الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حول المشاكل الحالية في إتحاد المجالس والنقابات العمالية
عمار شريف
2007 / 7 / 10الحركة العمالية والنقابية
تتمحور مشاكل إتحاد المجالس والنقابات العمالية حول عدم استطاعة قادة الاتحاد ايجاد صيغة مناسبة لادارة المنظمة وفق الاصول التنظيمية. لا أشك بوجود نظام داخلي مكتوب ويحتوي على الحد الأدنى للمعايير التنظيمية التي تبين الصلاحيات والمرجعيات. ولكن المشكلة برأيي هي في عدم الاستناد الى ذلك النظام الداخلي وعدم تحوله الى آلية عملية داخل الإتحاد. تسود المبادرة والروابط الفردية على طبيعة إدارة الإتحاد. وعليه في ضوء إنسجام وعدم انسجام هذه الروابط تتأثر الاعمال اليومية للإتحاد سلباً.
هذا تقليد غير عمالي وغير معاصر، بمعنى غياب سيادة الإصول التنظيمية. ينبع هذا من الضعف التنظيمي للطبقة العاملة في العراق. أحد عوامل هذا الضعف هو حظر وغياب التنظيمات الجماهيرية العمالية لعقود تحت وطأة الاستبداد. مظاهر هذا الضعف واضحة في صفوف أقسام المجتمع الأخرى أيضاً. فسيادة الانتماءات الدينية، الطائفية والعشائرية اليوم من تجسدات هذا الضعف. وبالنهاية هو ليس بالأمر التكويني، بل هو مظهر مفروض يمكن التغلب عليه.
شخصياً لا أرى أن المشاكل الأخيرة ولدت بتأثير تيارات وخطوط سياسية مختلفة ومتقابلة داخل أتحاد المجالس والنقابات. مثل هذا النوع من التحولات يفترض وجود منظمات عمالية وصلت درجة من النفوذ التنظيمي والجماهيري الواسع بين العمال جعلتها ميداناً لتقابل وتنافس تلك الميول السياسية والاجتماعية وبدائلها المختلفة وفي شروط من الاستقطاب السياسي والاجتماعي الشديد حول مسائل حساسة ومصيرية على الصعيد الاجتماعي يؤدي الى نفي أية برامج وخطط عمل مشتركة. مثل هذه الأوضاع ليست سلبية بحد ذاتها بيد انها ليست هي الواقع القائم في المجتمع واتحاد المجالس راهناً.
فاللاعبون الأصليون في الساحة السياسية المتلاطمة في العراق اليوم هم؛ أمريكا، الأحزاب والقوى الدينية والقومية الإرهابية. منظماتنا العمالية ليست ضمن هؤلاء اللاعبين الأساسيين الذين يؤثرون في مسارات الاوضاع وحياة العمال والكادحين والجماهير المتطلعة للحرية والأمان. فتحت وطأة عجلات حرب أمريكا ولعلعة رصاصهم في شوارع وأزقة المدن ومسلسل القتل الدامي واليومي فرضوا الانسحاب على العمال وقوى المجتمع المدني خلف الأبواب وأصبحت كلمة الفصل للسلاح وجرائم الاحتلال والمليشيات المسلحة. رغم هذا فلم يخلِ العمال واتحاد المجالس والنقابات الميدان. وليست الاحتجاجات الأخيرة في قطاع النفط والغاز وغيرها سوى مثال على ذلك. بيد ان الإجابة على الاوضاع المأساوية القائمة تتطلب قوة عظمى مليونية منظمة تكتسب ثقتها بنفسها مجدداً وتلقي بثقلها موحدة في قلب الصراع لطرد الاحتلال وهزيمة سلطة المليشيات الطائفية. لاريب وأغلبنا يعرف ان هذا لايأتي عن طريق الاوضاع السائدة حالياً في اتحاد المجالس والنقابات ولايأتي من حالة ضعف كهذه.
رفاقي واصدقائي في اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
أعلم جهودكم ونضالكم وبسالتكم في تأسيس وايجاد هذا الاتحاد خلال السنوات الماضية، الذي هو أحد مؤشرات الأمل في مجتمع أغرق بالدماء وبحاجة للخلاص. ولكنكم إذا دفعتم بصراعاتكم الحالية والتي هي ثانوية بالنسبة لأهداف ومهمة الاتحاد، فان منظمتكم ستؤول الى التحول الى إسمين أو أكثر متشابهين أو مختلفين ولكن دون طموح هدف اتحاد المجالس ومن دون أي تأثير اجتماعي. على الصعيد الشخصي سيفقد قادة المنظمة اعتبارهم السابق ولن يكون سهلاً الحصول عليه وعلى تأثيره في اوساط العمال ثانية. ستشتتون صفوف العمال وستسود حالة من اليأس في أوساطهم وستكونون أنتم المسؤولين عن هذه الاوضاع بالدرجة الأساس. هناك سنياريو آخر ممكن ويحتاج الى ارادتكم، اكثر أملاً، صحيح وذو رسالة تحررية وممكن.
انتم مطالبون بالحفاظ على وحدة اتحاد المجالس والنقابات العمالية. وهذا يحتاج الى عمل فوري وعاجل يحتاج الى روح أخرى غير التي ادرتم بها الصراعات والاختلافات حتى الآن. اعتقد اننا جميعاً عندما نكون ايجابيين ونؤدي اعمالنا وننشط فاننا ودون شك نرتكب اخطاءَ هنا وهناك ولكننا عندما ندخل صراعاً فاننا نكون أكثرعرضة للخطأ. لأجل توحيد صفوف العمال يمكن انتقاد كل الوضع السابق وكل ماأفرزه والتركيز على الهدف المشترك وتفعيل الأصول التنظيمية في الميدان العملي والعمل وفق الصلاحيات والضوابط المقررة لتجنب الحساسيات.
في كل الاتحادات والنقابات العمالية القوية تاريخياً توجد خلافات وميول وسياسات مختلفة فعلياً ومتفاوتة تماماً. إن لم توجد فسيكون أمراً غريباً لأن هذه هي طبيعة المنظمات الجماهيرية. هي ميدان لنشاط وتعايش مختلف الحركات السياسية والاجتماعية. فهي ليست أحزاب أو منظمات سياسية. من الضروري ادراك هذا الفرق الجوهري.
ندائي الى كافة فروع وقادة فروع اتحاد المجالس والنقابات العمالية بعدم اتباع طريق رسائل التأييد والادانة لهذا الطرف أو ذاك. لأن هذا سيصب الماء في طاحونة ضعفكم.
أنادي قادة وكوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالكفّ عن سرد قائمة بخطايا هذا الطرف او ذاك. فهذا اكثر الاعمال ضرراً من بين جميع ماحدث حتى الآن.
تحياتي لكم جميعاً مع أمنياتي بتوحيد صفوف إتحاد المجالس والنقابات العمالية
8.7.2007
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. موفد العربية محمود شكر: عودة الموظفين في الدوائر الحكومية بد
.. أطباء وعاملون بقطاع الرعاية الصحية في مسيرة تضامنية مع غزة ب
.. وزير الاقتصاد السوري للحرة: تجريم التعامل بالدولار كان أحد ا
.. تركيا تحذر: أي تهديد من العمال الكردستاني سنرد عليه مباشرة
.. تعمير - العاصمة الإدارية تمنح تيسيرات جديدة للمطورين العاملي