الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار والنقابات في العراق, ملاحظات قصيرة حول الحوار في اتحاد النقابات والمجالس العمالية في العراق

رزكار عقراوي
سياسي واعلامي يساري

(Rezgar Akrawi)

2007 / 7 / 9
الحركة العمالية والنقابية


في الآونة الأخيرة طلعت علينا الكثير من المقالات حول المشكلات التنظيمية التي تواجه اتحاد النقابات والمجالس العمالية في العراق. والجدير بالتأكيد هو أن معظم المتحاورين جميعهم ينتمون إلى اتجاه الشيوعية العمالية , وهو أحد التيارات المناضلة و المهمة في اليسار العراقي. ولأهمية الموضوع وحساسيته واحتمال نشوء تأثيرات سلبية على الحركة النقابية واليسار العراقي, وخاصة الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومنظماته الجماهيرية واتحاد النقابات والمجالس العمالية في العراق احدها , أود طرح بعض الملاحظات السريعة حول الموضوع:

- الحوارات التي تجري الآن بشكل علني وعدم حصرها داخليا وعلى صفحات موقع الحزب الشيوعي العمالي وفي الحوار المتمدن حول تلك المشكلات تعتبر أسلوبا حضارياً رائعاً , كما يعكس جدية ورغبة هذا الحزب كأحد فصائل اليسار العراقي في إعلام وإشراك الأعضاء والجماهير على اختلاف وجهات نظرهم وتنوعها في إبداء الرأي إزاء المشكلات القائمة وإشراكهم في التعامل معها واتطلع الى توسيعها الى مجالات جدالية اخرى , رغم أن بعض المداخلات حادة وتسقيطية وتتضمن عبارات كان من الأفضل تجنبها , إذ لابد من التركيز على النقد والحوار الرفاقي البناءين من أجل إيجاد حلول للاختلافات والإشكال الموجود , وتقوية وتعزيز وحدة الحزب والمنظمات الجماهيرية التي يدعمها وتقليل هوة الخلافات بدلا من تعميقها والاستفادة من اخطاء الماضي وعدم تكرارها مثل افشال تجربة اتحاد العاطلين في كردستان العراق بسبب الصراعات الحزبية والسياسية, وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الكثيرة التي تواجه حركة الشيوعية العمالية بشكل خاص وكل اليسار العراقي بشكل عام.

- يفترض في اليسار العراقي والقوى الديمقراطية بكافة فصائلها إبداء الاحترام الكامل إزاء استقلالية النقابات العمالية وعملها ( وهذا لاينفي وجود تيارات سياسية مختلفة داخل تلك النقابات وتعمل معا من اجل اهداف محددة), كما لا بد من العمل حالياً من اجل تحقيق دمج المنظمات العمالية التابعة لها في اتحاد أو تحالف عمالي نقابي واسع ومستقل يستند في عمله إلى المواثيق الدولية لحقوق العمال وعدم جرها إلى سياسات حزبية معينة ، إذ أن الطبقة العاملة في العراق اليوم بأمس الحاجة إلى هكذا اتحاد عمالي نقابي موحد مؤثر يمكنه قيادة نضال العمال الاقتصادي والمهني والمطلبي من أجل ضمان الاستجابة للحقوق الاقتصادية والسياسية والثقافية والبيئية والمشاركة في ضمان حياة آمنة ومستقرة وكريمة لهم وللمجتمع.

- اعتقد أن خضوع الاتحادات العمالية الكامل إلى سلطة الأحزاب وتأثيراتها يعتبر باستمرار عاملاً سلبياً يؤدي إلى إضعافها ونشوب صراعات داخلية تساهم في تشتيتها بسبب المحاولات التي تجري لفرض أجندة حزبية ضيقة معينة عليها , وكذلك إدخالها في متاهات الصراعات التنظيمية والحزبية الخارجية والداخلية التي ابتلي بها اليسار العراقي نتيجة مواقف النخب الفكرية المتزمتة التي مازالت ترفض التنسيق والعمل المشترك في مابينها وحتى بين منظماتها الجماهيرية والنقابية.
وأرى بأن الأزمة الأخيرة الراهنة في اتحاد النقابات والمجالس العمالية في العراق تعكس وجود تداخل بين الأحزاب والنقابات وتأثير هذا التداخل أو التشابك السلبي على عمل النقابات المستقل. فبدلا من التركيز على وحدة النقابات في العراق يتم جرها أو إشراكها وحشرها في خلافات حزبية من الممكن أن يكون لها نتائج سلبية على الطرفين , وبالتالي يؤدي ذلك إلى إضعافها أو حتى تعطيل دورها وعملها وتشتتها والتأثير السلبي بشكل عام على الحركة النقابية واليسارية العراقية,

- يعتبر اتحاد النقابات والمجالس العمالية في العراق منظمة نقابية مناضلة لعب و يلعب دورا مهما مع سائرالاتحادت العمالية والنقابات الأخرى في النضال المطلبي للعمال والجماهير، رغم النواقص والسلبيات التي اعترتها ، والتي هي طبيعية جدا بعد غياب العمل النقابي لعشرات السنين في العراق وفرض الحكومات والأحزاب السياسية وصايتها عليه. إن بروز مشكلات في المرحلة الراهنة أمر مألوف بالنسبة إلى منظمات في طور التكوين والتطور وتعمل في أجواء غير طبيعة جدا من انعدام الأمان وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وضعف الثقافة والفكر الديمقراطيين في المجتمع و في المنظمات العاملة فيه. فلابد من العمل من أجل تطوير هذا الاتحاد وتحقيق الانسجام المنشود وخلق آليات عمل ديمقراطية أفضل داخليا, لذلك اعتقد أن من الأفضل حل المشكلات من خلال:

• التمسك الكامل بوحدة اتحاد النقابات والمجالس العمالية في العراق وضرورة الحفاظ عليها.

• الإيقاف الفوري لكافة الحملات والاتهامات الإعلامية المتبادلة.

• ضرورة ترسيخ استقلاليه الاتحاد والحفاظ عليها و إبعاده عن الخلافات والصراعات الحزبية والانحياز الى هذا الطرف او ذاك.

• إلغاء كل الإجراءات والقرارات الإدارية المتخذة من جانب الطرفين.

• عقد اجتماع توحيدي عاجل للطرفين بوجود وإشراف نقابات عمالية حليفة من العراق أو خارجه .

• التعجيل بعقد المؤتمر الثالث لحسم المشكلات العالقة وإجراء انتخابات ديمقراطية و الان الاستمرار بالإدارة الحالية أو أي صيغة أخرى مناسبة يتفق عليها الطرفان في الاجتماع التوحيدي.

• لابد من حل كل الاشكالات والاختلافات باسلوب ديمقراطي بناء من خلال الاجتماعات والمؤتمرات والاطر التنظيمية الشرعية واحترام الرأى الاخر - وتجنب التشتت والانشقاقات ذلك المرض السرطاني المدمر! - الذي تعاني منه احزاب ومنظمات تيار الشيوعية العمالية للاسف .

• العمل بجد ووضوح من اجل تشكيل اتحاد عمالي واسع في العراق والبدء بالتنسيق والعمل المشترك مع الاتحادات العمالية الأخرى.

أتمنى في الختام أن يكون الحوار حول الإشكالية القائمة حاليا عامل قوة لتعزيز وحدة الاتحاد والحفاظ على كيانه وتحديد نقاط الخلل وأسباب المشكلات وطرق حلها.


- إن وجود اتحادات عمالية ونقابية متحدة وقوية وتعمل معا ضروري جدا الآن لتطوير نشاطاتها ونضالاتها باعتبارها جزءاً مهماً وفاعلاً في الحركة اليسارية والديمقراطية التي تهدف اليوم إلى بناء مجتمع مدني إنساني ديمقراطي يضمن الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية للمواطنين في العراق .


*******************************

مواقع ذات الصلة

آراء حول المشاكل الاخيرة في اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق - الحزب الشيوعي العمالي العراقي
http://www.wpiraq.net/arabic/fwcui.htm

موقع اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
http://www.uuiraq.org/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب وأساتذة بجامعة مانشستر يعتصمون للضغط على إدارتها لقطع ع


.. استمرار اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن




.. هو ده الاحتفال الحقيقي بعيد العمال .. خالد أبو بكر: الرئيس ا


.. كل الزوايا - عبد الوهاب خضر المتحدث باسم وزارة العمل يتحدث ع




.. الهند.. أكثر من 80 بالمائة من الشباب عاطلون عن العمل!!