الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الكرامة والسفاهة رد على صحيفة النهار اللبنانية

سلطان الرفاعي

2007 / 7 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


طالعتنا بعض الصحف اللبنانية ، ودعمتها بعض الفضائيات العربية واللبنانية ، في هجمة شرسة ، طالت الفنانين والفنانات اللبنانيين ، والذين زاروا سوريا ، وشاركوا الشعب السوري ، أفراحه بإعادة انتخاب رئيسه الشاب ، لولاية ثانية .
وكان لصحيفة النهار ، نصيب كبير في هذه الهجمة ، والتي ، كنا نعتقد أن رصانتها المعهودة ، ستمنعها من الإنزلاق في هذه الهاوية ، ولكنها ، شاركت في هذه الهمروجة عبر محررين ، وعير عدة مقالات .
وقبل أن ندخل في (الغميق) ، نطلب من هؤلاء المثقفين ، المدعين الديمقراطية ، احترام رأي الآخرين ، عوضا عن قمعه والمطالبة بقطيعة سوريا ، فإذا كان لهم وجهة نظر حاقدة من سوريا ، فإن لغيرهم وجهة نظر مغايرة ، تتجلى بالإحترام والمحبة ورد الجميل . هذه المقدمة والتي أوردتها صحيفة النهار ، وفي تهايتها ، نقرأ كلمات : سفاهة وتفاهة وخيانة . والأكيد هي غير موجهة لا للسفير الأمريكي ولا للفرنسي ولا للبريطاني ولا للإ سرائيلي .

((في المـــــبـايــــــعـة والـــبـــــيــع
(في العدد الماضي من "الملحق" نشر الزميل رامي الأمين مقالا عن الأغنية البعثية اللبنانية، وعن الحضيض السياسي الذي وصل اليه بعض المطربين في تمسحهم على اعتاب النظام السوري. يحاول هذا المقال متابعة ما بدأه المقال السابق، وتقديم تحليل للظاهرة، التي تعدت الأغنية لتصل في بعض الاحيان الى الشعر. رأينا شعراء وأدباء "يستكتبون" كتبا وقصائد يوقّعها الجنرالات، وسمعنا الشعر العامي يُذبح في سوق البيع. لم نكن لنتوقف امام هذه الظواهر التافهة، لولا ان التفاهة تهدد باستباحة كل شيء في وطن مهدد بالخيانة.)))



مسكين هذا الكاتب ، وأعتقد أن اسمه شوقي نجم ، كما ظهر في نهاية مرثاته . في هذه الأسطر القليلة ، نرى مدى الحقد الذي يكنه هذا الحاقد للشعب السوري ولرئيسه ولكل حبة من تراب الوطن . صحيح أن الذبابة لا تؤذي ، ولكنها صراحة تزعج ، تزعج بقذارتها ، وصوتها ، وطلتها . لا نعرف للحقيقة شيء عن هذا الحاقد ، وأعني من أين يقبض ؟ من السفارة الأمريكية ، أو من السفارة الإفرنسية ، أو من البريطانية ، أو من المنظومة الحريرية . وطبعا ، من يقبض ، يرتاح ، ويتحدث بما يخدم اسياده ، على عكس هؤلاء الفنانين والفنانات ، والذين يأكلون خبزهم من تعبهم وجهدهم .

تتحدث في مقالك المهزوز ، عن أربع فنانين وفنانات ، جاؤوا الى سوريا ؛ الكرامة والمحبة والحضارة والأخوة والشهامة والمرؤة ؛ وأكيد أنت تتحسس من مثل هذه الصفات ، وطبعا هي مشكلتك وأنت حر فيها .والأخيرة - الفنانة - تقول اسمها ( هدى حداد ) وتُردف في قولك ، ليست شقيقة فيروز . وسأبدأ معك من فيروز نفسها .يوم انطلقت السيدة فيروز في سماء الأغنية العربية ، فتحت لها إذاعة دمشق ، وبعدها تلفزيونها ، أبوابها على مصاريعها ، وأعطتها من الحب والعون والاهتمام ، ما أوصلها اليوم الى هذه المرتبة المرموقة . والراحل حافظ الأسد ، والذي عليك ، أن تنحني ، عندما تذكر اسمه ، هو من أوعز لعلاج ، عاصي ، في الخارج وعلى حساب الحكومة السورية ، يوم كنتم ، وزراء ونواب ، تسرقون لبنان ، وتُراكمون الديون والمصائب عليه .

لماذا أتى هؤلاء الفنانين الى سوريا ، وغنوا في مناسبة اعادة انتخاب الرئيس السوري ؟ ثق تماما ، جاؤوا ، ليردوا جزء من الجميل ، والذي تُقدمه سوريا ، لكل الفنانين العرب ، وبتواضع ، ودون منية . جاؤوا ليقولوا للشعب السوري ، نحن فنانين أصحاب أصل ، لا ننسى يوم استقبلتمونا ، في اذاعتكم ، وتلفزيونكم ، وفنادقكم ، ومطاعمكم . لن ننسى أقضالكم أبدا علينا ، ونحن هنا اليوم ، لنرد جزء من الجميل الذي يُطوق أعناقنا .

