الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاطع مصالح

حيدر عوض الله

2007 / 7 / 12
القضية الفلسطينية


لا آفاق جدية أمام أية عملية سياسية تفاوضية على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي وكل مانسمعه مجرد حراك لغوي ،اعتدنا على سماعه لدرجة بتنا فيها على قناعة بان هذا الطحن من الهراء، يتقدم مسلسل الإجهاز على ماتبقى من "فرص" ولو نظرية لتقدم هذه العملية. وعلى عكس تفوهات رئيس الوزراء الإسرائيلي وبعض أطراف الرباعية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، فان الحل السياسي المرتكز على قرارات الشرعية الدولية وديباجة اتفاق أوسلو أصبح يبتعد شيئا فشيئا، الأمر الذي يطرح على الحركة الوطنية الفلسطينية برمتها أسئلة مستحقة عن استعادة زمام المبادرة في إدارة نضالها التحرري في ظل المستجدات الراهنة. فقد وقعت أهداف النضال الوطني في مرحلة استعصاء قديم ، وآخر جديد ذو طبيعة تاريخية لم يختبرها النضال الوطني منذ انطلاقته، وهما، الأول: الإستراتيجية الإسرائيلية ،والثاني مستجد تمثل بانقلاب حماس وإخراج قطاع غزة سياسيا وجغرافيا من المعادلة الوطنية وأهدافها، أي الإجهاز على خيار الدولتين التي بذل الشعب الفلسطيني أعظم التضحيات على طريق انجازه.
لقد جرى هنا تقاطع تاريخي ذو طبيعة إستراتيجية بين أهداف الاحتلال وأهداف حركة حماس راح ضحيتها بالنتيجة هدف النضال الوطني وما راكمه من انجازات على هذا الطريق.
نجحت الإستراتيجية الإسرائيلية، ولو مؤقتا، في خفض سقف تطلعات الشعب الفلسطيني ، وتحجيم تطلعاته الوطنية لبناء دولة مستقلة على حدود 67 مستخدمة أداتين رئيسيتين، الأولى: إجهاضها لمضمون عملية السلام وأساسها ، من خلال سلوكها الذي تلى التوقيع على اتفاق أوسلو، والذي تدرجت وتيرته بصورة غير مسبوقة من جهة الاستيطان وتهويد القدس وبناء جدار النهب والفصل العنصري ومصادرة منطقة الأغوار الإستراتيجية، ثم تتويجه بالانسحاب الاحادي من قطاع غزة، لتستكمل هذه " الانجازات" المادية على الأرض ،بانجاز سياسي تبلور على شكل دك السلطة الفلسطينية " الشريك" سياسيا وماديا، وعزلها بصورة مباشرة عن تفهم ومساندة المجتمع الدولي، في إطار خطة لإحداث فراغ سياسي وسلطوي يقود إلى تدمير البني القيادية المركزية للشعب الفلسطيني ، بما يعطل أية إمكانية لمقاومة سياسية معترف بها على الصعيد العالمي ،ويؤسس لتشظي سياسي يؤدي إلى تفتت الحركة الوطنية وتصادم برامجها.
الأداة الثانية، كانت حركة حماس التي تستعمل اليوم لتثبيت الإستراتيجية الإسرائيلية كخاتمة " سعيدة" للأهداف الإسرائيلية. ومخطئ من يظن أن إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة منزعجة من سيطرة حماس على قطاع غزة، أو أنها تشعر بأي تهديد من هذه الحركة على امن إسرائيل. بل يمكنني أن اذهب إلى ابعد من ذلك من خلال التأكيد على مقاومة إسرائيل لأية محاولات وطنية أو دولية لتعديل الوضع الشاذ في غزة بما في ذلك استدعاء قوات دولية ،على رغم الخلاف الحقيقي على دور وطبيعة وحدود انتشار هذه القوات.فلأسباب برغماتية صرفة، يقع أيضا تقاطع في المصالح بين ضرورة الإبقاء على قطاع غزة مسلوخا عن الأراضي الفلسطينية لتثبيت تصفية حل الدولتين وبين مصالح الإمارة" الإسلامية" الراغبة في البقاء كحركة مهمتها " الإلهية " تختصر في إرجاع الناس إلى " الطريق القويم"!!. وبهذا التعويم المقصود بين الوطني والديني تتحرر حماس مؤقتا من "شبهة" الاعتراف بإسرائيل مقابل خدماتها في حفظ امن خاصرة إسرائيل الجنوبية. لقد علمتنا دروس التاريخ القاسية على جلودنا أن نميز بين العداء اللفظي للولايات المتحدة وإسرائيل وبين الضلوع على الأرض بتنفيذ مخططاتها وتحقيق مصالحها بدءا بتجربة ابن لادن و وانتهاء بسلوك بعض الدول والإمارات التي تريد إخفاء خدماتها الجليلة للولايات المتحدة و لإسرائيل بستار كثيف من دخان دعم هذه القوة أو تلك ممن تبدو في الظاهر "ثورية " إلى أقصى الحدود. والإشادة الإسرائيلية - الأمريكية المغرضة بالرئيس محمود عباس وحكومة الطواري تهدف بالأساس إلى إضعافهما وطنيا، فكل السلوك الإسرائيلي على الأرض لا يفعل في الحقيقة سوى الإسهام في إبقاء الطرف الأخطر، أي السلطة وبرنامج م-ت السياسي ، تحت الضغط والضرب المباشر ، وإفقادهما القدرة على إعادة ترميم الوضع الداخلي وتهيئته للمعركة السياسية المستحقة والتي أصبحت بشقين ، الأول: مع الاحتلال الإسرائيلي ، والثاني استعادة قطاع غزة إلى المشروع الوطني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال