الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحده الافريقيه فكره عمرها خمسون عانا تحتاج 40 سنه حتى تتحقق

ايمان كمال

2007 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


من جديد عاد الرئيس الليبي ليثير الجدل.. هذه المرة كان عن طريق دعوته لإقامة ولايات متحدة إفريقية على غرار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والدعوة لإقامة هذه الولايات الإفريقية هي فكرة تعود للزعيم الغاني الراحل "كوامي نكروما" قبل أكثر من نصف قرن ولكنها بقيت طوال هذه السنوات كحلم غير قابل للتحقيق ولكن دائما ما يتجدد الحديث عنها كل فترة وأخرى.

"القذافي" في كلمته التي ألقاها أمام القمة الإفريقية الأخيرة التي عقدت مؤخرا في العاصمة الغانية "أكرا" كان حماسيا للدرجة التي دفعته للقول بأن "على الأفارقة إما التوحد أو الموت" وذلك من أجل الوقوف في وجه الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، وعلى الرغم من تحفظ الزعماء الأفارقة على الفكرة معتبرين أنها تحتاج لخطوات تمهيدية يبقى السؤال حول قدرة الدول الإفريقية على القيام بهذا الاتحاد أمرا يستحق البحث خاصة وأن "القذافي" لم يذكر أي نوع من الاتحاد يريد "فيدرالية مثل الولايات المتحدة الأمريكية إذ توجد سلطة لكل ولاية لكن تجمعها في النهاية سلطة مركزية، أم كونفيدرالية مثل الاتحاد الأوربي؟"، ولمن ستكون الزعامة في هذا الاتحاد؟ لنيجيريا المتفوقة في المجال الاقتصادي والثروات أم لجنوب إفريقيا المتفوقة في الحريات والتكنولوجيا أم لمصر التي تعتمد على ثروتها البشرية الهائلة أم لدول حوض النيل والسودان أصحاب التميز في الزراعة أم لـ"ليبيا" نفسها بوصفها صاحبة الاختراع؟!

د."عمرو هاشم ربيع" الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية يقول: إن الفكرة طموحة لأبعد الحدود وإن تحققت ستدفع الأفارقة بالفعل إلى الترقي وتبعدهم عن التخلف وعن كونهم من دول العالم الثالث، ولكن تحقيق هذ الاتحاد -والكلام لايزال لـ"ربيع"- سيحتاج ما بين ثلاثة أو أربعة عقود على الأقل حتى يصبح أمرا واقعا، فهناك العديد من الأمور يجب أن تتم مسبقا ويوافق عليها كل الدول الـ53 أعضاء الاتحاد الإفريقي الحالي مثل تنازل كل دولة عن تاريخها الخاص ورفع الحواجز الجمركية بين الدول والعمل على استخدام عملة واحدة وأن تخضع جميع الدول الإفريقية لمحكمة عدل واحدة ويكون لها برلمان واحد وحكومة واحدة وأن تنازل الحكومات عن السيادة لهذه الحكومة الموحدة وهو أمر ليس بالهين خصوصا وأن الدول الإفريقية وبلدان العالم الثالث متأخرة ديمقراطيا ويتم فيها تداول السلطة بصعوبة شديدة.

ويضيف خبير الأهرام أن الأمر لا يقف عند هذا فحسب، فهناك مشكلات الحدود التي ستفصل بين الدول واختلاف الأديان والأعراق واللغة ومستويات التعليم ويقترح أنه إذا كانت النية صادقة في ذلك فعلا فلابد من أن تكون هناك أهداف أولية أو خطط سنوية على أن يتفق جميع الأطراف على التنازل عن السيادة وتحقيق ديمقراطية داخلية.



وهو ما يذهب إليه د."أحمد ثابت" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الذي يرى أنه رغم النوايا الطيبة للرئيس "القذافي" فإن الفكرة لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع معتبرا الرئيس الليبي دائم التسرع في قراراته وتصوراته ويعرض أفكاره دون رغبة منه في المناقشة، قائلا إن سياسة "القذافي" مؤخرا هي التخلص من الكيانات العربية لأنه يعتقد أن الانتماء العربي نقيض للانتماء الإفريقي.

ويعتقد "ثابت" أنه لابد من تنسيق السياسات الخارجية للقارة السمراء وإيجاد مشروعات مشتركة بين دولها تعمل على إيجاد تكتلات اقتصادية وذلك قبل التفكير في ولايات إفريقية؛ حيث قال: "أعتقد أنه لو وفر الرئيس "القذافي" وكل الرؤساء الأفارقة الآخرين كل هذه الأموال التي ينفقونها على أنظمتهم وقاموا بتوجيهها للقضاء على بعض الأمراض المتوطنة في القارة الإفريقية مثل "الإيدز" و"التسي تسي" بالإضافة إلى مواجهة الفقر والتصحر لكان ذلك خطوة مهمة وحقيقية على طريق وحدة إفريقيا"..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون