الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جارالقمر ! شمس ولعبه الأختباء

رحاب الهندي

2007 / 7 / 12
العلاقات الجنسية والاسرية



شبكة عنكبوتية ترسم خيوطها حول الجميع، تتشكل بأشكال وألوان وصور مختلفة وتحت مسميات عديدة.
كل منا يختبئ وراء هذه الشبكة ويقول ما يحلو له، من دون رقيب او حسيب، وتلتصق بهذه الشبكة العنكبوتية كل مكبوتاتنا النفسية وآرائنا المخفية التي لا نفصح عنها إلا لمن يشاركنا الدردشة والحديث عبر بواباتها.

ويبدو لشهرزاد صاحبة ألف ليلة وليلة ومئات الحكايات ان في عالم الشبكة العنكبوتية (النت) ملايين الحكايا المزخرفة بالكذب والإدعاء في مقابل آلاف قصص الصدق والحقيقة. فالحقيقيون الأكثر وضوحا في حياتهم يستخدمون نفس أسمائهم ويطبعون صورهم الحقيقية ويتحدثون مع الآخرين بمنتهى الوضوح في ما يتعين عليهم الحديث به. أما ذوو الوجوه المتعددة فهم يخترعون أسماء وألقاباً جديدة ومختلفة يختبئون وراءها ويكتبون بأسماء وهمية حتى لا يعرفهم أحد، وقد يتحدثون للمرأة بأسماء رجال، ويتحدثون مع الرجال بأسماء نساء. في حكاية أنترنيتية معاصرة من حكايا شهرزاد. حكاية “جار القمر”! لقب يحمل في داخله أكثر من معنى لجمال الحياة وبهائها بل ولرومانسيتها. تقدم لنافذة شهرزاد بلغة أجنبية، لكنها كانت تجيبه بلغتها العربية، فأسقط بيده وتحول سريعا الى اللغة العربية، وتجاذب وإياها مواضيع شتى. حاول الدخول الى عالمها عن طريق الغزل ظنا منه أن أية إمرأة قد تقع فريسة الكلمة الحلوة، لم يفلح مع شهرزاد فلجأ الى محاورة الصداقة وتبادل الآراء الثقافية، تناقشت معه شهرزاد وتحدثت إليه لكنه كان غالبا ما يميل الى اللجوء للغوص في أحاديث جانبية خاصة لتغلق عليه شهرزاد الباب والنافذة! في مصادفية غريبة من نوعها. إكتشفت شهرزاد ان جار القمر المعجب بشخصيتها كما يقول ما هو إلا فتاة تتغزل بأحد زملائها في العمل!
ضحكت شهرزاد وهي تكتشف اللعبة عن طريق المصادفة. وحين فتحت نافذتها وجدت جار القمر يلح عليها طالبا محادثته لإقناعها بأنه رجل وان شخصية المرأة للزميل الرجل، ما هي إلا شخصية وهمية لسبر أغوار الزميل الكاتب! شخصية جار القمر الذي يختبئ وراءها هذا الإنسان ان كان رجلا او إمرأة، شخصية تحتاج الى التأمل والدراسة في هذا الزمن، فما الذي يجعل رجلا يختفي وراء إسم إمرأة او إمرأة تختفي وراء اسم رجل. هل هو فراغ عاطفي أم فكري؟ او بالعكس تماما تخمة عاطفية وتخمة فكرية ثقافية واحساس بأنه يجلس مسترخيا ليلعب مع الناس بألعوبة سمجة عبر الشبكة العنكبوتية، يحاول ان يتصيد نماذج من الناس وخاصة الذين يعملون في مجال الكتابة وبالذات أولئك الذين يقول عنهم أنه معجب بكتاباتهم!! حتى إذا إكتشفوا أمره وأهملوه وصفهم بضحالة الفكر وأنهم لا يستحقون الراتب الذي يتقاضونه!
هل هو شخصية مريضة بأحلام يقظة، يتخيل نفسه يجلس ويتحدث مع هؤلاءحتى لو كان يحادثهم عبر النت!
ولماذا يلعب لعبة المزاوجة بين الرجل والمرأة؟ هل يحاول ان يستدرج شهرزاد بإسم رجل ليعرف منها بعضا من كينونة المرأة ويستدرج زميلها (الكاتب) بإسم إمرأة ليستدرج منه بعضا من كينونة الرجل! وهل يؤمن بإختلاف الكينونة بين الرجل والمرأة!
ولماذا حين إنكشف ضعفه وزيفه هاجم من يعملون في مجال الكتابة واصفا إياهم بالدخلاء وغير المثقفين لا يعرفون أسماء كتاب مرموقين في وطنهم كفؤاد التكرلي وليلى عبد القادر وغائب طعمة فرمان و... و!!
هل يعتبر هؤلاء الكتاب نماذج عملاقة لا يتوصل لإبداعهم أحد خاصة وهم كتاب روائيون! ولا أعرف لماذا إستثنى باقي كتاب الرواية! يقول لشهرزاد: أتحداكم جميعا أنتم الذين تملأون صفحات المجلة بالحبر الأزرق.. ونسي تماما بأن عالم الكتابة واسع جدا ومتميز وله فنونه المختلفة فالرواية غير القصة والقصة غير الأقصوصة كما ان المسرح كتابة يختلف عن المقالة.. إلخ..
ان عالم هذه الشخصية (جار القمر) التي تبدو أشبه بالغرائبية هو أحد عوالم حكايا شهرزاد العصرية ففيها من التناقض والإختلاف والتخفي بأكثر من وجه خاصة وهو يستخدم الأسلوب الأنثوي في منهجه مرة والأسلوب الذكوري مرة أخرى حسب إسم المتحدث المقابل! ويحاول فرد عضلاته أمام الطرفين.
المرأة شهرزاد إكتشفت أمره، أما شهريار الواقع تحت سحر الأنثى المتخفية فمازال يبحث عنه أقصد عنها. وحين كشفت شهرزاد له السر شعر بصدمة خفيفة وبعدم تصديق الحقيقة ان من كانت تحدثه بكل الرقة والإعجاب هي مجرد رجل يتخفى بإسم إمرأة!!
جار القمر نموذج بسيط لأسماء كثيرة للرجال والنساء المتخفين وراء شخصيات غير شخصياتهم. وهذا ما كشفه أحد الزملاء قائلا: لم أعرف ان الرجل الشرقي قد يقع فريسة سهلة وراء أي اسم أنثوي حتى لو عبر هذه الشبكة اللعينة! وغرق في الإعتراف قائلا: كنت أشعر بملل شديد نتيجة جلوسي الدائم في البيت فخطر ببالي ان أدخل غرفة المحادثة الإلكترونية بإسم فتاة تدعى شمس، وهالني آلاف النوافذ التي تفتح لتكلمني، أعجبتني اللعبة؟ وأخذت مجموعة من الأسماء (حسب قولهم) من جنسيات عربية مختلفة، والمضحك المبكي ان كل هؤلاء الرجال بعد أكثر من محادثة ناعمة مني لهم غرقوا في حبي، وبدأوا يعرضون عروضا مغرية وغريبة، منهم من يستعد لشراء شقة لي في بلده، ومنهم من يعد بإرسال كمية من النقود على ان أواعده في مكان ما ونسافر معاً، ومنهم من يعدني بإرسال هدايا عجيبة غريبة. المذهل يا شهرزاد أنهم لم يكذبوني ولم يشك أحد بانني رجل يتسلى!! كنت ليلا أغرق في الضحك من سذاجتهم، هل تصدقي يا شهرزاد ان أحدهم بكى وهو مستعد ان يفعل أي شيء من أجلي طبعا على ان أقابله. نسيت ان أقول لك يا شهرزاد انني كنت أرسل لهؤلاء السذج صورة إمرأة فائقة الجمال وأدعي أنني مطلقة ووحيدة!!
الآن مللت هذه اللعبة، لكنني كثيرا ما أفكر، ما الذي يجعل هؤلاء الرجال يتهافتون على صورة إمرأة وحديثها!! أهو الفراغ أم الكبت والحرمان مع العلم ان بعضا منهم متزوج كما يقول.
ما لفت إنتباهي قول هذا الزميل وإستخدامه لإسم شمس وكأنه بلا إتفاق تواعد مع صديقنا جار القمر على إستخدام نفس اللعبة الإلكترونية ليغطي كل منهما فراغه وملله لكن الفرق ان جار القمر بوجهيه الأنثوي والذكري لم يصمد كثيرا لكن شمس بوجهها الأنثوي إنتصرت على بضعة مغفلين ظنا منهم أنها لن تغرب أبدا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زهرة اللهيان.. أول امرأة تترشح لانتخابات الرئاسة في إيران


.. امرأة تتقدم للترشح على منصب رئيس الجمهورية في إيران




.. كلب هجــــ م علي طفــــ لة فأصبحت ملكة جمال


.. التحالف الوطني يطلق مبادرة لتعليم صناعة الخبز بأنواعه لدعم و




.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات السابقة والناشطة الاجتماعية ابتها