الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفر في قطارين منفصلين

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2007 / 7 / 12
الادب والفن


في الحب تكبر الأحلام, يكبر الحزن بحجم الفضاء.
في الحب يتحول البستيل لخرافةٍ تنام بجوار العاشق.
في الحب يصبح الكل شاعرا, والريح بين يديه.
في الحب نشبه الضوء حين ينفذ من ثوب الليل.

من أين البدء والشعر محاصر, والقلب يجيش بما لا يحتمل ؟
من أين لي بشمسٍ تصفع السواد في ليل العاشقين ؟
من أين تبدأ الحكاية والأغنيات غطاها النسيان ؟


يحفل الصيفُ هذا العام بالانتصار للحزن
الحزن عدوي الأول, صديقي الأول
يعلن انتهاء الأمسيات الحافلة بالانتظار
ومكبرات الصوت تعلن قيام الرحلة
يجمع كلٌ منا أشلاءه بطريقته
ويروي القصة حسبما يرى صورته في قاع النهر.


في المدينة اليوم ضوضاء
أعين لا ترى,
آذان لا تسمع
وكلانا بات لا يمتاز بالخصوصية
كلانا خبأ القلب تحت غيمة
وجاءها المخاض, فأمطرت,
وفقدنا الطريق إلى سرّنا الدفين.


اليوم في المدينة عاصفة
تشبه ما كانت تقصه من حكايا الكواكب
ثملة بمتعةِ ما تروي
ولا تدرك عاصفةً طغت على القلب.


كل شئٍ تبدل
كل شئٍ تغيّر
أصوات الباعة المتجولين يملأ المكان
يتردد, كأنه يذكرني بأن كل شئ يباع
ويُشترى, حتى الحب.!!






وتقول الحسناء كمن يختم بالشمع الأحمر كتابا ملَّ قراءته:
أيها الوسيم الغاضب, أكنتَ تريدني راهبةً في انتظارك ؟
كنت معلمي دوما فدعني أعطيكَ درسا لمرةٍ واحدة:
في هذا العالم عش كما يتأتى لك
ولا تظنني انتظرت دوما أو سأنتظر
لن تؤلمني الظنون والنظرات
فدع عنك هذا العناء.
امتدح جمالي فحسب
قل أن حبي كان الأعظم
أو اذهب, فلا ألوي على شئ.
لا خيارات لديك, فلم أكن الأسوأ في حياتك
وإنما هكذا نحن النساء
من لم يكن الأول في حياتنا
فهو الثاني, الثالث, العاشر..!


سفر في قطارين منفصلين
لم نعد واحدا كما كنّا
نحن اثنان,
أحدنا في المقدمة والآخر في" السبنسة "
أملك كل شئ وأبتسم تواضعا
وتركضين خلف أي شئ
ولا تنالين سوى ما تعرّيه الرياح من لحم الطريق.



قد تحلمين
بعربة فارهة, قصر أسطوري, حلم مبهم رخيص
لكنكِ لن تعيشي كما عشت
وإن انعزلتِ بخطيئتك فلن تكوني متفردة بامتياز
ولن تفهمي الفرق الشاسع ما بين الانعزال والتفرد
ليس لأنك لا تريدين
و إنما لأنك تخشين أن تدركي حجم الوحل الذي
أحاط بقدميكِ وبصورتك قبل العزلة.


لو عشتُ عاما واحدا, أو مئة عام
فأنا الأخير في عالمك
وحدي صنعت منكِ أنثى
ووحدي تحملت وزر ما صنعت
فالأنثى حين يصنعها رجل تصبح كالسقف المثقوب
يعبر منه الماء, والشمس والهواء ولكن
ليس إلا في الجانب الشرير من الصورة.





لقد ولدتُ على الأرض
لكني سبحتُ في الغيمات
حلّقت ما بين شطآن وماء
كتبت الكثير من الحقيقة
ولعنت كثيرا أنصاف الحقائق.
أتنتمين لأنصاف الحقائق ؟


من يدرك الحق يمسك الشمس بيديه ولا يحترق
من يدرك النور يهتدي في العتمة
من يدرك الفن, يعشق الريشة
ومن يدرك الغرق يجيد مسك المجداف نحو الحقيقة.
فماذا أدركتِ من كل ذلك ؟
لو أنكِ أدركت الحق لما احترقتِ بنار الكذب.
لو أنكِ أدركتِ النور لما عشت في عتمة أبدية
لو أنك أدركت الفن لما شوهت الألوان وكسرتِ الريشة
ولو أنكِ أدركت الغرق لما كسرتِ المجداف و ثقبتِ قاع الصدق.


سلامٌ عليكِ, سلامٌ عليّ
انتهيتِ, من حيث بدأت أنا
وهذي المرّة أحلامنا ليست واحدة
فلست من هواة الغرق في الوحل
ولا من زوار الليل الذين يذبحون في طقوس نرجسيتك.
تنازلت عن تذكرتي في الحياة
لتنعمي بمقعدٍ نظيف في قطار نظيف ولو مرّة
لكنكِ اعتدت " السبنسة " وغبار المحطات وكلاب السكك
حتى مللت نفض الغبار عنكِ
فحجزت لنفسي سفرا بمزايا متفردة
ليس لمثلك فيه تذكرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع