجل تجربة نضالية رائدة ، وحتى يخرج من أزمته الحالية على حركتي فتح وحماس أن تعترفا بأن لا منتصر ولا مهزوم في هذا الصراع وأن فلسطين أكبر من الجميع ، وعليهما أن يؤسسا لمرحلة جديدة تعطي الفلسطينيين مزيدا من الصمود وتحافظ على كينونتهم بحيث يحضرا لمؤتمر يشارك فيه جميع الفلسطينيين ينبثق عنه ميثاق وطني جديد يلائم التحديات الحالية والمستقبلية لما يحتاجه كل فلسطيني في داخل فلسطين وخارجها آخذا بالحسبان ما جرى وعمل تقييم شامل لكل مؤسسات السلطة وجدوى أو مبررات وجود أجهزة أمنية متعددة وعلينا أن نعترف أولا أننا لسنا دولة مستقلة ؟ حتى يكون لها هذه الأجهزة مخابرات ووقائي واستخبارات وأمن وطني وغيرها ..؟ وهل نحن في مرحلة تحرر أو قبلنا بشكل أو بأخر " حكم ذاتي ، أو ما شابه " هل نحتاج إلى مقاومة مسلحة .. ؟ إذا قبلنا بذلك هل تحتاج هذه المقاومة للأجهزة السالفة الذكر ؟ هل يمكن أن تلتقي المقاومة مع هذه الأجهزة ؟ هل المقاومة واجب الجميع ؟ أم واجب فصيل أو جهة دون أخرى؟ لتخرج هي صاحبة الحق بفرض السيطرة على الجميع ؟ ما هو شكل وفلسفة الاقتصاد الذي نريد ونحتاج ؟ اقتصاد السوق الذي أصبح وسيلة ضغط هائلة تمارسه إسرائيل ضدنا أكثر وأقوى من الضغط العسكري لأنه يطول الجميع وخاصة الفئات الضعيفة وهي الأغلب بين الفلسطينيين ؟ أم نحتاج اقتصادا مقننا يعطي شعبنا مزيدا من الصمود والمقاومة ؟ ما هي واجبات وحقوق الفلسطيني في الخارج وفي الداخل ؟ ماذا يمكننا أن نفعل بالمفاوضات مع إسرائيل هل نستمر بالطريقة السابقة التي أدت إلى ما آلت إليها الأمور الحالية .. أم نبحث عن شكل وطرق أخرى نتفق عليها جميعا ونلتزم بها ؟ أسئلة كثيرة وأمورا رئيسية ذكرنا جزء منها وأخرى تحتاج إلى ذكرها ..
الميثاق الوطني الفلسطيني الذي أسس م . ت . ف في العام1964 ، والذي دعي المجلس الوطني الفلسطيني للانعقاد في سنة 1994حضره رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في غزة حيث حذف منه بنودا هامة أصبح لا يلائم المرحلة التي نعيشها .. من هنا دعوة موجهة لجميع الفلسطينيين فصائلا ومؤسسات وأفرادا لتأسيس مرحلة جيدة في حياة الشعب الفلسطيني تكون مبنية على روح التفاهم والديمقراطية وتحمل آمال الجميع بحيث توفر لهم حياة كريمة تساوي حجم التضحيات التي قدمها طيلة السنين الماضية لتساعدهم على تحقيق الأهداف المرجوة !.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد