الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدلجة المثقف العراقي

مازن لطيف علي

2007 / 7 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عرف العراق المثقف المؤدلج مع انتشار الاحزاب ونشاطها خاصة في العهود الجمهورية، فكانت خسارة فادحة للمثقف العراقي فأنشغل بقضايا الخلافات الحزبية ومشاكل السلطة ومعارضيها، فالمثقف الحقيقي مثقف يلتزم بقضايا مجتمعه في حين المثقف المؤدلج مثقف ملتزم بقضايا حزبه اي ان الخلفية الايديولوجية تمثل عاملا اساسيا في عطاء المثقف المؤدلج وعلى هذا يكون المثقف المؤدلج مثقف سلطة.. سلطة الحزب او سلطة الجماعة التي يحمل فكرها ويدافع عنه ويتعهد بنشره من دون وعي حقيقي بهذا الفكر.. او بوعي جزئي له.

لقد سعت الانظمة السياسية المتعاقبة في استثمار المثقف وتحويله الى جزء من ماكنة خطابها وتفكيرها السياسي ولو بدرجات مختلفة. فالنظام الملكي استثمر المثقف العراقي من اجل ترسيخ مشروعية الدولة. غير ان المثقف حينذاك ظل يتمتع بمساحة من الحرية والتعبير والنشر والمشاركة السياسية. في حين طمست الانظمة الجمهورية المختلفة شخصية المثقف وحولته بالكامل الى أداة بيد اجهزتها او اداة بيد اجهزة المعارضة...

ان المثقف الحقيقي هو جزء من مجتمعه يهمه ما يهم الجميع فيه ويرى احداث عصره ويتفاعل معها بصفته صاحب فكر وموقف. لذا علينا التميز بين المثقف المشارك بوعي في احداث عصره فاعلا وموجها.. هذا ما يقصده غرامشي بالمثقف العضوي او ما نسميه اليوم (بالانتلجنسيا) وبين المثقف المؤدلج لصالح السلطة او الحزب المهيمن في الدولة.

ان حقيقة الثقافة تفترض بالمثقف ان يكون فوق السلطة او خارجها بوصفه صوت الضمير الشعبي والوطني العام والبوصلة الحساسة التي تشير الى حقيقة الاتجاهات وغاياته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال