الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيزياء النفط والغاز

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2007 / 7 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ينشغل البرلمان العراقي وحكومته المتمثلة بالسيد نوري كامل المالكي منذ ايام بقانون النفط والغاز الذي اعدت مسودته وصادق عليها مجلسي الرئاسة والوزراء وتم تحويلها الى البرلمان العراقي من اجل المصادقة على هذا القانون باعتبار أن البرلمان هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي !

وثمة من الاطراف السياسية سواء كانت داخل البرلمان او خارجه رفضت هذا القانون لاعتبارات كثيرة ، اهمها ان النفط العراقي سيكون بيد الشركات الاجنبية ويدخل ضمن عملية الخصخصة التي يتوجه اليها العالم المتحضر منذ فترة ، وطبعاً العديد من الاطراف التي وافقت على القانون او رفضته لاسباب تتلخص بحرصها الشديد على ثروة العراق الكبرى ( النفط ) ، الا ان الحقيقة مغايرة لكل الاطراف الرافضة للقانون ، والهم الوحيد من هذا الرفض هو عدم الاستفادة الكاملة من هذه الثروة وتسخيرها للمصلحة الحزبية او الدينية التي تنتمي اليها تلك الجهات !!

اما الجهات التي تصر على تطبيق هذا القانون وتمريره باسرع وقت ممكن ، هي اطراف الحكومة العراقية التي اخذت الاوامر المباشرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي اعدت لهذا القانون واشرفت على مسودته لكي تفرض نفوذها الدائم بعقود شبه دائمية على نفط العراق فيما اذا تم الانسحاب الكامل من العراق من قبل القوات الامريكية والاجنبية ، خاصة وان الديمقراطيين يضغطون هذه الايام وبقوة على الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بالانسحاب الفوري وبأقل الخسائر الممكنة بعد الفشل الذي رافق قواتهم داخل العراق وعلى كافة الاصعدة باستثاء عملية اسقاط النظام !!!

ان البرلمان العراقي وحكومته التي تشغل نفسها بقانون النفط والغاز وتعديلاته بعد الاعتراضات التي واجهته من قبل اطراف على حساب اطراف اخرى ، بينما العراق يسرق نفطه في كل يوم من قبل الميليشيات الشيعية والسنية ومن قبل الاحزاب والقوائم التي فازت بانتخابات عام 2005 من دون استثناءات لهذه الاحزاب او القوائم ، فالجميع يسرق ويهرب النفط !!!

والمواطن العراقي الذي يستجدي قنينة الغاز ولتر البنزين كل يوم في بغداد ومحافظات العراق الاخرى ، كيف له ان يثق بحكومته التي تتقاتل الان لتمرير قانون النفط ! وهو لم يحصل على قطرة من هذا النفط الذي يطفو العراق عليه !!!!

خلاصة القول ان مليارات الدولارات السنوية من واردات النفط العراقي وعلى مدى عقود اربع كان النظام البعثي يوزع بها الى العرب من المرتزقة والطبالين من اجل شراء ذممهم ، وقد نجح في ذلك وجعلوا منه بطلاً بعد ان تم تنفيذ حكم الاعدام فيه ، وكان المواطن العراقي يحلم احلاما ساذجة لا تتجاوز معيشة بسيطة ولم يوفرها ذلك النظام له !!!

اما اليوم فالنفط اصبح بيد الميليشيات وبيد الاحزاب ، والكل يسرق من هذه الثروة ليوزع بها على منتسبه من اجل الحصول على اكبر قاعدة جماهيرية تؤهله بالصعود للانتخابات القادمة التي سوف تكتسح كل هذه القوائم واحزابها التي لا يهمها مصلحة العراق !!!

الاجدر بالحكومة العراقية وبرلمانها ان توفر الامن للمواطن العراقي وان تنظف الميليشيات التي تغلغلت داخل الجيش والشرطة ، وان تنتبه للمواطن المسكين الذي اصبح يعيش تحت خط الفقر أضافة للموت اليومي الذي يحصل عليه من قبل الميليشيات وعصابات القاعدة ، ان تنتبه هذه الحكومة لبناء ما دمرته احزابهم وصراعاتها الداخلية ، ان تبني سامراء من جديد ان تعيد بناء جسور بغداد التي هدمت وان ترمم الانسان العراقي الذي اصبح مدمراً من الداخل نفسياً ومعنوياً ، بعد كل ذلك تفكر بمسودة قانون النفط والغاز !!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب