الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انتج فايروس الاسلام ..الكونفدراليه العراقيه

ليث الجادر

2007 / 7 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قد يكون طرح مثل هذا السؤال يمثل بحد ذاته استفزازا لمشاعر الوطنيين العراقيين اللذين ما زالت اوهام وحدة تراب وقدسية العراق تهيمن على مفردات تفكيرهم وتتحكم بنمط سلوكياتهم التي صارت تثير الشفقه وتبعث على الحزن المشوب بالاستهجان ..فمنطق الواقع وتدحرج الاحداث , يصنف مثل هؤلاء ومع الاسف الشديد ضمن مواصفات (قردة ) الحكمه الهنديه التي لاترى ولاتسمع وبالتالي لا يحق لها من ان تتكلم ... ولسان حال الواقع يؤكد على بديهية تجزئة دولة العراق الى اقاليم طائفيه ذات حدود جغرافيه واضحة المعالم وان هذه الاقاليم تتركب من عدة مستويات سلطويه تشكل امارات مستقله ترتكز حينا على تقسيمات عشائريه وقبليه وحينا اخر على ولاءات عصبويه دينيه ..وهرم الدوله يمثل راعي وعراب ملتزم كامل الالتزام بالمحافظه ورعاية مصالح هذه التجزئه والتشرذم ... وعليه فان رسم مخطط ادارة الدوله والسلطه في ما كان يسمى بالعراق يكون كالاتي : - مجمع قنصلي لتلك الاقاليم والامارات يكون مركزها في بغداد ومن ثم حكومات اقاليم (سنيه , شيعيه ) وهذه الحكومات بحد ذاتها تمثل لجان وهيئات تحكيم وتنسيق لنشاط المؤوسسات العشائريه والمافيات الدينيه ..وبذلك لم يعد صك المواطنه العراقيه الذي يتمسك به اصحاب الروح الوطنيه بشكل اتكالي ذي قيمه تبادليه او استعماليه الا اذا اراد هؤلاء البائسين من ان يستخدموهذا الصك كسكين يحز به اوداج نحورهم على خطوط التقسيم ... على اننا في الوقت ذاته لا يمكن ان نشخص حال هؤلاء ونحدد دورهم استنادا الى نتائج الواقع .. بل ان النهج العقلي في التفسير يجعلنا بكل تاكيد من ان نشير الى دور الوطنيين الوحدويين في بذر مسببات التجزئه والتشرذم هذه !!؟! ذلك انهم ولاسباب مختلفه ومتشابكه ...واعيه وغير واعيه ... قد الغموا دعوات الوحده الوطنيه بعلة نفيها وحقنوا جسدها بفايروس تدميرها ..والمتمثل باصرارهم على هوية العراق الاسلاميه والاندفاع الغبي في حملة اسلمة المجتمع العراقي , الامر الذي يعني انشطار نشط لفايروس الاسلام داخل نسيج المجتمع وتمزيق لحمته انطلاقا من استهتاره بكل ما هو انساني وتهميش مصير الانسان والتعامل معه على انه مجرد كائن بائس يمثل بمجموعه قطيع عبيد وقرابيين معده للتضحيه على معبد الرب الذي تتملكه على الدوام شراهة الافتراس والفتك ..والطريق لهذا الرب يتمتع بماهيه هلاميه تفسح المجال واسعا وبلا حدود لمختلف التفسيرات والتصورات والتعاليم المقدسه ...فالاسلام عند السنه ليس فقط يغاير الاسلام عند الشيعه .بل ينفيه ويعاديه.. وهو عند الوهابيون يكفر ثانيهم ويطرح نفسه وصيا مصلحا على اولهم ..وهؤلاء جميعا يضمون في صفوفهم تيارات اصوليه ومعتدله ليس على المستوى العام بل حصرا في الاطار الطائفي لها ..فالسني المعتدل هو كذلك ضمن اطار تشريعاته الطائفيه فقط وهو اصولي متزمت اتجاه الطائفه الاخرى وهكذا بالنسبه للشيعي والوهابي .. ومع تازم الواقع الاجتماعي والاقتصادي المتخلف وتسييس الاسلام من قبل القوى البرجوازيه العالميه ..هيمن مفهوم الوطنيه المشوهه الذي زاوج قسرا بين الرؤيه الاسلاميه وايدلوجيتها العدائيه وبين مفهوم الوطنيه المدنيه ..وكانت النتيجه ان طفت على السطح تعريفات الوطنيه السنيه والوطنيه الشيعيه ..الخ وهي بمجملها متخمه وبحكم طبيعتها بروح الغاء الاخر واحتوائه وتذويبه والاستئثار بلقب السلطه الوطنيه ..ولان هذه الظاهره هي ظاهره سياسيه اكثر منها اجتماعيه فقد بدت ترتبط اساليب تعبيرها بنشاطات فرديه نخبويه مقترنه باسماء معينه اكثر من اقترانها الفعلي بمؤسسات اجتماعيه , وان كان هذا لا ينفي بصوره قطعيه صفتها تلك ..فحالى الارباك والفوضى المفتعله والشامله توفر عوامل انتاج الظاهره السياسيه وتوضفها بشكل وباخر الى حاله او حركه اجتماعيه عفويه ..خصوصا وان الاسلام يحتوي في ادبياته (القرآن , والاحاديث المحمديه ,والتراث التاريخي ) على كم هائل من التناقضات والمنطق المتهافت وبالتالي يفسح المجال لانتهاج اسلوب الانتقائيه المخادعه .. هذا الاسلوب هيء له الوطنيون الوحدويون مناخ مثالي حينما لم يبدوا اية مقاومه لمحاولات القوى السياسيه العالميه والمحليه في لاسلمة المجتمع العراقي , معبيرين بذلك عن ذيليتهم للتخلف الفكري التاريخي لفئه معينه من الشعب العراقي وتوهمهم بان هذه الفئه التي تمثل في غالبيتها طبقة الفلاحيين الصغار وسكان الريف وبالتحديد كبار السن منهم واللذين بمجملهم يانون من تفشي الاميه والجهل في صفوفهم ,لا يمكن من ان يتحولوا الى ناشطين سياسيين ..وهذا صحيح .. لكن الصحيح ايضا ان هؤلاء صاروا ورقة ضغط بيد الاسلاميين اللذين وجدوا في احياء وتقوية السلطات العشائريه والقبليه عاملا توازنيا يوفق ويوجه صراعات تياراتهم وتنافساتها ,,فكانت العشائريه السياسيه الغلاف الثاني الذي احتوى مفهوم الوطنيه ... ان هذا التشرذم السياسي والاجتماعي القسري يخدم مصالح القوى العالميه البرجوازيه لكن بشرط توافر موؤسسه مستقله ومنعزله تضمن ادارة وديمومة مشروع الفوضى هذه ,والا فان الامر ينفلت من عقاله ويخرج عن السيطره وتنتج تداعيات الازمه شروط الغائها ونفيها ..وبناءا على هذا استدعى الحال تأسيس سلطه ((كونفدراليه ) مهمتها تغذية النشاط الفوضوي وتحديد مستوياته ...لتبقى ابواب الجحيم مفتوحه على مصراعيها والى اجل غير مسمى ...فهل يعني هذا نهاية المطاف ووصول الوطنيون الوحدويون والتحرريون والتقدميون الى نهاية طريق حتفهم واستسلامهم ...؟ ..الحق اقول ان كل المؤشرات الانيه تجيب على هذا التساؤل ب(نعم) !!! الا ان (النعم) هذه مستنده بشكل مركزي على مضي حركة اسلمة المجتمع العراقي الى الامام ... الامر الذي يؤشر لنا بوضوح الى طريق المخرج من هذه الازمه ويضع على عاتقنا مهمة اعلان الحرب التي لا هواده فيها وبكل الوسائل المتاحه ضد عصابات الاسلام وعلى مختلف مشاربهم النتنه ....حينها فقط لن يطول الوقوف امام ابواب الجحيم الذي اوقدته موميائات الاسلام الاجرامي وكهنة البرجوازيه العالميه









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى