الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حوار القوة وقوة الحوار

أحمد زكارنه

2007 / 7 / 11
القضية الفلسطينية


صحيح إننا نعيش الاسواء في تاريخ قضيتنا على كافة المستويات الحضارية والأخلاقية والسياسية، فلا يستطيع أحد أن يقضم جزءاً من التاريخ الموصوم بالعار وكأنه نقطة إعتراضية على طريق التحرر، بعدما أصابنا الوهن في منظومة قيمنا الاجتماعية والوطنية على حد سواء ليلة السقوط المدوي لما تسمى " بالوحدة الوطنية "، جراء ذلك النزق السياسي الذي ينتهجه قادتنا لصالح بعض المكاسب الفئوية أو الشخصية لبعض المنتفعين أو إن شئتم فلنقل المتسلقين.
ولكن ما حدث لا يجب أن يضع الشعب موضع عبودية الخوف والذل والهوان، أو ينقلهم إلى أتون أبعاد الجغرافيا الحزبية المقيتة، ليصبحوا عبيد المصالح الشخصية أو العائلية، فتمارس عليهم سياسة " العصا والجزرة" من ليس معي فهو ضدي ، بحيث تقيم الحاجة إلى جوار الخوف، والذل إلى جانب القنوط ، فنحصل من حيث ندري أو لا ندري على عبودية تجعل من الرجال أتباعا مسلوبي الإرادة والحرية، ومن النساء رجالا في زمن غابت عنه الشهامة والرجولة، والإشارة هنا لا علاقة لها بتعريف الذكورة من الانوثة في مجتمع تأخذه ضحالة تفكيره للتوقف عند غشاء البكارة.. مجتمع يقوده قوما بشرائع قوم آخرين، يصدرون لهذا فتوى التكفير ويفرزون لذلك صك الغفران.
فإن شرايين قضيتنا على وشك النحر من الوريد إلى الوريد، وأصبحت غالبية الفصائل والقوى كمن يطفئ النار بالنار في ليل عصي الولوج إلى ذلك النهار البعيد، حينما أوغل الأخ في دم أخيه، وراح الابن يذبح عنق أبيه في مشهد لا يفرق بين الشاهد والشهيد.
هناك ثمة تباين ملحوظ في الخط البياني لوتيرة الأصوات الداعية لضرورة الحوار بين الفرقاء السياسين والزعران الفالتين، بالرغم من حالة الضبابية التي لا تزل تعتري المشهد المرصع بالسواد الحالك.. ولا شك في حسن نوايا تلك الدعوات التي تعد من ثوابت الوطنية الحقه المتطلعة إلى رسم ملامح الوطن عبر حوار داخلي ينشد لحظة الوصول إلى ذلك التصاهر الوطني، على أرضية أن الوطن للجميع والدين لله، وهو الفارق الحقيقي بين القيم الثابتة والمفاهيم المتحركة، كاعتراف ضمني ومعلن في آن بأن التعايش أو الوحدة ضرورة حياتية.
لكن استقراء التاريخ والواقع يفرض علينا الحذر من حوار عبثي يحتاج بدوره إلى توافق وطني، يردده البعض كأغنية ينشدها كما يحب ويرغب لصالح مصالحة الخاصة دون النظر إلى أراء الآخرين، وتمضي الأغنيات وإذا بنا ننشد قصة ذلك الصندوق الذي يحتاج إلى المفتاح الذي هو عند الحداد، والحداد الذي يريد كأس حليب إلى ما لا نهاية من اللف والدوران وتفسير الماء بعد الجهد بالماء.
وهنا يطرح العديدون من أبناء شعبنا عددا من الأسئلة المشروعة.. هل نذهب لنتحاور على أنغام قهقهت السلاح أم نعلي من شأن الوطن ونتعالى فوق الجراح لتصبح القضية الأم منطلقا لقوة الحوار لا حوار القوة؟ وهل حقا نمتلك الرصيد الوطني الكافي لإنجاح ذلك الحوار أم نجلس لنعقد حوارا عبثيا مجردا من حدود الزمان والمكان، وكأننا نجلس حول وليمة كلام مزركش بالنميمة؟. وبما أن الشيء بالشيء يذكر يتساءل البعض كيف نقيم حوارا قد اختلفت مقاييسه، فأصبح حوار المسيطر عوضا عن حوار الأخ والشريك؟. فالقضية اشبه ما تكون بمواجهة مشكلة ثقب طبقة الازون.
أيا أيها الإخوة الأعزاء إننا حقا لا نغالي لو قلنا إنه ما من أحد في هذا الوطن لا يرغب في حل هذه الأزمة عبر الحوار ، ولكن أولا يجب أن يعود المنقلبون عن إنقلابهم ويحترموا شعبهم حتى يفكر جديا في غفران قبح جرمهم، عليهم أن يتنازلوا من عليائهم التافه لصالح قضيتهم الوطنية، فإن طال الزمن أم قصر حتما سيسقطون فيعتذرون عما خلفت أياديهم بحق هذا الشعب المكلوم ، وعليه جدير بنا الجهر تراجعوا اليوم قبل الغد ونحن لم نزل نتجمل بالقول " من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا