الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعاصير دمشق4 الانقلاب الثالث نهاية الحناوي واستلام الشيشكلي

سلطان الرفاعي

2007 / 7 / 9
سيرة ذاتية


واسندت مهمة الاعتقال الى المقدم محمد معروف قائد الشرطة العسكرية ، وكانت الخطة المرسومة لهذه الغاية تقضي باستدعاء المعارضين واحداً واحداً لمقابلة الحناوي في بيته فيجري اعتقالهم هكذا على اهون سبيل .
وقد اتخذت التدابير لتنفيذ هذه الخطة فجهزت فرقة من شرطة الجيش واعدت القيود والاصفاد الحديدية .
ولما انتهى الاجتماع اخذني الحناوي الى الصالون وخاطبني على حدة قائلا : ((يا فضل ، اني اعتمد عليك اليوم كما كنت اعتمد عليك قبلا ---اولئك الخونة قد اصبحوا الآن اعدائي بدون سبب ، وأنت ادرى الناس بحقيقتي ، فأنا والله لا غاية لي في الحكم ولا مأرب شخصي ، ولا مصلحة خصوصية ، فكل ما ارمي اليه هو مصلحة البلاد وخير الشعب ، لذلك اريد منك ان تستنفر فرقة المدرعات ، وان تجعلها متأهبة للعمل في كل لحظة ، وتراني مستعدا لمكافأتك بالترقية وبأي مبلغ تريده . كما اني سأرسلك على رأس بعثة الى فرنسا ---
وكأني به احس بأن الوعد بالترقية جاء متأخرا فأخذ يربت على كتفي وهو يقول : والله يا فضلالله ما نسيتك ، ولا أهملتك ، ولا غرب أمرك عن بالي ، ولكن انت ترى الظروف التي تواجهني والمشاغل الخطيرة التي تستغرق اوقاتي فلا تترك لي متسعا من الوقت للنظر في قضايا الميتحقين من الضباط .
قلت : اقسم لك يا سيدي اللواء باني لا اريد شيئا وعدتني به ، فحسبي فخرا ان اخدم بلادي بامانة واخلاص وان اكون رجل مبادئ ، وعمل ، وتراني اقطع لك عهدا على ان اعمل كل ما في وسعي لمصلحة بلادي فكن مطمئنا من هذا القبيل .
قال : ما هي القوات الجاهزة التي تتولى قيادتها الآن ؟
قلت : ليس لدي الآن اية قوة حتى ولا مصفحة واحدة . فانتفض ، وقد استولت عليه الدهشة ، ثم لمع الغضب في عينيه وقال :
-لماذا ؟ الى اين ذهبت فرقتك ؟
قلت : ان الشعبة الرابعة في الاركان ارسلت امرا خطيا يقضي بارسال جميع سائقي المصفحات الى بيروت لاستلام المصفحات الجديدة التي وصلت من اوروبة ، ثم ان قائد اللواء الاول العقيد اديب الشيشكلي ، نقل اليوم سرية الدبابات من عندي الى مركز قيادته في قطنا ، فأصبح الفوج عاجزا عن القيام بأية حركة .
فاحتدم الحناوي غيظا ثم استدعى المقدم خالد جادا وصاح به : ما هذا ؟ ماذا يجري في الجيش ؟ أسمعت ما قال الرئيس ابو منصور ؟
أجاب جادا :
- يا سيدي اللواء ، لا علم لي مطلقا بما جرى ، وهذا دليل قاطع على ان هناك مؤامرة مدبرة ، واني لأخشى ان يكون المتآمرون قد اعتزموا القيام بالانقلاب الليلة .
كان وقع هذه الكلمات شديد الوطأة على الحناوي ، فاستدعى ضباطه فورا وعقد معهم اجنماعا تقرر فيه الاتصال حالا بالاركان واعادة سواقي المصفحات والحؤول دون ذهابهم الى بيروت ، وارجاع سرية الدبابات من قطنا الى القابون .
وكان غضب المجتمعين رهيبا ينذر بالانفجار ، فاخذوا يصيحون ان القضاء على المعرضين اصبح ضرورة ملحة وحيوية لا يجوز فيها التريث والتسويف ، وانه لا بد منى القيام بعنل حاسم للتخلص من الشغب والمشاغبين .
امرني الحناوي بالذهاب توا الى سرية النقل لارجاع السواقين ثم التوجه الى قطنا لاعادة سرية الدبابات ، قال :
- قد يجوز ان يراوغ الشيشكلي محاولا الاحتفاظ بهذه السرية ، ولكن اياك ان تنصت اليه او ان تؤخذ بما قد يقوله لك من معسول الكلام ، لاني سأعطي الان ، الاوامر المشددة في هذا الشأن --فاذهب ولا تتأخر ولا تضيع دقيقة واحدة من الوقت ، فالسرعة وحدها تضمن لنا القضاء على المؤامرة .
خرجت من بيت الحناوي ونفذت الشطر الاول من مهمتي ، اي اني ارجعت سائقي المصفحات وامرتهم بعدم الذهاب الى بيروت ، ثم توجهت الى قطنا ،لا وانا ما ازال في الثياب المدنية - وذهبت الى بيت الشيشكلي ، فوجدت عنده قائد الدرك العام السابق ، الزعيم المتقاعد عبد الغني القضماني . فلما رآني الشيشكلي استغرب مجيئي وبادرني قائلا :
- خير ان شاء الله ؟
قلت : ليس ورائي الا الخير .
وافهمته باشارة خفية اني ساتكلم بعد ذهاب القضماني .
انتظرت قليلا حتى انصرف الضيف ثم اخبرت الشيشكلي بكل ما جرى واطلعته على تأزم الحالة وخطورة الموقف ، فتم بيننا الاتفاق على تنبيه المعارضين حتى اذا استدعاهم الحناوي عمدوا الى طريقة ما لعدم الذهاب اليه .
واتفقنا كذلك على ان نرسل الى الحناوي واحدا فقط من المعارضين بحجة انه يريد البحث والتفاوض فنعلم بالنتيجة مدى استعداد الجبهة الحناوية للبطش ونتخذ التدابير التي يفرضها الامر الواقع .
وقررنا في الوقت نفسه ان ننقذ (مندوبنا) فيما لو اعتقله الحناوي وان نقوم فورا بالانقلاب .
ورجعت الى دمشق فهيأت فرقتي واصدرت الاوامر اللازمة ليكون الجنود على قدم الاستعداد للعمل حالا في كل لحظة .
وكنت قد اتفقت مع الشيشكلي على ان التقي به في تلك الليلة بالذات في نادي الضباط ، فتوجهت في الموعد المضروب الى النادي حيث رأيت الشيشكلي جالسا الى البار بينى جمهرة من الضباط ، وهو مضطرب ثائر ، يجرع الخمر دون هوادة ويوجه ، بصوت عال ، الى الحناوي وانصاره اقسى الانتقادات واقذع الشتائم ، فما كاد يراني حتى سألني قائلا دون اي تحفظ :
- هل انت على استعداد يا فضل ؟
فادركت انه في حال من السكر افقدته الرشد ، فتجاهلت سؤاله ، كأني لم اسمع ، ثم دنوت منه فاخذته على حدة وقلت له :
- ماهذا ؟ هل عجزت عن ضبط اعصابك ؟ اتريد ان تفضح القضية --انا عائد الى الثكنة لابقى مع فرقتي فلا ابتعد عنها ، فاذا اردتى مني شيئا فاذهب الى هناك .
ثم تركته ومضيت الى الثكنة .
وفي اليوم التالي اخذ الحناوي ينفذ خطته فاستدعى الضباط المعارضين الى بيته الا انهم لم يلبوا الدعوة ، بل ذهب اليه اثنان فقط هما الشيشكلي والعقيد عزيز عبد الكريم ، وجرى البحث طويلا حول ما جرى وما يجري وما يقال عن المؤامرة المدبرة لقلب النظام القائم ، فاستطاع الشيشكلي ورفيقه ان يهدئا من روع الاحناوي ، وان يقنعاه ان المعارضين لا يفكرون لا يفكرون مطلقا ياللجوء الى العنف لانهن من احرص الناس على سلامة البلاد وامنها ونظامها القائم .
قد يكون الحناوي اقتنع بالفعل ، او لم يقتنع بل تظاهر بالاقتناع ، ولكنه على كل حال ادرك ان خطته قد فشلت من جراء امتناع الضباط الذين استدعاهم عن تلبية دعوته ، فعدل عن القيام بحركة الاعتقالات معللا النفس ياللجوء الى طريقة اخرى للقضاء على خصومه ما دام امامه متسع من الوقت .
وكانت تلك ((الطريقة الاخرى )) تقضي بنقل بعض المعارضين الى مراكز ثانوية لا اهمية لها وبتسريح بعضهم الآخر ، فلا يبقى بأيديهم شيء
وفي اليوم التالي باشر الحناوي ، بالفعل، تنفيذ خطته الثانية ، فأرسل في طلب العقيد محمود بنيان قائد قوى البادية ولما تمنع العقيد بنيان عن الحضور ارسل الحناوي شرطة الجيش تطارده وتحاول القبض عليه بالقوة .
وأحس بنيان بالخطر المحدق به ، فغادر دمشق وجاء الى ثكنتي في القابون واخبرني بما جرى فقلت له :
- لا بأس ابقى عندي هنا !
ثم اتفقنا على ان يذهب ليلا الى (الضمير ) حيث تعسكر سرية عشائر تدين له بالولاء ويتوللى قيادتها الملازم فرحان الجرمقاني ، على ان يبقى هناك الى الصباح ، ثم يعود الى دمشق ويقابل الحناوي متجاهلا امر مطاردته .
قلت له : اذا سألك الحناوي عن سبب غيابك ، قل له انك ذهبت الى الضمير للتحقيق في اخبارية عن تهريب مخدرات ، لانك رأيت انه من الضروري ان تقوم انت نفسك بهذا التحقيق !
وهكذا كان ، الا أن الحناوي لم يصدق حكاية التهريب فامر بنيان بالسفر حالا الى اللاذقية للالتحاق بالقوات المعسكرة هناك .
ونفذ بنيان الأمر فسافر الاى اللاذقية .
وفي ذلك المساء جاءني الملازم حسين حدة ، أحد ضباط الفوج ن وقال لي ان كرم الحوراني يريد ان يقابلني في بيتي وبحضور امين ابو عساف ، في الساعة الثالثة عشرة ليلا فوفقت على هذا الموعد .
وفي الوقت المحدد تماما جاء الحوراني واخذ يتكلم عن خطورة الموقف وتفاقم الحالة ، ثم وجه كلامه الي والى امين ابو عساف قائلا: انتم الآن وحدكم المسؤولون عن انقاذ البلاد وعن وضع حد لهذا التدهور . ان ماضيكم يشهد لكم بهذا ---وبكى ثم انصرف عائدا الى دمشق .
وخذت الازمة تشتد يوما بعد يوم ، واصبح المعارضون في موقف حرج من جراء اوامر النقل والتسريح التي اخذت تصدر تباعا بحقهم ، عملا بالخطة المرسومة .
وفي تلك الأثناء جاءني العقيد اديب الشيشكلي الى القابون متخفيا عن طريق حارة الاكراد فدرسنا الموقف واخذنا نضع خطة العمل .
وبعد قليل اتاني امر بالذهاب حالا الى الاركان العامة ، ولما دخلت مكتب الحناوي رأيت عنده انور بنود وخالد جادا زمحمد معروف ، فسألوني ،ة من دون مقدمات ، عن سبب ذهاب الشيشكلي الى القابون---
ادركت عندئذ ان الشيشكلي لم يحسن التخفي ، وان المراقبين اكتشفوه واحصوا حركاته وسكناته ونقلوا اخباره الى الاركان ، فقلت:
- (( انا شخصيا ما رأيت الشيشكلي وجها ، ولكن احد رجال الحرس اخبرني ان العقيد اديب مر من هناك وسأل عن العقيد امين ابو عساف ثم قفل راجعا من حيث اتى .
لزم الحناوي الصمت وهو مطرق ، فايقنت انه يشك بصحة ما اقول ، ثم رفع رأسه وقال :
- حسنا --لاخفي الا سيظهر--
وتوقف البحث عند هذا الحد ، فرجعت الى ثكنتي .
من المرجح ان العيون والارصاد التي بثها الحناوي في كل مكان كانت تنقل اليه الاخبار وتزوده بالمعلومات عن كل ما يجري ، لذلك احسست بالموس تصل الى ذقني لان الحناوي ارسل الى ثكنتي في القابون العقيد حمد الاطرش ، وهو من انصاره ، ، والمقدم صبحي عبارة ، وما كاد الرجلان يرياني حتى ابلغني العقيد الاطرش امر الحناوي القاضي بتسليم قيادة المدرعات للمقدم عبارة وقال :
- ستصل اليك برقية رسمية بهذا الشأن .
وبعد قليل وصلت البرقية ، ثم انصرف حمد الاطرش وبقي المقدم عبارة معي فتوجهنا الى المكتب حيث طلب المقدم جمع الضباط فلبيت طلبه دون تردد ، فاخذ يلقي علينا محاضرة في الوطنية والاخلاص وينتقد اعمال اديب الشيشكلي وجماعته ، ثم وجه الي الكلام قائلا:
- غدا صباحا في الساعة السادسة اريد ان ارى الفوج مجتمعا بتكامل معداته ومصفحاته في ساحة الثكنة ، مع جدول التفقد والتعداد .
وكنت قد اوعزت الى الضباط بلزوم الصمت وبعدم الدخول في اي مناقشة ، فحسب المقدم عبارة ذلك السكوت اذعانا له وخضوعا لمشيئته فذهب مطمئنا واعدا بان يعود بعد الظهر .
ما كاد يبتعد عن الثكنة حتة عقدت مع الضباط اجتماعا قررنا فيه القيام بالانقلاب دون ابطاء ، في تلك الليلة نفسها مهما كلف الامر . على ان نُشعر العقيد الشيشكلي بذلك .
- اياكم ان تقدموا على اي عمل ، لان محاولتكم ستمنى بالفشل الذريع ، فالحركة الانقلابية قد اخفقت لانها غدت مكشوفة ، وقد استنفر الحناوي الجيش واتخذ كل الاحتياطات والتدابير لاحباط كل محاولة .
هذا هو الجواب الذي ارسله لي الشيشكلي شخصيا ، بواسطة الرئيس خطتر حمزة ، فقلت لخطار :
- عد الى قطنا حالا وقل للعقيد اديب انني مصمم على القيام بالانقلاب في هذه الليلة مهما كلف الامر ، واني اود ان يكون هنا في الساعة الحادية عشر ليلا .
وفي تلك الساعة وصل الشيشكلي الى ثكنتي في القابون يرافقه العقيد امين ابو عساف ، فعقدنا في بيتي اجتماعا قررنا فيه بالاجماع ما كنت قد عزمت على تنفيذه ، واقسمنا اليمين ، نحن ضباط فوج المدرعات دون سوانا ، على القيام بالعمل الذي انتدبنا له نفوسنا .
وبعد مرور ساعة اي في الثانية عشر وصل المقدم عبارة والمقدم خالد جادا ومعهما سيارة كبيرة ملأى برجال الشرطة العسكرية ، فجرت بينها وبين رجال الحرس مشادة عنيفة .
قال المقدم عبارة :
- انا المقدم عبارة ، قائد هذا الفوج منذ صباح اليوم .
وصاح رفيقه :
-وانا المقدم خالد جادا مرافق اللواء سامي الحناوي رئيس الاركان العامة .
فاجاب رئيس الحرس--
- وانا رئيس حرس هذا الفوج ، ولدي امر من قائدنا الرئيس ابومنصور بمنع اي كان من دخول الثكنة ليلا الا يإذن خاص .
وأرسل رئيس الحرس الي جنديا يخبرني بما جرى ، فجئت حالا الى مدخل الثكنة ، تاركا الشيشكلي وأبو عساف والضباط في بيتي ، وما إن وقعت علي عين المقدم عبارة حتى صاح بغضب :
-ما هذه الأوامر ، يا ابو منصور ؟
قلت : هذه أوامر عسكرية ، يجب ان يحترمها الجميع --اضف الى ذلك اننا مستنفرون --
وانتهى الجدل عند هذا الحد فتوجهنا الى المكتب حيث سألني عن الضباط الذين طلب دعوتهم لعقد اجتماع فأجبته ان كل ضابط مقيم في مركزه ، مع جنوده ، وسألته : -اتريد ان ادعوهم لتلقي عليهم كلمة ؟
قال : لا ، دعهم في مراكزهم .
وبعد قليل وصل العقيد مصطفى دواليبي والملازم حسين حده ، ودار الحديث حول الوضع الراهن واعمال العقداء من معارضين وموالين فقال المقدم عبارة :
- ان الفئة التي يضللها الشيشكلي تحاول تنفيذ سياسة الملك ابن سعود للقضاء على النفوذ الهاشمي في الاردن والعراقلا وابن سعود يمد انصار سياسته بالمال .
حوالي الساعة الرابعة عشرة ، انصرف المقدم جادا مع الشرطة العسكرية ، وبقي المقدم عبارة ، فقال :
- يجب ان ابقى هنا حتى الصباح ---أعطوني بطانية ، ودعونب انام على هذا المقعد .
دعوته للنوم في احدى الغرف ، فرفض، فتركته مع بطانيته ومقعد وعدت الى بيتي حيث كان ينتظرني الشيشكلي وابو عساف ، فعقدنا اجتماعا قررنا فيه اعتقال المقدم عبارة ، وعلى الفور ذهبت مع كل من الملازم حسين حده ، والملازم بكري الزبري الى حيث كان المقدم يغط في نوم عميق . ولما ايقظناه ورأى المسدسات استولى عليه الذعر :
- دخيلكم --ماذا جرى ؟
- اخرس ، وامش معنا دون ان تتفوه بكلمة .
وجئت به الى بيتي حيث كان الشيشكلي وابو عساف ورهط من الضباط ، فتكلم الشيشكلي موجها الكلام الى عبارة :
- انت ، لا دخل لك في ما يجري ، ليس لنا عليك اي مأخذ . واذكنا قد اعتقلناك فان ذلك على سبيل الاحتياط .
قال الشيشكلي : يجب ان نعمل في ضوء النهار ، وأن نبدأ هجومنا ظهر غد !
قلت : لا بد من الهجوم في هذا الليل ، قبل بزوغ الفجر . . يجب ان نهجم فورا والا فاتتنا الفرصة وقُضي علينا --اذا أبيتم إلا أن تتريثوا فاني سأزحف وحدي ، وليكن بعدئذ ما يكون .
بقي الشيشكلي في بيتي ، على رأس سريتين من الاحتياط ، وفي نطاق الحراسة القوية .
زحفنا الى دمشق تنفيذا للخطة التالية :
- نصف سرية دبابات بقيادة الرئيس حسني زعيته والملازم حسين حده في الطليعة .
- ثلاث مصفحات بقيادة الملازم مصطفى دواليبي والملازم غالب شقفة لاعتقال سامي الحناوي واحتلال بيته .
- الملازم الاول الكسي شبيعة مع ضايطين لاحتلال مركز الشرطة المدنية .
- انا والملازم بكري الزبري مع عشر مصفحات وست دبابات لاحتلال مركز الشرطة العسكرية ومركز الاذاعة .
وقد قمت بهذه المهمة فورا وبسرعة ، ثم انصرفت الى المحافظة على الامن واعتقال الذيتن تقرر اعتقالهم وهم : مريود، جادا ، قواص ، وكثيرون
لقينا بعض المقاومة في مركز الشرطة العسكرية ، فسقط ثلاثة قتلى وبعض الجرحى ، ثم انتهى كل شيء واصبح زمام الامر في يدي وحدي .
وكنا قد هيأنا البلاغ الاول فأرسلناه من مركز الاذاعة بامضاء المقدم امين ابو عساف ، لأن الشيشكلي كان ينتظر النتيجة في بيتي ، بالقابون .
وفي 19 كانون الاول 1949 جرى تشكيل مجلس حربي اعلى للانقلاب الثاني حسب القرار رقم 1 الصادر عن الشعبة الثالثة للاركان العامة ، تحت رقم 302-1229، موقعا من الزعيم فوزي سلو ، والزعيم انور بنود نائب رئيس ، والعقيد اديب الشيشكلي ، والعقيد عزيز عبد الكريم ، والعقيد محمود بنيان ، والعقيد امين ابو عساف ، والعقيد توفيق نظام الدين ، والعقيد شوكت شقير ، والمقدم علاء الدين ستاسيس ، والرئيس فضلالله ابو منصور اعضاء ، والرئيس حسين الحكيم مقررا.

باشر المجلس مزاولة عمله فورا ، فاخذ يعقد اجتماعاته كل يوم لتشكيل الوزارة ودرس القضايا المهمة الناجمة عن الوضع الراهن .
وتألفت الوزارة الأولى برئاسة خالد العظم ، فاحست البلاد بالاستقرار والارتياح ، واخذ العهد الجديد يكتسب شعبية كبيرة في جميع الاوساط ، وظلت حاله هكذا ، في تقدم ونجاح مستمرين طوال تسعة اشهر .
في نهاية هذه الفترة بدأ موقف الشيشكلي يتغير ، وبدأ المطلعون يتبينون ان له نيات خفية بعيدة كل البعد عما كان يبدي من مظاهر الغيرة على المصلحة العامة وسلامة الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا