الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يشهد الائتلاف الشيعي أيامه الاخيرة ؟

ثامر قلو

2007 / 7 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


تشهد الساحة السياسية العراقية هذه الايام تغيرات جديدة في مواقف القوى الحاكمة في العراق ، لم تألفها طوال السنين الاربعة والنيف من سقوط النظام الدكتاتوري البائد ، وفي المقدمة ، التغيرات الجديدة التي طرأت على مواقف نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي والقوى المحيطة به من الذين يمسكون زمام الامور في الحكومة العراقية، فقد أحدثت تصريحات المالكي الاخيرة التي هاجم فيها مسلحي التيار الصدري ونعتهم بالعصابات الصدامية أو من بقايا اللصوص وغيره دويا في الساحة السياسية العراقية ولدى المتتبعين لمجريات الاحداث فيها .
المالكي ومن قبله معلمه الجعفري ، ظلا يمرران شطحات التيار الصدري مضطرين أحيانا ، وقانعين أحيانا اخرى طوال فترة قيادتهم للحكومة تماشيا مع الاتفاقيات والعهود المقطوعة بين الطرفين ، تلك التي مهدت للجعفري ومن ثم المالكي قيادة الحكومة العراقية ، وهي اتفاقيات أذلت كثيرا كلا من الجعفري والمالكي وجعلت منهما أسيرين لدى قيادة التيار الصدري لا يقويان على اتخاذ قرار مستقل ، يخرج عن نطاق محاباة قيادة هذا التيار !

فما الذي جرى ؟ ما هي المستجدات التي جعلت المالكي يستأسد على التيار الذي جعل منه رئيسا لوزراء العراق ويخرج من القوقعة التي سبره فيها مقتدى الصدر؟

ليس من المبالغة في شي ، أن تداعيات هذه المواقف الجديدة ، ستطال أركان السياسة العراقية كلها ، فمن جهة ، انها توفر الارضية المناسبة لاطلاق الرصاصة الاولى مباشرة على رأس الائتلاف الشيعي ، ذلك الائتلاف الذي بقي صامدا منذ التأسيس حتى هذه الايام رغم التصدعات والمناوشات الجارية فيه في المرحلة الاخيرة ، ومن جهة اخرى توفر الاجواء لولادة اصطفافات جديدة توافقا للضرورة التي تتطلب الحفاظ على السلطة ، أو محاولة تشكيل معارضة قوية في الجانب الاخر تنافس على مقارعة السلطة أو حتى ازاحتها بطرق قد تتجاوز الافق الديمقراطي السائد في البلاد حاليا .

ومصدر التفائل لدى البعض ، أو التشاؤم من لدن البعض الاخر من هذه التغيرات أن التيار الصدري لن يمرر هذا الزلزال الذي أطلق العنان له في الجانب السياسي السيد نوري المالكي ، وينزل كالصاعقة على رؤوس مقاتليه في هذه الايام في جانبه العسكري وسوف يقع على رؤوس قياداته السياسية في مقبل الايام ، لن يمرره مرور الكرام ، فالمعركة ابتدأت ، فاما ان تكون له أو تكون لهم ، ولا خيار ثالثا لها، وكل سوف يشحذ سكاكينه وسيوفه ، ولعل قادة التيار الصدري يعلمون أن نتائج المعركة عسكريا ستخذلهم لمؤازرة قوات الاحتلال لقوات الحكومة ، لذلك فقد يأثر سياسيوا التيار الانتقام ، ولا يشفي غليلهم سوى أمرين هامين أولهما الخروج من الائتلاف الشيعي وتمزيق بنيانه والاصطفاف مع القوى ذات المشاريع الوطنية التي تدعوا لتشكيل حكومة وطنية بعيدا عن الاصطفافات العرقية أو الطائفية ، هو ثانيهما .
لكن المستغرب ، أن مبادرة المالكي الجديدة ، لم يطلقها اعتباطا أبدا ، بل انه حسب لها ، لانها شكلت أول الطعونات الاساسية والعلنية الموجهة للتيار الصدري ، ويكاد اطلاقها يصاحبه الثقة المفرطة بالنفس ، مخالفا بذلك تمرير العشرات من المواقف المحرجة التي سببها له التيار الصدري ، وكان شرب آوارها عن طيب خاطر ، فما الذي جرى مرة اخرى ؟
هي جبهة المعتدلين التي تعتكف القوى الاساسية الحاكمة اطلاقها هذه الايام، تزود المالكي بالذخيرة والثقة بالنفس ، وتجعله يتنكر للتيار الصدري دون اكتراث ، وجبهة المعتدلين المعتزم تشكيلها من الحزبين الكرديين الكبيرين والمجلس الاسلامي الاعلى ، فضلا عن الحزب الاسلامي السني تقوى على احداث الاغلبية في مجلس النواب فما عاد للمالكي حاجة بنواب التيار الصدري فلهم أن يشربوا من ماء البحر اذا ما شاءوا !
العجيب في هذا المنوال ليس تلونات المالكي ، فهذا يظل محتفظا بكرسي الحكم ، فمما هو مثير حقا، الصفقة الجديدة التي عقدها المجلس الاسلامي الاعلى مع حزب المالكي والقوى الاخرى ، فقد لا يعقل أن يعطي هذا الحزب الكثير دون أن يحصل على ما يقابل تنازلاته للمالكي وللاخرين، فقد يكون في الاتفاق الجديد محاولة تحجيم التيار الصدري الخصم العنيد لهم في الساحة الشيعية من جانب ، وادامة وجودهم الفعال في السلطة في الجانب الاخر رغم المخاطر النازلة على مسستقبل بقاء الائتلاف الشيعي ، وتبرز الضربات الموجهة للتيار الصدري هذه الايام على منطقية الامر .

كل هذا قد يكون عاديا ، ويدخل في باب التكتيك السياسي بين القوى السياسية ، سوى أن التحركات الجديدة سوف تلقي بظلالها على مستقبل الائتلاف الشيعي ، وقد تشكل هذه المواقف الجديدة البداية الحقيقة لهدم الائتلاف ، ومثل هذه التطورات لا يمكن النظر لها من باب السذاجة من قبل قوى كبيرة كالمجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة ، وقادة الحزبين يعلمون جيدا مدى الضرر الذي يلحق بمشاريعهم الطائفية لدى انفكاك كيان الائتلاف الشيعي ، لكنه هو المنطق لا غير يدعوهم للتغيير، فانهم يعاينون أوضاع العراق المأساوية في كل جوانبها ، تلك التي قد تجعلهم يضيعون الخيط والعصفور معا .

ثامر قلو









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب