الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العرب والمسلمون مستهدفون؟

محمد سيد رصاص

2007 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اعتبر الإسلاميون الإنقلاب العسكري على السلطان عبد الحميد في عام1908 انقلاباً قامت به أساساً عناصر من يهود الدونمة-من تحول نحو الاسلام من الرعايا اليهودالعثمانيين في القرن السابع عشر-بسبب رفض السلطان عرض تيودور هرتزل حول قيام الدولة اليهودية في فلسطين,ورأوا بأن ماحصل من ترافق لعملية تقويض أركان الدولة العثمانية وإزالتها مع(وعد بلفور)وتنفيذ(اتفاقية سايكس-بيكو)يثبت ذلك.كما قال الإسلاميون بأن ماتفوه به الجنرال أللنبي عند دخوله القدس في عام1917:"الآن,انتهت الحروب الصليبية",أوماقاله الجنرال غورو عند قبر صلاح الدين الأيوبي بعد دخوله دمشق إثر معركة ميسلون:"هاقد عدنا ياصلاح الدين",يثبت بأن هناك"غارة على العالم الاسلامي"هي ردُ على الأندلس و معركة بواتييه وسقوط القسطنطينية وحصار فيينا.
لم يبتعد القوميون العرب عن ذلك التفكير,وإن انفردوا برؤية تبتعد عن (صراع الأديان)- أتت نظرية هنتنغتون بتعبير لفظي ملطف عنه-,الذي يراه الاسلاميون متخللاً في صراع الشرق المسلم مع الغرب والدولة العبرية,ترى –أي هذه الرؤية-في قيام اسرائيل محاولة لقصم ظهر العرب عبر سلب فلسطين التي كانت جسراً جغرافياً للفعالية العربية عبر التقاء اقليمي النيل والهلال الخصيب,وفي الهجمة الغربية على المنطقة محاولة لمنع قيام الدولة العربية الواحدة التي امتدت من البيرينيه إلى أسوار الصين في زمن الأمويين لتشكل عبر ذلك تهديداً لقلب الحضارة الغربية الجغرافي.
رفض الليبراليون واليساريون العرب تلك النظرات الإسلامية والعروبية,حيث قال الأولون بأن حالة الإستعمار كان سببها تخلف العرب والمسلمين وأن غلبة الغرب سببها العلم والتمدن,فيما قال اليساريون بأن الإستعمار والصهيونية تعبير عن ظاهرة واحدة هي المطامع الاقتصادية للإمبرياليات العالمية في الثروات العربية وفي فتح أسوق جديدة للبضائع الغربية وفي السيطرة على مواقع استراتيجية وعلى ممرات مائية تشكل قلب العالم القديم وجسوراً بين القارات.
في فترة مابعد انتهاء الحرب الباردة,اقترب العروبيون أكثر من تفكير الاسلاميين في ذلك,ليرى الإثنان في تركيز(القطب الواحد للعالم) على الهجمة على المنطقة العربية اثباتاً ل(نظرية الإستهداف الغربي للعرب والمسلمين),حيث يحاولون اثبات دعواهم هذه من خلال الإشارة إلى تركز جهد واشنطن للسيطرة على الشرق الأوسط ,بعد التفرغ من هزيمة الكتلة السوفياتية,دون بقية مناطق العالم,وعبر واقعة افراط الغرب على ضفتي الأطلسي في تشجيع سلوك اسرائيل القاضم لبقية أراضي فلسطين ,ومن خلال الإشارة للإتجاهات الغربية لتحجيم باكستان وتركيا بعد انتهاء الحرب الباردة رغم تقديمهما خدمات استراتيجية كبرى للمعسكر الغربي في حربه مع السوفييت,فيما تعامل دول مثل الهند,كانت مع موسكو أوأقرب إليها,معاملة تفضيلية من واشنطن في عالم مابعد عام 1989.
زاد ذلك التفكير كثيراًمع الإحتلال الأميركي للعراق,الذي من الواضح ,عبر أربع سنوات من مساره,بأنه لايستهدف بلاد الرافدين فقط في عملية بسط النفوذ والسيطرة,بل يشمل بأهدافه منطقة تمتد من حدود الصين الغربية حتى البحر المتوسط.كما أن حجم الإنشغال الفكري والثقافي والمعلوماتي في مراكز الأبحاث والجامعات الغربية بالعرب والمسلمين والدين والفكر الاسلاميين في مرحلة(مابعد موسكو)يذكِر الكثيرين بذلك الذي كان في تلك المراكز البحثية والأكاديمية تجاه الموضوع السوفياتي –الشرق الأوروبي وحيال القضايا الأيديولوجية الخاصة بالماركسية,فيما تحصل نزعة من(رهاب الإسلام)في الغرب ,تعيد الذاكرة لزمن مكارثي وهستيريا العداء للشيوعية,وقبل ذلك لماجرى في بريطانية ضد أفكار الثورة الفرنسية أيام الحروب النابليونية حتى هزيمة الإمبراطور الفرنسي في عام 1815.
إذا تركنا انزياح العروبيين نحو مواقع الاسلاميين في( نظرية الإستهداف الغربي),هذه النظرية التي تجد الآن الكثير من التأييد في المنطقة الممتدة بين جاكرتا وطنجة,فإن من الواضح بأن الليبراليين واليساريين العرب والمسلمين(حتى في تركيا وايران) لم يدخلوا بعد في مطارحات فكرية حقيقية لتلك النظرية,وللوقائع التي يقدمها مناصروها لتسنيدها,فيما مازالوا يخلطون ولايفرقون بينها وبين (نظرية المؤامرة ),التي تستند كثيراً إلى وقائع أووثائق غير مثبتة,مثل(وثيقة ايكرمان)و(بروتوكولات حكماء صهيون).
بعد قرن من الزمن على انطلاقها,ألم يحن الوقت للدخول في نقاش فكري حقيقي ومسؤول حول(نظرية الإستهداف الغربي للعرب والمسلمين),أم أن الأمر سيظل رهن التجاذبات الأيديولوجية؟...............










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA