الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة الأمريكية في القارة الأفريقية على ضوء نجاحات الهلال السامي

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2007 / 7 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



إن الدفاع عن القضايا العادلة وصنع السلام يحتاج لموهبة خاصة الحمد لله لقد حقق مشروع الهلال السامي نجاحات هائلة أهمها أنه وضع حدا لطيش رئيس مالي وتهوره في الكذب على القوى الكبرى وجعل أميركا تنظر للطوارق بعيون يهودية وخلق حلف لأمريكا في الشرق الأوسط وشمال افريقيا يكون في خدمة مصالحها .
يبقى أن نشير إلى أن أميركا مهتمة حاليا بتحقيق عملية السلام بين الطوارق وكل من حكومتي مالي والنيجر يقضي بمنح الإقليم حكم ذاتي لمدة 10 سنوات يتم خلالها إعادة الحياة للإقليم وبناء الجامعات وبنى تحتية وأسواق اسهم وسندات وبناء مدن عصرية ونقل التكنلوجية الرقمية للإقليم وتقديم قروض للأسر الطوارقية لبناء اقتصاد أسري وتشجيع المغتربين على العودة وفي المقابل تقديم مساعدات مالية دائمة لحكومتي مالي والنيجر تقدير لتخليها الطوعي عما ليس لها وإقناعها بان الاستعمار الذي الحق الإقليم بها اكتشف أنه كان مخطئ ويريد تصحيح خطأه بأن يحقق للطوارق الدولة المستقلة التي يطلبون ويدعم استقرار الأنظمة الديمقراطية التعددية في مالي والنيجر وفق مبدأ لا ضرر ولا ضرار إنصاف الطوارق وحماية الديمقراطية في مالي والنيجر.
إن كل عوامل النجاح متوفرة لتحقيق هذا الأمر مالي والنيجر دولتان فقيرتان ومتسولتان والسياسة عند الماليين والنيجرين مهنة تسول وتكسب والتخلي عن الإقليم طواعية مقابل مساعدات مالية دائمة صفقة مربحة لا يمكن لحكومتي مالي والنيجر رفضها وهم يدعون لمن أبتكر مشروع الهلال السامي بأن ينصره الله لأن فتح أبواب رزق وتكسب مادي يحل مشكلتهم الإقتصادية ويمنحهم مكسب دعائي أنهم تخلوا عن إقليم فقير لأصحابه الحقيقيين ومقابل مساعدات مادية دائمة لكي يعمره أبنائه بالتعاون مع إسرائيل وأميركا وفرنسا .
كما أن هذه الصفقة تمنح مالي والنيجر امتياز أن تشجع بقية الدول الإفريقية في حل نزاعاتهم سلميا بدعوة واشنطن وباريس لرعاية سلام شامل يمنح الحكومة مساعدات والأقاليم التي تشهد اضطرابات وتمرد حكم ذاتي إن القارة الإفريقية قارة تعاني من الفقر والتسول السياسي سمة السياسيين الأفارقة والحلول السلمية التي تمنح الأقاليم حكم ذاتي والحكومات مساعدات هي الحلول الناجعة لحل كل مشاكل القارة الإفريقية هو ما يريد الأفارقة .
وبالتالي يتحقق الهلال السامي في القارة الإفريقية ببناء دولة للطوارق موالية للغرب وصديقة لإسرائيل وتحقق أمريكا نصرا في القارة الإفريقية ويكون لإسرائيل صديق مسلم لها الفضل في بناء دولته وتبنى واشنطن قواعدها العسكرية في دولة الطوارق دون الحاجة لافتعال معركة وهمية لمحاربة الإرهاب .
بالسياسة يمكن الحصول على الكثير من المكاسب دون الحاجة لاستعمال القوة العسكرية كما أن اتمام هذه الصفقة بهذه الصورة سوف يلمع صورة واشنطن في نظر الشعوب العربية ويزيد أصدقاء إسرائيل في الوطن العربي فدورها في اتمام هذه العملية سوف يشجع الكثير من العرب والمسلمين على صداقتها وسيكون بناء دولة الطوارق أكبر حسنة لإسرائيل في تاريخها وسوف يترتب عنها ثقة الأمازيغ والكرد والعرب بإسرائيل وسوف تتوقف مشاعر الكراهية لإسرائيل في العالم العربي عندما يتأكد العرب أن إسرائيل سامية تنصر الساميين وتستجيب لتطلعات الشعوب السامية وتكرم وتدعم الساسة المروجين للإعتراف بها والتحالف بها .
كما أن نجاح هذه الصفقة سوف يشجع الأفارقة على قبول أميركا كراعي وحكم لحل جميع مشاكل افريقيا ويبعد منافسي واشنطن عن الساحة الافريقية عندما يجدون الأفارقة يفضلون الحلول الأمريكية لقضايا القارة وبهذا تبدأ واشنطن من حيث انتهت بريطانيا وفرنسا اللتان تركتا مشاكل وصراعات وفقر وعوز وأمراض بالقارة الإفريقية فمثلا عندما تحل واشنطن مشكلة دارفور بحكم ذاتي ضمن دولة السودان الفيدرالية فإنها سوف تبعد الصين عن السودان وأبار نفطه .
كذلك فإن مشروع الهلال السامي يضمن لأمريكا ثقة حركات التحرر لأنه هناك تعاطف بين حركات التحرر في العالم فتعاطف الأكراد مع الطوارق سوف يجعل الطوارق والكرد يجرون كل حركات التمرد والتحرر في إفريقيا للدوران في فلك أميركا والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وتكون حركات التحرر في القارة الافريقية كلها معترفة بحق إسرائيل في الوجود تقليدا للمؤتمر الوطني لتحرير أزواد وبالتالي تربح أميركا وإسرائيل السوق الأفريقية من كل جوانبها حكومات وحركات تحرر وتثبت واشنطن أنها بجدار من يعرف من أين تؤكل كتف السياسة الافريقية وتصبح واشنطن المتحكم الوحيد بأوراق اللعبة الافريقية دون الحاجة للجوء لأساليب قديمة أكل الدهر عليها وشرب مثل مكافحة الارهاب.
يبقى أن نقول أن مكافحة الارهاب أفلست وفشلت وكل من يردد هذه العبارة إنماء يشمت بفشل واشنطن والمستنقع الذي وقعت به في العراق وافغانستان وأن عليها أن تطور سياساتها بما يتلاءم مع القرن الحادي والعشرين قرن الصفقات السياسية التي تعطي للمعارضة ما تريد وتعطي للحكومة ما يجعلها تشعر بأنها حصلت على مقابل لتنازلها ويضمن لواشنطن الإمساك بخيوط اللعبة السياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م