في سوريا ، يُحافظ الفنانون اللبنانيون على كرامتهم ، يتواصلون مع الشعب السوري الكريم الطيب ، ويأخذون مقابل تعبهم أجرا مرموقا ، يكفيهم ، ماذا يكفيهم ؟؟

لنسأل السيدة ماجدة الرومي و المعروفة بمناهضتها للسياسة و النظام السوري حين أتت و منذ زمن قريب لتحيي حفل افتتاح دار المسرح السوري، لنسألها عن تجربتها و عن زيارتها إلى سوريا حين ذاك و عن الحفاوة التي استقبلت بها، و اسألها - إن كنت تجرؤ عن التنازلات التي قدمتها على حساب كرامتها- و إن سألت سيأتيك جواب بالنفي القاطع. و يكفي تأكيداً على احترام الفنان العربي و اللبناني في سوريا أنها اختيرت لتحيي حفل افتتاح واحد من أكثر حواضرها الثقافية المعاصرة أهمية و الذي تم في ظل حكم السيد الرئيس الشاب. و إن كنت لا تملك ذاكرة فتوجّه للرحابنة أسياد الفن اللبناني و رافعي شعار هوية العزة اللبنانيين في فنهم، و اسألهم ليالي افتتاح معرض دمشق الدولي الذي كان مخصصاً لأجلهم، و سيذكرون لك كيف قام الشعب السوري بحمل السيارة التي أقلت السيدة فيروز على أكتافهم ترحيباً و حباً و إكراماً، و سيذكرون، لأنهم أشرافاً كيف أن سوريا بحكامها لم ينسوا الرحابنة و لم يتنكروا لهم، فقدموا كفالة مفتوحة دون حساب لعلاج المرحوم عاصي الرحباني، و لأن سوريا صاحبة مروءة لم تقم بإذاعة هذا في كل مكان و زمان، بل من أعلنه هم الرحابنة أنفسهم، فسوريا حين تقدم، تقدم لأن هذا نابع من أصالتها، و هي أصالة يتفق عليها الشعب و الحاكم حين يتعلق الأمر بسمعة سوريا. أتكفي الأمثلة أم نزيد؟ و عليك أن تعلم أننا فتحنا الذاكرة لنرد و ليس لنحمّل الآخر أية فضائل فما تقوم به سوريا واجب عليها و حق للمبدعين الصادقين و بخاصة حين يكونون ذوو استحقاق.

وفي المقابل دعني أحدثك عن المآل الذي حولتم اليه الفنان اللبناني . لقد حولتم الفنانة اللبنانية ، الى داعرة في سوق النخاسة الخليجية ، تهبونها لمن يدفع أكثر من الأمراء ، عبر قواد يُدعى هذه الأيام مدير أعمال . هل أُخبرك بأسعار الفنانات ، صاحبات الفيديو كليبات ؟ أم أُخبرك بجولات مدراء الفنانات ، والعروض التي يقدموها . ولن أتحدث عن الفنانين الشباب ، فهناك معلومات أكيدة ، أن لهم مدراء أعمال أيضا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

هل عرفت الآن ، أي فخر ، وشرف ، يناله الفنان ، عندما يزور سوريا .

يتضح مقدار السخف في مثل هذه المقالات وتناقضاتها ، عندما يعتقد أصحابها ، بأنه من الطبيعي ، بالنسبة لهم ، أن يسلكوا هذا السلوك الحاقد ، يسلكون هذا السلوك (سلوك الحقد ونكران الجميل ) بمثل هذه الكتابات ، ومثل هذا الحقد ، لأنهم حقيقة أدنى من إنسان ، وسلوك النكران والحقد هذا أقرب الى سلوك الكائنات الدونية ، الا أنهم يحاولون التصرف وفقا لما يظنون أنه تصرف الكائنات الإنسانية الحقيقية ، ومن المستحيل أن نطلب من الإنسان -الحاقد أخلاقيات أعلى ويمكن أن ننتظر هذا فقط من الإنسان- الإنسان . هذا هو الواقع المؤلم والذي يُصادفنا مع هذه العينة من الحاقدين . وما افتقار هؤلاء الحاقدين الى الأخلاقيات سوى واحدة من الصفات التي تلازم حالة هذه النوعية من الكتاب كأناس غير أسوياء ، يعمي الحقد والكراهية قلوبهم وتُلقي بظلالها السوداء على نقوسهم ، محولة اياهم ، الى كائنات صغيرة تحقق مستوى ضئيلا من الارتقاء والتطور ، ولكن بقلوب متفحمة ، . وعند الحقيقة تجدهم أطفالا في محاكمتهم العقلية ، ولذلك ، يجب ألا يُدهشنا ما يحدث اليوم على الساحة اللبنانية ، بوجود مثل هذه العينات الحاقدة ، بل الحقيقة إن ما يجب أن يدهشنا هو عدم وجود هذه الكوارث والخراب والدمار في النفوس أولا ، وعلى الأرض ثانيا .

عجبي على هذه المواقف الحاقدة ، والتي تعتبر الجارة سوريا ، والتي تحتضن ، بنات لبنان ، في قلبها ، لأنهن بناتها وأخواتها . عدوة . بينما تنبطح على عتبات الدول التي تنتهك العرض اللبناني ، وتستبيح شرفه وكرامته ، وتعتبرها صديقة وشريكة .

وسوريا ، لا تنتظر تقييما ، من أحد ، فهي سوريا سوريا ، يا رجل ، أم الدنيا ، وأم الكرامة ، وأم الشرف ، وأم النخوة والشهامة .

حتى ساعته لا زالت الإذاعة السورية ، ولعلها الوحيدة في الوطن العربي ، تفتتح ، يومها وصباحها ، بباقة من فيروزيات .

الإذاعة السورية ، الأم الحنون ، والتي لم تتخل عن حنانها ورعايتها للسيدة فيروز ، مقابل ريالات روتانا .

وسوريا أيضا ، تبقى الملجأ والمضافة والواحة لكل الفنانين العرب .

سوريا

دمشق

12-7-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل