الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري يحجب مواقع ؟!

الياس حلياني

2007 / 7 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أصدرت المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان بيانا تشجب فيه حجب المواقع من قبل النظام السوري .

قد يكون رئيس هذه المنظمة الصديق الدكتور عمار قربي ، لأنني لم أسأل وهو أمر غير هام بالنسبة للموضوع . وقد لا يكون ؟ ولكن اذا أردنا أن نتحدث بشفافية وصراحة ، بعيدا عن التنظير وجذب الأضواء . فإن كل المواقع التي تم ذكرها ، قليل عليها الحجب ! . باستثناء موقع الحوار المتمدن ، الموقع العلماني الديمقراطي الحقيقي ، والذي يمارس ما يؤمن به حقيقةَ لا مجازاَ . لأن كل تلك المواقع انحرفت عن خط الحوار واحترام الرأي والنقاش الحر المفيد ، واتجهت الى كيل الشتائم والسباب والتطاول على رموز البلاد .

مراسل العربية المدعو السيلاوي ، لأنني لا أعرف اسمه الأول ، في أثناء حديثه عن مدينة البتراء قال : (( ستكون قبلة للسياحة ، ولن تستفيد الاردن فقط ، ولكن ايضا دول الجوار ، السعودية ومصر وفلسطين-- )) ولم يجرؤ على ذكر اسم سوريا كدولة مجاورة للأردن ، وهذا في مجال عادي وسياحي ، فما هو سبب كل هذا الحقد في أمر عادي ، والذي يجعل هذا المراسل يحجب اسم سوريا عن لسانه خوفا على طعامه وشرابه .

ماذا لوكان لدى شخص جار سافل ، يُصبحه بكلام بذيئ ، ويُمسيه بكلام بذيئ ، هل يدع الباب مفتوحا بينه وبين جاره ام يُقفله ؟ أعتقد أن الجميع يوافق على اغلاق الباب في وجه الجار الذي يكيل الاتهامات والشتائم والكلام القبيح لجاره ، وهذا ما فعله النظام السوري .

نفهم المعارضة ، بأنها من تناقش وضع سياسي ما ، وضع اقتصادي ما ، وضع اجتماعي ما ، وتُظهر مكامن الخطأ وتتحدث عن طرق الإصلاح الناجعة . ولكن لا نفهم المعارضة بأن ، تبتعد عن كل المشاكل والأخطاء ، وتستلم رموز البلاد وتبدأ بمسلسلات الشتم والقدح والذم . ولا أعتقد أن بائع الفلافل ، يقبل بأن يُشتم أبيه أو أخيه أو أمه ، ويصمت .

هذا بالنسبة ، للسوريين ، والذين تورطوا أو قبضوا ، ولكن ، لا يُمكن السماح أبدا ، للغرباء ، بالتطاول على رموز البلاد ، واذا كانوا في بلادهم ومواقعهم يشتمون رؤسائهم ، فإننا لا ولن نقبل منهم ، قلة الأدب هذه .

بالله من يقبل أن يُطلق على ابيه او اخيه ، ما يخرج من مخارج جماعة 14 آذار ، وبعد كل هذا علينا أن لا نُغلق الباب ، ونسمح لهم بشتمنا ، واذا أغلقنا الباب ، فإننا نكون غير ديمقراطيين .

أعجبني (زعل) جريدة المستقبل وفضائية المستقبل ، سأورد ما جرى في فضائية المستقبل ، والتي (زعلانة ) بسبب حجب مواقعها : (( يخرج المؤدي باسل فغالي ومن على منبر فضائية المستقبل المحترمة ويقول في حديثه عن طرد مدرس لابنه : ((قلت له (للمدرس) : شيلو من ورا وحطو قدام ،ورصو، ولا تخلي ينام ، خلي واقف على طولو ----) هذا هو المستوى الذي تدافع عليه المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا .؟!!

هل سمع يوما أحد ، شتائم طالت رؤساء أو ملوك او أمراء عرب في المواقع السورية ؟ وعلى عكس ذلك ، نقرأ العديد من التعليقات ، والتي نعتقد أن أكثرها مفبركة تتطاول على رمز سوريا ، وادارة المواقع تنشر كل الشتائم والكلام البذيئ ، وعلينا تحت مسمى احترام الرأي الآخر سماع المسبات من موقع العربية ، وغيرها من المواقع ، والتي تنتهج نفس قلة الأدب والغلاظة .

هل فكرت منظمة في يوم من الأيام ، أن تستنكر حجب الصحف السورية في الفضائيات اللبناننية ؟

هل فكر أحد في الاعتراض على مواقع المعارضة بسبب حجبها المقالات الوطنية ؟ ومتى نشروا رأي مخالف لخطهم ، وهم على ما يدعونه من ديمقراطية واحترام رأي الآخر . بينما نتابع في موقع كلنا شركاء ، والذي يديره المهندس القدير ايمن عبد النور ، الكثير من الأقلام المعارضة والحاقدة .

لماذا يتم حجب صحفنا ومجلاتنا ؟

لماذا يتم حجب المقالات الوطنية ؟

لماذا كل هذه الاتهامات والشتائم وقلة الأدب؟

لماذا لم يجر شجب المذابح التي يتعرض لها السريان والصابئة والايزيدية ؟ ، وماذا عن مذبحة التركمان منذ يومين ؟ لم يذكرها أحد .

لماذا لا نشجب ونستنكر الوجود الأمريكي في العراق ومفاعيله وبلاويه الزرقا والحمرا ؟ .

لماذا لا نشجب ونستنكر نسف المقامات والمقدسات ؟

لماذا لا نستنكر حجب الحقيقة من قبل الإعلام الأمريكي ؟

لماذا لا نستنكر سيل الإتهامات التي تُكال لسوريا يوميا؟



ليتنا كنا نملك ، الجرأة أكثر ، لكي نستنكر ونشجب حجب صحفنا ومجلاتنا ومفكرينا الوطنيين في كل الأقنية الفضائية ؟

الحق في إبداء الرأي مهم فقط في حالة أن نكون في وضع نملك فيه القدرة على امتلاك أفكارنا الخاصة . من يمتلك أفكاره الخاصة اليوم ؟

من ليس العوبة بيد أمريكا ؟

من ليس عبداً للريال والدولار؟



أما من جهة الحكومة السورية ، فهتاك مواقع ، محترمة ، ولا تمارس قلة الأدب ، وبالتالي فإن حجبها يُعتبر خطيئة كبيرة ، وأولها موقع الحوار المتمدن . وليس هناك من مانع في اعادة النظر ، واعادة التقييم ، من قبل اختصاصيين ومهنيين ، لا من قبل رجال امن فقط . ونحن مع حجب كل موقع يُسيء الى سوريا ، والى رموز سوريا . ولكننا لسنا مع حجب أي موقع يُعبر بإحترام وأدب عن معارضته ، ورفضه لبعض الممارسات القمعية من قبل البعض في السلطة ، أو يُعري الفساد والفاسدين .

حرية الرأي لا تعني أبداً حرية السباب والشتائم .

دعت الثورة الفرنسية الى العقل ، وباسم هذا العقل قطعت المقصلة رؤوس الآلاف من العقلاء .



دمشق

10-7-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