الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً العلاّمة والمفكر الكردي شكور مصطفى...

عبد الحكيم نديم

2003 / 9 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                                                                        
بابتسامته المفعمة بالحب والوقار ودعنا قبل أيام العلامة والمفكر الكردي الكبير شكور مصطفى في مستشفى اربيل عن عمر شارف الثمانين فقدً قضاه في خدمة أدب ولغة وتاريخ شعبه المكافح، وعُرفَ الراحل  بين أبناء جلدته بـ(ملا شكور) جريا على عادة أبناء الشعب الكردي بتسمية كل من ينهي علومه الدينية في الجوامع بالملاّ تقديراً له ولعلومه الدينية هذا وبعد إنهاء كافة مراحل دراسته  الدينية واللغوية حصل الراحل على الإجازة من قبل هيئة كبار العلماء في جوامع كردستان.
وعدَّ الراحل علماً من أعلام اللغة الكردية ،وشخصية معروفة في مجال الفكر والفلسفة ومترجما بارعاً في اللغات العربية والتركية والفارسية، وكان أول أديب كردي استطاع أن يترجم روائع الروائي العالمي يشار كمال إلى اللغة الكردية معرّفاً قراء الكرد برواياته الشهيرة.و كما ترجم العديد من كتب التاريخ وفقه اللغة من اللغات العربية والفارسية، ومساهمته الجادة و الفعالة في وضع القاموس الكردي الموحّد بكافة لهجاته الجنوبية والشمالية، ونشاطه الدائم طيلة عمله في المجمع العلمي العراقي مع إخوانه العاملين في المجمع العلمي الكردستاني في أربيل وإغنائه المكتبة الكردية بنتاجات ومؤلفات قيمّة في ميدان الفلسفة واللغة والترجمة والمراجعة . فخسر الكرد والفكر الكردي برحيله  عالماً فذاً في عشق الكلمة الكردية، ووطنيّا مخلصاً لأرضه ومدافعاً  صلداً لقضية شعبه في مقارعته لكل أنواع الظلم والاستبداد .
ونطلب من الجهات الرسمية المعنية بشؤون الفكر واللغة والأدب والأقسام اللغوية والفلسفية في الجامعات إقامة الندوات واعداد الدراسات والبحوث  واستضافة العديد من الباحثين والأكاديميين  في حلقات فكرية حول فكر وجهود الراحل العلمية والأدبية في شتى ميادين المعرفة ،وتخليده  في ذاكرة الأجيال من خلال إطلاق اسمه على بعض القاعات الدراسية و الأماكن المهمة تقديرا ً واحتراماً لجهود ه الجليلة، ولا نسيانه عندما نسيت بعض مؤسساتنا الثقافية عن عمد بعض الوجوه والشخصيات الفكرية والعلمية أمثال العلامة الكردي الراحل مسعود محمد وشهداء الفكر والكلمة شاكر فتاح ومحمد جميل الروزبياني والشاعر دلشاد مريواني، وقائمة كبيرة من المنسيين من أدبائنا وعلمائنا الراحلين، فتألمت جداً اليوم عندما قرأت تأبين الأديب حمه سعيد حسن باللغة الكردية بخصوص الراحل شكور مصطفى قائلاً- بأنه لم يبك شكور مصطفى لأنه رحل، و لا بد للإنسان أن يموت ،وإذا كان في عمر وصحة شيخ كبير كشكور مصطفى، وإنما بكى لحال الإهمال والتهميش وعدم توقيرنا لعلمائنا ومفكرينا من أمثال الراحل- ومعاتباً بعنف وبلغة مؤثرة وحزينة المسؤولين والمتنفذين وقادة الأحزاب الكردية المعروفة وعدم حضورهم شخصياً في التشييع واكتفائهم بإرسال مندوبين عنهم، ولا ادري أين  احترام وتبجيل علمائنا الأفذاذ ، وللأسف حتى في ساعة رحيلهم لا نقتنص من وقتنا بضع دقائق في وداع عالم أو شاعر أو أديب ،ولكن نستطيع أن نضيع  ساعات وأيام في عمل المجاملات والزيارات الدسمة ، ابهذا التعالي نستطيع  نربي الجيل على احترام أهل العلم والفكر وتقدير رجال المعرفة، ولا ادري لماذا  لا ندرس تعامل الشعوب الراقية وقادتهم  كيف يعتنون ويهتمون بعلمائهم وكيف يوفرن لهم افضل الخدمات والرعاية  تقديراً لجهودهم العلمية وخدمتهم للتراث والثقافة وليس لأغراض وأهداف سياسية وعرقية أو مذهبية، والأمم الحيّة والعظيمة تعرف بمآثر عظمائها ومفكريها ولا بمجازر جلاّديها وكثرة جدارياتها وكتابة الروايات والبطولات المزيّفة.فسلام عليك أيها الراحل الزاهد في يوم رحيلك وأنت تعانق الموت دونما وجل على دنيا الجاه والمال، والصبر والسلوان لذويك ومحبيك،والصمت أمام نوائب الموت وشدائد الرحيل  :

وأعوذ بالصبر الجميل تعزياً
          لو كان في الصبر الجميل عزائي ... ( الشريف الرّضي ّ)

                                       * شاعر وفنان تشكيلي
                                           السويد   
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل