الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من نهاية لمظاهر العنف في العراق؟؟

عبد الرزاق السويراوي

2007 / 7 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الأوضاع غير الطبيعية ومظاهر العنف السائدة في العراق, من المؤكد أنها تثير قلق الجميع, وتثير في الوقت ذاته , جملة من التساؤلات لدى الساسة العراقيين قبل المواطن العراقي العادي, ومن بين هذه التساؤلات مثلا : منْ هي الجهات التي تقف , وعلى وجه التحديد , وراء ظاهرة العنف في العراق كالتفجيرات والقتل العشوائي الذي يستهدف الأبرياء وغيرها ؟ وهذا التساؤل بدوره قد يجر الى تساؤل آخر, حالة اللاإستقرار المقصودة والعمل على ديمومة العنف المسلح وتغذية منابعه , منْ هي الجهة المستفيدة منها قبل غيرها ؟ وما هي الأهداف القريبة والبعيدة من وراء كل ذلك ؟ وهل هذه الجهات , هي محلية أو عربية أم إقليمية؟ وقوات الإحتلال ماهو دورها في أعمال العنف , هل هو مباشر أم غير مباشر؟ أمْ انّ كلّ هذه الجهات المذكورة مجتمعة كل له دوره في تأجيج مظاهر العنف ؟ اسئلة تبدو تقليدية جدا , ولكن اهميّتها تكمن في تفاعلها على الساحة العراقية ؟ وهي من الكثرة بحيث لا تعرف لها نهاية , تماما بقدر معاناة العراقيين التي تبدو هي الأخرى ووفقا لمعطيات الحاضر ,انها هي الأخرى لا نهاية لها أو بالأحرى لا يراد لها أنْ تنتهي ايضا . وبطبيعة الحال , أنّ هذه التساؤلات وغيرها , لها ما يقابلها من الإجابات . سواء وردت على لسان السياسيين من النخب السياسية المتعددة أمْ على لسان المواطن العادي . غير ان المهم هنا , هو مستوى النضج في نوعية الإجابة عن هذه التسؤلات فضلا عن توفر حسن النية بغية الوصول الى تحجيم آفة العنف . وهذه الإجابات التي يمكن إعتبارها مشروعا لمكافحة العنف , هل تمكنت أو ستتمكن من تشخيص الداء لوضع الدواء له , أمْ أنها في أحسن الأحوال لا تتعدى في معظمها , أكثر من خطابات وتنظيرات لا تصمد طويلا أمام إمكانية إخضاعها للتطبيق العملي على ارض الواقع . ولكن حتى التساؤلات الأخيرة تثير هي الاخرى نوعا من الإشكالية , على سبيل المثال , أنّ النخب السياسية هي دائما في الواجهة , ومثل هذه الحقيقة تدفع حتما للتساؤل , هل أن هذه النخب , تتحمل قبل غيرها أو دون غيرها , مسؤولية ما يحصل من تردّ للأوضاع على اعتبار انها تمسك بزمام الامور ؟ أم أنّ المواطنين بدورهم ايضا يتحملون جزءا من المسؤولية ؟ ولكن لننْظر الى القضية من زاوية معينة , ولْتكن بعيدة بعض الشيء عن إسلوب توجيه الإتهام الى هذا الطرف أو ذاك , فنقول أنّ النخب السياسية ساهمت وتساهم من خلال بعض رجالاتها , في إثارة بعض المشاكل ضمن الأجواء المذكورة , في وقت أنّ واقع الحال يفرض تهدئتها , ففلان من هذه الكتلة وهو جزء من الحكومة أو مجلس النواب , يصب اللوم على فلان الفلاني من الكتلة الاخرى وهو ايضا جزء من الحكومة أو من مجلس النواب , وبالمقابل فأن فلان الفلاني هذا يفعل ذات الشيء إنْ لمْ يزد عليه, كلّ ذلك طبعا يتم عبر وسائل الإعلام وعلى مرأى من انظار الملايين من العراقيين . وغير خاف ما تؤدي اليه مثل هذه المعارك الاعلامية من نتائج وخيمة , ابسطها زرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد . أنّ ما أثبتت صحته التجارب في بلدان عديدة والتي سبقتنا في هذا المجال , انّ الإختلاف في الرؤى وفي الافكار , هي حالة حضارية تسهم في ترسيخ القواعد الصحيحة لعملية البناء الديمقراطي , فهل وصلنا نحن الى مثل هذه المرحلة ؟ وإذا لم نصلْها بعد فلماذا ومتى ؟ أعتقد أن ما تتطلبه هذه المرحلة بالذات من النخب السياسية , وهو ليس عيبا بقدر ما تفرضه الضرورة وايضا تفرضه عملية التحول نحو البناء الديمقراطي , هو إعادة النظر بنوعية الخطاب السياسي والفكري , وإجراء عملية تقييم شامل لمواقفها ومما قدمته للعملية السياسية وبالتالي الخروج بمعايير نقدية جديدة تستوعب متطلبات المرحلة الحالية فضلا عن تجاوز الأخطاء والإبتعاد عن التطرف , ومن دون ذلك , سنظل بلا شك , ندور ليس في حلقة مفرغة كما يقال , وإنّما في حلقة مملوءة بفتائل قابلة للإشتعال في أيةّ لحظة لا سامح الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل


.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة




.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة


.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من




.. النجمان فابريغاس وهنري يقودان فريق كومو الإيطالي للصعود إلى